ملخص
خيمت حرب أوكرانيا على التصويت في الانتخابات الرئاسية التي تستمر ثلاثة أيام والتي من المؤكد أنها ستمنح بوتين ست سنوات أخرى في الكرملين.
أسفر هجوم صاروخي أوكراني عن مقتل شخصين في غرب روسيا وأدى هجوم منفصل بطائرة مسيرة إلى اشتعال النار في مصفاة لتكرير النفط اليوم السبت، وهو ثاني أيام الانتخابات الرئاسية التي اتهم الرئيس فلاديمير بوتين كييف بمحاولة عرقلتها.
وأعلن حاكم منطقة بيلغورود، فياتشيسلاف جلادكوف، مقتل رجل وامرأة، حيث صارت الهجمات عبر الحدود من أوكرانيا جزءاً من الحياة اليومية.
فيما قال حاكم منطقة سامارا الواقعة على بعد 850 كيلومتراً جنوب شرقي موسكو قرب الحدود مع أوكرانيا دميتري أزاروف إن النيران اشتعلت في مصفاة سيزران بمنطقة نهر الفولغا، لكن جرى إحباط هجوم على مصفاة نوفوكوبيشيف.
ووجهت أوكرانيا ضربات متكررة الأسبوع الماضي لمصافي التكرير الروسية. في المقابل شنت روسيا هجومها الأكثر دموية منذ أسابيع أمس الجمعة عندما أصابت صواريخها منطقة سكنية في مدينة أوديسا الساحلية على البحر الأسود في أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 20 شخصاً في الأقل وإصابة أكثر من 70 آخرين.
الانتخابات والحرب
وخيمت حرب أوكرانيا على التصويت في الانتخابات الرئاسية التي تستمر ثلاثة أيام والتي من المؤكد أنها ستمنح بوتين ست سنوات أخرى في الكرملين.
ولا يمثل أي من المرشحين الثلاثة الآخرين في ورقة الاقتراع أي تحد حقيقي لبوتين (71 سنة)، الذي تولى السلطة كرئيس أو رئيس للوزراء منذ اليوم الأخير من عام 1999 ويهيمن على المشهد السياسي في روسيا.
ويقبع منتقدو بوتين البارزون في السجن أو فروا إلى الخارج، مما دفع المعارضة إلى وصف الانتخابات بأنها صورية. وتوفي أشهر سياسي معارض في روسيا، وهو أليكسي نافالني، في مستعمرة عقابية في القطب الشمالي الشهر الماضي واتهم أنصاره بوتين بقتله. ونفى الكرملين ذلك، وجاء في شهادة الوفاة أنه توفي لأسباب طبيعية.
هجوم إلكتروني
يأمل الكرملين في تحقيق نسبة مشاركة عالية لإظهار وحدة البلاد ودعمها لبوتين.
وبلغت نسبة المشاركة الإجمالية نحو 38 في المئة بحلول صباح اليوم الثاني. وأبلغ عن بعض أعلى المعدلات، التي تقترب من 70 في المئة، في منطقة بيلغورود حيث وقع الهجوم الصاروخي وفي المناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا والتي تقول كييف إن التصويت فيها غير قانوني وباطل.
وقال الحزب الحاكم في روسيا، "روسيا المتحدة"، اليوم السبت إنه يواجه هجوماً حجب الخدمة بصورة واسعة النطاق، وهو نوع من الهجمات السيبرانية تهدف إلى تعطيل حركة البيانات عبر شبكة الإنترنت العالمية، وعلق الخدمات غير الأساسية لصد هذا الهجوم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشهد التصويت أمس الجمعة عدداً محدوداً من الاحتجاجات شمل صب سائل ملون في صناديق الاقتراع وإلقاء زجاجة مولوتوف على مركز اقتراع في مسقط رأس بوتين، إضافة إلى هجمات إلكترونية أبلغ عنها.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يخوض الانتخابات الرئاسية كمرشح مستقل بدعم من حزب "روسيا المتحدة"، اتهم أوكرانيا بالسعي إلى تخريب الانتخابات التي يكاد يكون فوزه فيها مؤكداً.
أوديسا
في هذا الوقت، أعلن مسؤولون أوكرانيون أن الهجوم الصاروخي الروسي الذي أصاب أمس الجمعة منطقة سكنية في مدينة أوديسا الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، أسفر عن مقتل 20 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 70 آخرين في أعنف هجوم روسي منذ أسابيع.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن روسيا ستتلقى "رداً متكافئاً" من القوات الأوكرانية على ما وصفه بهجمة "حقيرة". وأشار عبر "تيليغرام" قائلاً "من المؤكد أن قواتنا الدفاعية ستبذل قصارى جهدها لضمان تلقي القتلة الروس الرد المتكافئ".
وكثفت روسيا هجماتها على المدينة الجنوبية في الأسابيع القليلة الماضية، إذ أطلقت طائرات مسيرة وصواريخ بوتيرة شبه يومية.
وقالحاكم منطقة أوديسا أوليه كيبر للتلفزيون الرسمي إن صاروخين من طراز (إسكندر-أم) أطلقا من شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا وألحقا أضراراً ببنية تحتية مدنية وخطوط إمدادات للغاز والكهرباء في المدينة الجنوبية. وأضاف أن بعض السكان يواجهون انقطاعات في إمدادات الغاز والكهرباء نتيجة الهجمات. وقال كيبر "الانفجار كان قوياً للغاية، خاصة الثاني.. هذا صاروخ قوي للغاية ينطلق من شبه جزيرة القرم المحتلة خلال دقائق معدودة".
