Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مستقبل المحتوى الإبداعي سؤال معرض لندن للكتاب

قضايا الذكاء الاصطناعي والنشر الذاتي أبرز نقاشات الناشرين والمؤلفين

جانب من التفاعل في معرض لندن للكتاب   (الخدمة الإعلامية للمعرض)

ملخص

انطلق معرض لندن أمس الثلاثاء ويختتم غداً الخميس ويعد الثاني من حيث الأهمية بعد معرض فرانكفورت للكتاب

عاد معرض لندن للكتاب في دورته الثانية بعد وباء كورونا، في مشهد لم يتأثر كثيراً بمعطيات السياسة كما في العام الماضي حيث كانت أوكرانيا ضيف الشرف، إذ هيمنت على نسخة العام الحالي قضايا الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن يؤثر في صناعة النشر وعمليات الإبداع والكتابة بوجه خاص.

يقول الناشرون، إن قطاع النشر لا يزال يعاني أثر الوضع المترتب ما بعد الحرب الروسية– الأوكرانية، في حين تمضي الآفاق إلى تجاوز الواقع عبر استخدام البدائل الذكية في تحرير الصناعة من الأدوات التقليدية التي تقيّدها شروط الجغرافية الكلاسيكية وأفعالها.

يعتبر معرض لندن الذي بدأ عام 1971 الثاني من حيث الأهمية بعد معرض فرانكفورت للكتاب، إذ يشكل تجمعاً مهماً للناشرين وصناع الكتب والمؤلفين من مختلف بلدان العالم، وانطلق أمس الثلثاء ويستمر ثلاثة أيام على أن يختتم الخميس.

وعلى رغم القول إن عملية قراءة الكتب تتجه للانخفاض في كثير من دول العالم بما في ذلك الغرب، بأثر من وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن إحصاءات قد تكشف العكس، فقد أوردت جمعية الناشرين في المملكة المتحدة في دراسة بحثية صدرت قبيل انطلاق معرض لندن للكتاب، أن قطاع النشر يستحوذ على 11 مليار جنيه استرليني من الاقتصاد البريطاني.

 

النشر الإلكتروني

يتجه الناشرون عموماً اليوم إلى التكثيف من النشر الإلكتروني ومنصات البيع الرقمية، وهو الاتجاه الذي بدأ يجد سبيله إلى البلدان العربية، حيث تشارك في المعرض العديد من الشركات العالمية في هذا الإطار، لا سيما تلك التي تركز على النشر الذاتي، وهو أسلوب صار أكثر انتشاراً اليوم يكسر الحدود المعروفة في عملية النشر، ويحد من سلطة الناشر التقليدي، ويفتح فضاءات الحرية الأكبر للكاتب، لكن في الوقت ذاته ثمة من يرى أن النشر الذاتي له سلبيات بقدر ما فيه من إيجابية، لأنه يجعل السوق مفتوحة لكتب لا تمر بالمراحل النمطية ما يجعل الكتاب المنتج قد لا يكون مستوفياً للشروط والمعايير أقلها على مستوى التدقيق والتحرير.

الغرب والشرق

كما في العام الماضي وعلى مستويات حضور الناشرين من مختلف دول العالم، سيطغى المشهد الغربي والآسيوي، فدور الصين وكوريا واليابان وغيرها تجد مساحة واسعة، وقادرة على ترويج ذاتها بخلاف الخفوت الواضح في حضور الناشر العربي، إلا عبر الهيئات الرسمية لدول خليجية، هي السعودية والإمارات وقطر، وجناح للناشرين العرب، وحضرت أربعة دور نشر سعودية ضمن مبادرة هيئة الأدب والنشر والترجمة لدعم الناشرين وهي: مدارك، العبيكان، يتخيلون، دار الفكر الجديد، في حين حضرت للمرة الأولى شركة خاصة من اليمن هي دار "عناوين" حديثة التأسيس، التي تعمل على إبراز الثقافة اليمنية والبعد الآخر لبلد يعيش أهوال الحرب ورعبها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعملياً تبدو اللغة العربية كأنها غير موجودة في المشهد، في حين أن الفعل العربي يتجه إلى الترجمة إلى اللغة الإنجليزية ومحاولة وصول الكتاب العربي إلى القارئ الغربي، وليس من إحصاءات واضحة وأرقام حول ما يتم ترجمته سواء لغياب مؤسسات عربية متخصصة في هذا الإطار، يكون لها دور الريادة والاستباق.

مقارنة مبدئية تكشف أن سوق الكتاب العربي سواء كان ورقياً أو رقمياً لا يزال يعاني ليس على مستوى الإقبال على القراءة، إنما أبعد من ذلك في الأدوات والتقنيات التي تمكن من الوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور، في ظل تطور التقنيات في هذا الجانب ومضي صناعة الكتاب إلى أبعاد جديدة عالمياً، ويأمل بأن تكون المشاركات العربية دافعة في هذا المضمار، بحيث تسهم في دفع الأجيال الأكثر حداثة للاندماج في المعرفة العصرية.

 

مستقبل المحتوى الإبداعي

يأتي ذلك فيما يطرح معرض لندن عنواناً لافتاً هو "تحديد مستقبل المحتوى الإبداعي" ليثير الأسئلة التي تماس التحولات التقنية و"فوبيا" الذكاء الاصطناعي وسواها من المسارات في هذا الباب.

يقول منظمو المعرض إنه مكان يتحد فيه مجتمع النشر العالمي لتطوير العلاقات واكتساب الأفكار وتحديد مستقبل المحتوى الإبداعي، إذ تسهم في هذه العملية مجموعة من الناشرين وصانعي الصفقات ومحترفي حقوق الطبع والنشر والمفوضين والمرخصين العالميين، بأرض المعرض في أولمبيا لندن.

خلال المعرض أعلنت اللجنة المنظمة عن الفائزين بجوائز "Trailblazers 2024" في دورتها التاسعة، التي تهتم بتكريم المواهب المتميزة في صناعة الكتاب والنشر وتسعى لإيجاد أجيال جديدة في المجال.

 

وأوضح مدير المعرض غاريث رابلي، في تصريح، أن الفائزين هذا العام قدموا مساهمات كبيرة في صناعة الكتب، معرباً عن ثقته بأنهم سيستمرون في الإلهام من خلال تفانيهم وحماسهم وابتكارهم في كل ما يقومون به.

ومعروف أن معرض لندن ليس مكاناً لبيع الكتب كما درج العرف في المعارض العربية، إنما يركز فقط على هذا الجانب التفاعلي بين الحضور من الناشرين والمؤلفين والوكلاء الأدبيين والمسوقين وغيرهم من المشاركين في صناعة النشر، بحيث يقومون معاً على محاولة تلمس علاقات وأنساق جديدة لصناعتهم ومناقشة جوهر التحديات عبر سلسلة من الندوات والمحاضرات التي تعقد على مدار اليوم، إضافة إلى التفاعل المباشر بين الناشرين والزوار الذين يحضرون وفق تسجيل مسبق وبرسوم مدفوعة.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة