قالت وزارة الصحة في غزة اليوم الخميس إن ما لا يقل عن 31341 فلسطينياً قتلوا وأصيب 73134 جراء الهجوم الذي تشنه إسرائيل على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
من جهة أخرى، طالب الاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، إسرائيل بفتح معابر إضافية إلى جانب الممر البحري من قبرص حتى يتسنى وصول مساعدات أكبر إلى قطاع غزة.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشتش على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" "مع دعمنا للممر البحري من قبرص، ندعو إسرائيل إلى فتح معابر إضافية حتى يتسنى دخول مساعدات أكبر إلى غزة، بما في ذلك الشمال، وتخفيف القيود الجمركية عموماً".
وجاء التصريح بعد أن اجتمع لينارتشتش عن بعد مع وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية القطري عبدالرحمن آل ثاني وكبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيجريد كاج.
احتجاج مناهض لإسرائيل
وأدى احتجاج مئات من المناهضين لحرب إسرائيل على قطاع غزة الذين يطالبون بوقف إطلاق النار ويناشدون الولايات المتحدة وقف تزويد تل أبيب بمساعدات عسكرية إلى إغلاق الصالة الدولية في مطار سان فرانسيسكو الدولي، الأربعاء.
وأظهرت لقطات من الاحتجاج أشخاصاً يحملون لافتات مكتوباً عليها "وقف دائم لإطلاق النار الآن" و"أوقفوا العالم من أجل غزة" و"كفوا عن تسليح إسرائيل"، وتشير تقديرات إحدى القنوات التابعة لشبكة "إيه بي سي نيوز" إلى أن عدد المتظاهرين تجاوز 300 شخص.
وخرجت احتجاجات مطالبة بوقف إطلاق النار في غزة في كثير من المدن الأميركية خلال الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك احتجاجات قرب مطارات وجسور في نيويورك سيتي ولوس أنجليس ووقفات احتجاجية أمام مقر البيت الأبيض ومسيرات في واشنطن.
وشهد هذا الشهر احتجاجات كبيرة قبيل خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن لحالة الاتحاد وحفل توزيع جوائز الأوسكار، كما يقاطع المتظاهرون بشكل متكرر فعاليات الحملات الانتخابية لبايدن وخطاباته.
وقال مسؤولون بالمطار إن الصالة الدولية ظلت مفتوحة، لكن تم تغيير وتعديل مسارات الركاب أثناء القيام بإجراءات السفر لتفادي المحتجين. وأغلق المتظاهرون الطريق خارج المطار وتحركوا في دوائر وهتفوا مرددين الشعارات. ولم ترد أنباء عن تأخير في الرحلات.
وسوي معظم قطاع غزة بالأرض في الهجوم الإسرائيلي الذي تقول وزارة الصحة الفلسطينية إنه أسفر عن مقتل أكثر من 31 ألف شخص وأدى إلى نزوح جميع سكان القطاع تقريباً البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتسبب في أزمة مجاعة بالقطاع الساحلي الضيق.
وجاء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي تسيطر عليه "حماس" في أعقاب هجوم شنته الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وأدى إلى مقتل نحو 1200 شخص.
وعلى رغم أن الولايات المتحدة تدعو إلى وقف موقت لإطلاق النار من أجل إرسال مزيد من المساعدات إلى غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم "حماس"، فإن واشنطن ترفض مناشدات لوقف دائم لإطلاق النار قائلة إن مثل هذه الخطوة ستسمح للحركة بإعادة تنظيم صفوفها.
استهداف "الأونروا"
يأتي ذلك فيما أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مقتل أحد موظفيها في الأقل بقصف إسرائيلي استهدف مركزاً لتوزيع المساعدات في مدينة رفح بجنوب غزة.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه قتل في رفح العنصر في "حماس" محمد أبوحسنة في ضربة استهدفته. وورد اسم أبوحسنة في لائحة من أربعة أسماء أكدت وزارة الصحة التابعة للحركة، أنهم قتلوا جراء الضربة على مستودع الأونروا.
إلى ذلك، شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على أن حماية المدنيين والمساعدات الإنسانية يجب أن تكون "أولوية" بالنسبة إلى إسرائيل في الحرب التي تخوضها منذ أكثر من خمسة أشهر ضد حركة "حماس".
