قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، الخميس، إن مفاوضي التجارة الأميركيين يرغبون في تحقيق "تقدّم مفيد" في المباحثات المقبلة مع الصين.
وصرح منوتشين إلى شبكة "سي أن بي سي"، أن واشنطن وبكين "ستعقدان في البداية مباحثات على مستوى وكلاء الوزراء لضمان إحراز المسؤولين الكبار الذين سيلتقون لاحقاً تقدماً نحو التوصل إلى حل"، محذراً من أن الرئيس دونالد ترمب "لن يقبل إلا باتفاق جيد ومستعد لزيادة الرسوم الجمركية عند الضرورة".
إلى ذلك قال صندوق النقد الدولي "إن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة والصين قد تخفض مستوى الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة 0.8 في المئة في 2020، وتثير خسائر إضافية في الأعوام المقبلة".
وقال جيري رايس المتحدث باسم صندوق النقد، إن "التوترات التجارية العالمية بدأت تؤثر على حركية الاقتصاد العالمي، الذي يواجه بالفعل تحديات صعبة، بما في ذلك ضعف في نشاط الصناعات التحويلية لم يشهده منذ الأزمة المالية العالمية في 2007 – 2008".
وذكر رايس أن ركوداً عالمياً ليس في التقديرات الأساسية لصندوق النقد، وستصدر المؤسسة المالية الدولية توقعاتها الاقتصادية الجديدة الشهر المقبل.
النفط يعوض خسائره
في الوقت ذاته صعدت أسعار النفط لتعوّض بعض الخسائر الثقيلة التي مُنيت بها في الجلسة السابقة بفعل مؤشرات على انحسار التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وانخفاض مخزونات النفط الأميركية إلى أدنى مستوى في نحو عام.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 23 سنتاً أو 0.4% إلى 61.04 دولار للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 28 سنتاً أو 0.5% إلى 56.03 دولار للبرميل.
وجاء هذا الارتفاع بعدما قررت الصين إعفاء أدوية أميركية لعلاج السرطان ومنتجات أخرى من الرسوم الجمركية.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب إرجاء زيادة مقررة للرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة مليارات الدولارات.
وسبقت تلك التنازلات اجتماعاً مقرراً في الأيام المقبلة يهدف إلى "نزع فتيل النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم".
ويأتي ارتفاع الأسعار، اليوم، بعد تراجع حاد للخامين القياسيين العالميين، أمس، بعد تقرير أشار إلى أن الرئيس ترمب يبحث تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، وهي خطوة تعزز إمدادات الخام العالمية.
وتعززت المعنويات الإيجابية في السوق، بعدما أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس، أن مخزونات الخام الأميركية انخفضت في الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى خلال عام تقريباً، إذ رفعت المصافي إنتاجها، بينما انخفضت الواردات.
تأجيل رفع الرسوم على الواردات الصينية
وكان الرئيس ترمب أرجأ لأسبوعين، أي حتى 15 أكتوبر (تشرين الأول)، بدء العمل بزيادة الرسوم الجمركية على واردات صينية بقيمة 250 مليار دولار سنوياً، مشيراً إلى أنّه اتّخذ القرار في بادرة "حسن نية" قبيل استئناف البلدين مفاوضاتهما في أوائل الشهر المقبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ترمب في تغريدة على "تويتر"، "بناءً على طلب نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي وبسبب الاحتفال بالذكرى السبعين لقيام جمهورية الصين الشعبية في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) اتّفقنا، كدليل على حسن النية، على تأجيل رفع الرسوم الجمركية (من 25% إلى 30%) على بضائع تعادل قيمتها 250 مليار دولار سنوياً من الأول إلى 15 أكتوبر (تشرين الأول)".
وكانت الصين الساعية إلى الحدّ من تأثير الحرب التجارية على اقتصادها، أعلنت في وقت سابق أمس أنها قررت إلغاء الرسوم الجمركية الإضافية على 16 فئة من المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة.
ويخوض البلدان حرباً تجارية متصاعدة منذ 2018، قاما خلالها بتبادل رسوم جمركية مشددة على مئات مليارات الدولارات من المبادلات التجارية السنوية.
وقالت لجنة التعريفات الجمركية في الحكومة الصينية، أمس، إنّ الإعفاءات المعلنة ستدخل حيّز التنفيذ في 17 سبتمبر (أيلول) ومدة عام، وستشمل 16 فئة من المنتجات تتراوح من مبيدات الحشرات إلى الزيوت والشحوم، مروراً بمنتجات من ثمار البحر وأدوية.
وكانت تلك المرة الأولى التي تنشر فيها الصين مثل هذه القائمة، منذ أن فرضت العام الماضي رسوماً جمركية بنسبة 25% على مجموعة من المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة. وستبقى الرسوم المشددة مفروضة على منتجات أساسية مثل الصويا ولحوم الخنزير.
غير أن الحكومة الصينية أوضحت أنه قد يتم إصدار قوائم أخرى من المنتجات المعفية من التعريفات "في الوقت المناسب"، وبعد درس المسألة. وعلى الرغم من التوتر بين البلدين، تؤكد الصين والولايات المتحدة أن "الحوار مستمر بينهما".