ملخص
بعد أكثر من نصف قرن على هيمنة خطاب ديني متشدد وسيطرة تيار ثقافي مناقض لهويتهم يجد المصريون أنفسهم في رمضان الحالي وجهاً لوجه أمام محاولة حقيقية نادرة لتجديد الخطاب عبر برنامج "نور الدين" التلفزيوني للمفتي السابق علي جمعة.
في الذكرى التاسعة لانطلاق دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتجديد الخطاب الديني وبعد ما يزيد على عقد كامل من إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين التي استلبت الخطاب الديني لصالح منهجها ومرشدها وكوادرها، وبعد أكثر من نصف قرن أيضاً على هيمنة خطاب ديني متشدد وسيطرة تيار ثقافي مناقض لهويتهم يجد المصريون أنفسهم في رمضان الحالي وجهاً لوجه أمام محاولة حقيقية نادرة لتجديد الخطاب، وذلك عبر برنامج "نور الدين" التلفزيوني لمفتي مصر السابق علي جمعة.
"تجديد الخطاب الديني" تحولت من دعوة أطلقها الرئيس المصري في عام 2015 لتصحيح الأخبار والمفاهيم التي لا تمت بصلة إلى الدين أو ليست من ثوابته، إلى ذهاب البعض إلى المطالبة بـ"ثورة دينية" لتغيير المفاهيم الخاطئة.
تكرار الدعوات
بعدها تكررت دعوة السيسي للتجديد أو التطهير ما لا يقل عن 20 مرة في مناسبات عدة. مرة يؤكد ضرورة تنقية الخطاب من الأفكار المغلوطة التي تؤدي إلى الطرف والإرهاب، وأخرى يطالب بتحديث الخطاب الذي بات منفصلاً عن جوهر الإسلام، وثالثة يتحدث عن قيم التسامح وقبول الآخر، ورابعة يشير إلى الجمود الذي أدى إلى تنامي دعوات القتل والتدمير والتخريب المتناقضة وصحيح الدين، وخامسة ينادي بتصويب الخطاب وتنقية التراث الديني بصورة تناسب روح العصر.
ثم في مرة سادسة يتعجب من استمرار صلاحية مفردات وآليات كان يجري التعامل بها قبل 1000 عام والإصرار على التمسك بها في العصر الحالي، وسابعة يجاهر بأنه لا يتحدث عن تغيير الدين، لكن تغيير الخطاب، متسائلاً: كيف نقنع أصحاب العقول والرأي والمعنيين بأن لدينا مشكلة حقيقية في الخطاب والفهم الحقيقي للدين الذي نتعامل به في هذا العصر؟
دعوات جريئة أسعدت البعض من المصريين، وأدهشت البعض الآخر من الغالبية الغارقة في تفاصيل الخطاب الذي هيمن على الأدمغة والعقول والقلوب على مدى ما لا يقل عن خمسة عقود تركت خلالها الجماعات والمجموعات والأفراد تنشر ثقافة دينية لم يعهدها المصريون من قبل، إطارها التشدد وقوامها الإغراق في تفاصيل تراوح ما بين الملابس والمفردات وطريقة ممارسة تفاصيل الحياة اليومية بدءاً بدخول الحمام ومروراً بهندسة العلاقات الاجتماعية والأسرية وانتهاء بتحديد قوائم لمن يدخلون الجنة والمحرومين منها. أما المؤسسات الدينية الرسمية فتراوحت ردود فعلها ما بين التحفظ الشديد والهرع إلى "التجديد".
استشعار الخلاف
عقب دعوات الرئيس المصري الأولى للتجديد، استشعر المهتمون بالملف خلافاً كامناً أو اختلافاً واضحاً بين مؤسسة الأزهر الشريف المتحفظة في رد فعلها على دعوة التجديد، ووزارة الأوقاف التي تحمست واندفعت وهرعت للتجديد، وذلك بين رقابة صارمة على المساجد وما يقال على منابرها، وإغلاق الزوايا التي انتشرت على مدى السنوات في كل ركن من أركان مصر، وتوحيد موضوعات خطبة صلاة الجمعة وغيرها من الإجراءات. وبقي الأزهر الشريف متحفظاً في موقفه محافظاً على سكونه وهدوئه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يخل الأمر من استشعار "مقاومة" من الأزهر الشريف لفكرة التجديد بالطريقة التي تمنتها القلة المتبقية من الليبراليين والمتشبثين بالدولة المدنية وليس الدينية وبين البينين. بل استشف الجميع خلافاً مكتوماً بين المؤسسة العريقة وما أراده الرئيس السيسي من تجديد، وهو ما تمثل في رفض كامل وشامل لمقترح السيسي بعدم الاعتداد بالطلاق الشفهي ما لم يتم توثيقه.