وقالت "الأونروا" في بيان "قتل موظف واحد في الأقل من موظفي الأونروا وأصيب 22 آخرون عندما قصفت القوات الإسرائيلية مركزاً لتوزيع المواد الغذائية في الجزء الشرقي من مدينة رفح جنوب قطاع غزة".
وأكدت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" مقتل ثلاثة آخرين بينهم موظف في "الأونروا" يدعى حسني يوسف موسى أبوجزر، إضافة إلى أبوحسنة الذي عرفته على أنه مدير شرطة المركز.
من جهته قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل أبوحسنة في "عملية تصفية دقيقة" استهدفته في مدينة رفح، وأوضح أنه "كان في قسم الدعم القتالي في الجناح العسكري لحماس. وكان ضالعاً أيضاً في السيطرة على المساعدات الإنسانية وتوزيعها" على الحركة.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني "إن هجوم اليوم على أحد مراكز التوزيع القليلة المتبقية التابعة للأونروا بقطاع غزة يأتي في الوقت الذي تنفد فيه الإمدادات الغذائية، وينتشر الجوع على نطاق واسع، وفي بعض المناطق، يتحول الأمر إلى مجاعة".
وأضاف لازاريني "منذ بدء هذه الحرب، أصبحت الهجمات على مرافق الأمم المتحدة وقوافلها وموظفيها أمراً شائعاً في تجاهل صارخ للقانون الإنساني الدولي، إنني أدعو مرة أخرى إلى إجراء تحقيق مستقل في هذه الانتهاكات وإلى الحاجة إلى المساءلة".
وأكد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن "الجيش الإسرائيلي تلقى إحداثيات المستودع".
"يجب أن تتوقف"
وسأل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث "كيف يمكننا مواصلة عمليات المساعدة عندما تكون فرقنا ومستودعاتنا تحت التهديد المستمر؟ يجب حمايتهم. هذه الحرب يجب أن تتوقف".
وقالت وكالة الأونروا إنها سجلت منذ بدء الحرب "عدداً غير مسبوق من الانتهاكات ضد موظفيها ومرافقها يفوق أي نزاع آخر في العالم، مع مقتل ما لا يقل عن 165 من موظفيها، وإصابة أكثر من 150 من مرافقها، بعضها دمر بالكامل ومن بينها عديد من المدارس، وقتل أكثر من 400 شخص أثناء لجوئهم تحت علم الأمم المتحدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي واشنطن، أشار بلينكن إلى أن بلاده تنتظر مزيداً من المعطيات قبل التعليق على قصف مستودع المساعدات، لكنه أكد ضرورة أن تكون حماية المدنيين والمساعدات أولوية بالنسبة لإسرائيل.
وقال "نتطلع إلى أن تضمن حكومة إسرائيل أن هذا الأمر يشكل أولوية. حماية المدنيين، حصول الناس على المساعدة التي يحتاجون إليها، يجب أن يكون ذلك المهمة الأولى حتى أثناء القيام بما يلزم للدفاع عن البلاد والتعامل مع التهديد الذي تمثله حماس".
والمرفق المستهدف يستخدم لتوزيع الأغذية والمواد المنقذة للحياة على النازحين لا سيما في رفح حيث يتكدس في ظروف كارثية أكثر من 1.5 مليون معظمهم نازحون من أصل 2.4 مليون هم سكان غزة.
وتسعى دول عدة في الأسابيع الماضية لاعتماد آليات ومسارات جديدة لإيصال المساعدات، شملت إلقاء المساعدات جواً وتدشين ممر بحري من قبرص.
سلاح التجويع
أمام مجلس الأمن الدولي، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن "التجويع يستخدم سلاح حرب" في غزة.
وتقول هيئات الإغاثة إن إيصال المساعدات براً تعوقه إسرائيل عبر عمليات تفتيش مضنية والقصف الذي يعرقل توزيعها. ومن ثم تبذل مساع لإنزال المساعدات جواً أو إيصالها عبر ممر بحري مع قبرص من حيث انطلقت السفينة الإسبانية "أوبن آرمز" وعليها 200 طن من الأغذية.