يوم حداد
وقتل مسعف ورجل إنقاذ بصاروخ ثانٍ بعد أن وصلا لعلاج المصابين في الهجوم الأول. وأوضح كيبر أن 10 أشخاص أصيبوا بجروح خطرة. وتزاحم المتبرعون بالدم أمام المراكز الطبية، كما أعلن السبت حداداً في المدينة.
وقالت القيادة العسكرية الجنوبية إن منشأة ترفيهية مكونة من ثلاثة طوابق دمرت في الهجوم، إضافة إلى ما لا يقل عن 10 منازل خاصة. ووضعت الجثث في بطانيات واقية، بينما كافح عشرات من رجال الإنقاذ لإخماد الحرائق ومواصلة إزالة الأنقاض.
وكانت منطقة أوديسا، والتي تضم أحد أكبر الموانئ في أوكرانيا، هدفاً متكرراً للهجمات الروسية، وبخاصة بعد انسحاب موسكو من اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة وسمح بتصدير شحنات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وكتب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك على "تيليغرام"، "الإرهاب الروسي في أوديسا علامة على ضعف العدو الذي يقاتل ضد المدنيين الأوكرانيين في وقت لا يستطيع فيه ضمان سلامة الناس على أراضيه".
وتنفي موسكو استهداف المدنيين في هجومها الشامل على أوكرانيا الذي بدأته في فبراير (شباط) 2022، على رغم مقتل كثر في غارات جوية روسية متكررة في أنحاء البلاد.
وطورت أوكرانيا طائرات مسيرة بعيدة المدى واستخدمتها في الرد على هجمات روسيا، كما كثفت الهجوم على مصافي النفط هذا الأسبوع قبل الانتخابات الرئاسية الروسية التي بدأت اليوم وتستمر حتى الـ17 من مارس (آذار).
وقال مصدر بالاستخبارات الأوكرانية لـ"رويترز" إن أوكرانيا هاجمت مصفاة صغيرة في منطقة كالوجا الروسية بطائرات مسيرة في وقت مبكر الجمعة في عملية نفذتها وكالة الاستخبارات العسكرية (جي يو آر).
عملية إجلاء جماعية
قال مسؤولون محليون أمس الجمعة إن السلطات الأوكرانية بدأت عمليات إجلاء جماعية للمناطق السكنية في منطقة سومي شمال البلاد القريبة من الحدود الروسية بعد فترات طويلة من القصف المكثف للمنطقة.
وقالت الإدارة العسكرية لمنطقة سومي، على "تيليغرام"، إن أكثر من 180 من سكان المناطق القريبة من منطقة فيليكوبيسارسكا المتاخمة للحدود تم إجلاؤهم خلال الأيام الثلاثة الماضية. ولطالما أصدرت السلطات في سومي تقارير يومية عن القصف الروسي، لكن الهجمات أصبحت أكثر كثافة.
وقالت الإدارة الإقليمية إن المناطق المعنية هي "الأكثر توتراً" في منطقة سومي، حيث قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 13 آخرون خلال الأيام الخمسة الماضية. وأضافت أنه تم إجلاء أكثر من 4500 ساكن من 22 قرية في منطقة سومي، لكنها لم تحدد إطاراً زمنياً.
وتقع فيليكوبيسارسكا على بعد بضعة كيلومترات من قرية كوزينكا عبر الحدود في روسيا، إذ قالت السلطات المحلية هذا الأسبوع إن توغل الجماعات المسلحة تسبب في أضرار جسيمة. ووصفت المجموعات نفسها بأنها مكونة من روس معارضين للكرملين، وقالت إنها تنفذ عملية عسكرية في المنطقة.
وقال حاكم منطقة بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف إن قصف المناطق الخاضعة لولايته استمر الخميس، مما أدى إلى إصابة شخص واحد. وقام غلادكوف بجولة في المناطق الحدودية في وقت متأخر من مساء الأربعاء، وقال إنه لا توجد قوات معادية في المنطقة.
وقال حاكم منطقة كورسك الروسية المجاورة رومان ستاروفويت إن وحدات الدفاع الجوي أسقطت ثلاث طائرات مسيرة أوكرانية مساء الخميس.
تسليح أوكرانيا
قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن الدول الداعمة لأوكرانيا ستستخدم أرباح الأصول الروسية المجمدة لتمويل مشتريات كييف من الأسلحة، وذلك عقب اجتماع مع نظيريه الفرنسي والبولندي إظهاراً للوحدة بعد أسابيع من الخلاف.
وفي مؤتمر صحافي مشترك في برلين، أكد شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء بولندا دونالد توسك دعمهم أوكرانيا التي تواجه قواتها أصعب معاركها منذ الأيام الأولى للهجوم الروسي قبل أكثر من عامين.
وقال شولتز إنه اتفق مع ماكرون وتوسك على ضرورة شراء مزيد من الأسلحة لأوكرانيا من السوق العالمية وتعزيز إنتاج العتاد العسكري بسبل عدة، منها التعاون مع الشركاء في أوكرانيا. وأضاف في أثناء حديثه عن جهود الاتحاد الأوروبي لزيادة الدعم لأوكرانيا "سنستخدم الأرباح غير المتوقعة من الأصول الروسية المجمدة في أوروبا لدعم شراء أسلحة لأوكرانيا".
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد دعت الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي إلى النظر في استخدام هذه الأرباح "للشراء المشترك للعتاد العسكري لأوكرانيا".