ليس هذا فقط، بل تبنى الأزهر نص قانون للأحوال الشخصية مجافياً لحقوق النساء وعائداً بها للخلف در. وحرص الأزهر على إصدار بيان ينتقد فيه قانون المواريث الذي صدر في تونس عام 2018، معتبراً إياه مساساً بعقيدة المسلمين وأحكام الشريعة. ويتيح هذا القانون للتونسيين الاختيار بين نظام ديني وآخر مدني في الميراث حيث يساوي الأخير بين الرجل والمرأة.
تبخر التجديد
دعوات التجديد أخذت تتبخر في هواء تواتر المعضلات الكبرى على مصر والمصريين. فمن أزمة وباء كورونا وآثارها القاسية اقتصادياً واجتماعياً، إلى حرب روسيا في أوكرانيا وما نجم عنها من آثار سلبية على مصر نظراً إلى علاقاتها الاقتصادية مع كلا البلدين، وبعدها حرب غزة وما آلت إليه الأمور من مزيد من التدهور الاقتصادي والآثار السلبية على السياحة وحركة الملاحة في قناة السويس وغيرها، بدا الحديث عن تجديد الخطاب الديني أقرب ما يكون إلى الرفاهية في غير توقيتها والقضية الفرعية أمام طوفان القضايا المحورية الرئيسة.
وعلى رغم الانشغال بهذه القضايا التي اعتبرها البعض "أولوية"، لا سيما أن المزاج العام في مصر بات متشبعاً بنوعية الفكر الديني السائد فلا يجده تطرفاً أو يعتبره تشدداً، وقلما تجد من يبكي على أطلال مصر "الليبرالية" إلى حد ما حتى سبعينيات القرن الماضي، وحفلات أم كلثوم وفساتين المصريات المبهجة، والخطاب الديني غير المتشنج، والتناغم المجتمعي بين المسلمين وغير المسلمين والمصريين وغير المصريين، إلا أن المؤسسات الدينية الرسمية من أزهر وأوقاف ودار إفتاء بذلت جهوداً وقامت بأنشطة ونشرت إصدارات على خطى التجديد.
إعادة التدوير
هذه الجهود تراوحت ما بين إعادة تدوير ما هو موجود أصلاً، ومحاولات تطهير فعلية (قوبلت بمقاومة شديدة)، وتكرار لأنشطة وصفها البعض بالسطحية. على سبيل المثال لا الحصر، أرسل الأزهر الشريف عدداً من وعاظه قبل ثلاثة أعوام إلى المقاهي الشعبية للتواصل مع الجمهور، والتواصل معهم، واعتماد خطاب مستنير، وتوضيح ما اختلط عليهم من مفاهيم. وتفتق ذهن وزارة الأوقاف قبل خمسة أعوام عن إرسال قوافل من الدعاة إلى منتجعات الساحل الشمالي للهداية والدعوة. وقبل سبعة أعوام، شيدت أكشاك للفتوى في محطات مترو الأنفاق في خطوة أثارت كثيراً من الجدل.
جدل التجديد ومقاومة التحديث ومعارضة التطهير ظلت سمات سائدة، لكن السمة الكبرى هي فشل، أو بمعنى آخر، عدم قيام ثورة دينية كما دعا الرئيس وتمنى البعض.
في مقال عنوانه "ثورة لم تحدث" (2023) كتب الباحث في ملف حرية الدين والمعتقد إسحاق إبراهيم، "بينما تتفق المؤسسات الدينية مع السياسية في الرؤية المحافظة اجتماعياً، فإنها تريد السيطرة على الشأن الديني، من دون إجراء تغييرات جوهرية في نظم التعليم والتدريب والدعوة، أي دون الاصطدام بالتراث الديني وما به من آراء فقهية مؤيدة للتمييز والسمو الديني، بما أننا في دولة دينها الإسلام السني، فمن خلاله فقط ترسم حدود حقوق الآخرين وأدوارهم في المجال العام".
وخلص إبراهيم إلى أن تجديد الخطاب الديني الذي تبنته مؤسسات الدولة ظل حكراً على القيادات الدينية الإسلامية، وارتبط أساساً بالأزهر، خصوصاً بعدما ألح الرئيس السيسي على شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في بذل مزيد من الجهود. وأشار كذلك إلى "النقاش غير المعتاد بين شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة (محمد الخشت) حول تنقية التراث الديني، معتبراً عدم استدعاء كل مؤسسات الدولة التعليمية والثقافية والمجتمع المدني للإسهام في مهمة التنقية أحد عوامل (فشل المهمة)".