على شاطئ الشيخ عجلين حيث تعمل جرافات على نقل الردم لبناء رصيف لتفريغ الحمولة، وينتظر مواطنون يائسون وصول السفينة، قال عبد أيوب "المساعدات بالبحر والجو لا تسمن ولا تغني من جوع. معظم الذين ينتظرون يغادرون وأيديهم خالية".
وأضاف "المساعدات ترسل ولكن لا يوجد من يتسلمها ويوزعها بشكل منظم، هناك تجار ومحتكرون، والأسعار ترتفع وتنخفض على وقع المواد التي تدخل، إنهم يتلاعبون بنا".
وأعلن الأردن تنفيذ سبع عمليات إلقاء مساعدات من الجو في شمال القطاع، أمس الأربعاء، بمشاركة مصر والولايات المتحدة وبلجيكا، وتستعد ألمانيا للمشاركة لاحقاً، وأعلنت لندن إرسال 150 طناً من المساعدات، وسيتبعها مستشفى ميداني.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه "سلم أغذية تكفي 25 ألف شخص في مدينة غزة، الثلاثاء، في أول قافلة ناجحة إلى الشمال منذ 20 فبراير (شباط)" عبر المعبر رقم 96 في منطقة السودانية. وأضاف "مع الناس في شمال غزة على شفا المجاعة، نحتاج إلى توصيل المساعدات كل يوم".
وهذه الكميات لا تلبي الحد الأدنى من الحاجات وفق الأمم المتحدة التي تحذر من أن 2.2 مليون شخص مهددون بالمجاعة.
محاسبة إسرائيل
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار إن "المجتمع الدولي يجب أن يكون مستعداً لمحاسبة إسرائيل، نحن لا نمسك بالعصا التي تسمح بوقف تلك الانتهاكات".
وتابعت "لذلك فإن عمليات الإنزال الجوي وبناء ميناء هي دلالة على العجز والضعف من جانب المجتمع الدولي، في غضون ذلك، نستمر بإرسال الأسلحة، هذا أمر غير مقبول فعلاً".
وسجلت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" 27 وفاة بسبب سوء التغذية والجفاف، معظمهم من الأطفال، مرجحة أن الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير.
وتستمر الحرب بلا هوادة، وشن الجيش الإسرائيلي وفق مكتب إعلام "حماس" خلال 24 ساعة "أكثر من 50 غارة جوية" وعمليات قصف في مختلف أنحاء القطاع.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أن قواته "تكثف عملياتها" في جنوب القطاع، بما في ذلك مدينة خان يونس، وعن مواجهات "داخل مجمع في منطقة حمد". وقال في وقت لاحق إنه "أجهز على 100" مقاتل في عملية نفذ خلالها "100 ضربة جوية".
وأحصت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" مقتل 88 شخصاً في الأقل خلال 24 ساعة، فيما "ما زال العشرات تحت الأنقاض".
وقالت في بيان "ارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية إلى 31272 قتيلاً و73024 إصابة"، وقدرت أن "72 في المئة من الضحايا هم من الأطفال والنساء".
كرر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو توعده "بالقضاء على حماس" وقال خلال لقائه رئيس وزراء هولندا مارك روته إن "دخول رفح ضروري لتحقيق أهداف الحرب، والاعتراف الأحادي الجانب بدولة فلسطينية سيعد إنجازاً لحماس".
من جانبه، توعد وزير الدفاع يوآف غالانت بأن قواته "ستصل إلى كل مكان"، وقال خلال جولة في القطاع "لا يوجد ملاذ آمن للإرهابيين في غزة".
ويثير احتمال اجتياح رفح قلقاً دولياً لاكتظاظها بالنازحين ووقوعها قرب الحدود المغلقة مع مصر.
ارتفاع الأسعار
ولا يعاني الغزيون لا سيما في شمال القطاع فقط من النقص الحاد في المواد الغذائية والضرورات، بل ارتفاع أسعار القليل المتوفر منها.
وقال فهد الغول (50 سنة) وهو من مخيم جباليا، "نحن صائمون غصباً عنا منذ شهرين أو أكثر، رمضان لا يغير شيئاً، أمس أفطر أولادي بعد أذان العشاء، كنت في الخارج وحصلت على بعض الرز لكني وصلت متأخراً وانتظروني لأنه لا طعام في البيت".