المهمة فشلت؟
يرى البعض أن المهمة فشلت بالفعل، فالسكوت على الغمامة الدينية والضبابية الثقافية التي تداخل فيها التشدد بالفن بالتطرف بالجمال والإبداع هو عين المطلوب من قبل جموع الرافضين وجحافل المقاومين للتجديد.
اتضح أن المقاومة كبيرة وعميقة. والبرنامج الرمضاني الذي يقدمه مفتي مصر السابق علي جمعة بعنوان "نور الدين" كشف الستار عن كثير. فكرة البرنامج تقوم على التفرد فعلى رغم أنه برنامج ديني في رمضان، إلا أنه يسمو بعيداً من أسئلة "هل قطرة العين تفطر؟" و"لو نسيت إنني صائم وأقمت علاقة مع زوجتي هل يفسد صيامي؟" و"لو تسللت نقطة ماء إلى جوفي أثناء الوضوء، هل أكون قد أفطرت؟" وغيرها من الأسئلة الرمضانية المزمنة.
كما أن المحتوى، على رغم أنه ديني، فإنه يتسع لنوعية الأسئلة التي تتردد بين البعض ممن ما زال محتفظاً بشجاعة التفكير والقدرة على طرح أسئلة خارج المنهج الجامد الثابت الذي تم زرعه في الرؤوس على مدى نصف قرن. "هل الجنة يدخلها المسلمون فقط؟" و"هل العلاقة بين الولد والبنت حرام؟" "هل الوشم مقبول؟" و"هل الشعر الطويل والضفيرة للولد مسموح بها؟" و"لماذا لا نرى الله" و"لماذا يترك الله الشيطان يوسوس لنا؟" و"لماذا خلقنا الله؟" و"ما هو عمر ربنا؟" وغيرها من الأسئلة التي تقابل عادة بـ"حرام" أو "لا يصح طرح سؤال كهذا" أو "حين تراودك فكرة كهذه، سارع بالاستغفار" هي سمة البرنامج.
البرنامج أشعل الجدل
البرنامج الرمضاني أشعل جدلاً متشعباً أروع ما فيه أنه كشف كثيراً عما جرى في المجتمع المصري من تغيرات ثقافية وتحورات فكرية وتحولات مجتمعية، جميعها وثيق الصلة بالدين، أو بالأحرى بالنسخة الشعبية المتداولة للدين والتفسير.
بعد تبدد آثار الدهشة التي وصلت حد الصدمة في الأيام القليلة الأوائل من رمضان، تفجرت ينابيع التأييد ومعها براكين التنديد شعبياً. جانب من المصريين الممتعضين من النسخة السائدة من التدين وما تعتبره تشدداً وتطرفاً ورفضاً للآخر وفوقية دينية قائمة على خانة المعتقد لمن يولد مسلماً، رأت في البرنامج ضوءاً ولو طفيفاً في نفق التطرف الشعبوي الذي لاقى قبولاً وانتشاراً.
وعلى رغم ذلك، رأى البعض من هذا الفريق ملامح ترسيخ لما تمنوا أن يعرض للنقاش، مثل فرضية الحجاب الذي لم يكن موجوداً في مصر حتى سبعينيات القرن الماضي على سبيل المثال.
قطاع آخر من المصريين انتفض وارتعد وامتعض من إجابات جمعة معتبراً إياها تفريطاً في الدين وفتنة للمؤمنين. الإجابتان الأكثر تفجيراً لغضب هذا القطاع هما، غير المسلمين في الجنة أيضاً، والصداقة بين الجنسين مباحة ما دام فيها عفاف.
هذا القطاع يؤمن تماماً أن المسلمين وحدهم، ولا أحد سواهم، بل المسلمون السنة فقط، في الجنة، هذا الإيمان ناجم عن عقود من تأكيد هذه الفكرة، بل والدعاء على غير المسلمين تارة من على المنابر، وأخرى في الزوايا، وثالثة في المدارس وعلى منصات الـ"سوشيال ميديا".
أما مسألة العلاقات وتنامي الميول المحافظة والرغبة في الفصل بين الجنسين بعد زرع فكرة أن الشهوة الجنسية هي المتحكم الأول والأخير في العقول والقلوب أيضاً على مدى ما يزيد على نصف قرن تعلل غضبة كثير من حكاية إباحة العلاقة شرط العفة.
ووصل الأمر بالغاضبين من برنامج "نور الدين" إلى نقل غضبهم إلى الساحات العنكبوتية حيث التدوينات والتغريدات والفيديوهات التي تنقل وجهة نظرهم – التي يقدمونها باعتبارها الدين – في ما يقوله جمعة.
شباب غاضب
الطريف أن نسبة كبيرة من المحتوى الغاضب من "نور الدين" يقدمه شباب وشابات في العقدين الثاني والثالث من العمر. على سبيل المثال لا الحصر، كتبت معلقة "الموضوع في غاية الخطورة، هذا الكلام (ما يقوله مفتي مصر السابق) تخريف وضلال وبدعة، والبدعة في النار. علموا الناس أن من أحدث في ديننا فهو رد، والرد بدعة، والبدعة في النار. علموا الناس أن جمعة حر يجرب كما يريد في نفسه، لكن ليس من حقه أن يأتي بتعاليم جديدة في الدين أو ينشرها بين الناس".
وصورت شابة أخرى فيديو ترد فيه بنفسها على مسألة أن الجنة ليست حكراً على غير المسلمين، وقالت "لو كل الأديان سيدخل أتباعها الجنة، فليختر كل منا ديناً له على هواه طالما النهاية واحدة. ألم تسمع يا مولانا (جمعة) عن (إن الدين عند الله الإسلام؟) المسلمون فقط في الجنة يا مولانا"، وذيلت الفيديو باستغاثة للإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب.
اللافت أن بعضاً من المتشددين إضافة إلى معارضين للنظام المصري من أتباع جماعات الإسلام السياسي حين استشعروا ما يصفونه بـ"مقاومة" من مؤسسة الأزهر الشريف لتجديد الخطاب الديني أو تنقيح التراث حولوا مواقفهم السابقة المعارضة للإمام الأكبر، وأصبحوا يشيدون به بمناسبة ومن دون، ربما في محاولة ضرب الرموز الدينية بعضها ببعض.
الجماعة حاضرة
القنوات التلفزيونية والحسابات العنكبوتية التابعة أو المدعومة من جماعة الإخوان المسلمين حفلت بكل أنواع التمجيد للأزهر (من دون مناسبة واضحة) والتنديد بجمعة والبرنامج والمحتوى. حملات ضارية على مدى الساعة يموج بها هذا الأثير، ومنه إلى صفحات وأفكار المتعاطفين وربما غيرهم اعتماداً على نظرية انشطار المحتوى العنكبوتي وتشاركه من دون تدقيق أو تفكير.
الكاتب الصحافي حمدي رزق أرجع ما يتعرض له البرنامج ومقدمه جمعة من حملات شعواء في مقال عنوانه "جنة المسيحيين" بـ"إخوان الشيطان". كتب "الحملة الإلكترونية الضارية على العلامة الدكتور علي جمعة من فعل إخوان الشيطان. الدكتور جمعة مصنف عدواً للإخوان من زمان. حاولوا قبلاً اغتياله قبالة مسجده عام 2016، وحين فشلوا تربصوا به وكمنوا له في الفضاء الإلكتروني، لابدين في حسابات إكس (تويتر)، وما إن يظهر حتى يتناولوه بكريه القول".
وتساءل رزق مستنكراً عن رد الفعل الغاضب جراء إجابة جمعة على سؤال الطفلة إن كان غير المسلمين سيدخلون الجنة بالإيجاب، قائلاً "هل مطلوب يقمع الطفلة ويزجرها وينهاها عن السؤال؟ هل كان مهضوماً من فضيلته أن يقصف جبهة إخوتنا المسيحيين ليرضى عنه إخوان الشيطان والمتسلفة والمتسلقة جدار الدين؟".
وأضاف "الدكتور جمعة كان ملهماً في الإجابة عن السؤال المحرج، سؤال يتهرب من الإجابة عنه أعتى المرجعيات الدينية، وراجعت كثيراً من أقوالهم، إلا من رحم ربي، جميعاً يحومون، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يقع فيه. لم أجد أوضح من قول العلامة الكبير الدكتور جمعة. مرجعيته القرآن ليس سواه".
ويبقى جدل تجديد الخطاب الدين يتفجر حيناً ويخفت أحياناً. يتحدث عنه الجميع باعتباره يعني شيئاً واحداً لا ثاني له، لكن يفاجأ الجميع أيضاً بأن هذا الشيء يختلف من شخص لآخر، كل بحسب معتقداته وأولوياته ونسخة التدين التي يراها الأمثل والأفضل. تتفاوت مفاهيمه وتختلف مواصفاته. تتجاذبه العامة تارة، والخاصة تارة أخرى. يرى رجال الدين أنهم وحدهم المنوطون به.
يعتبره الساسة شأناً لا يمكن فصله عن عملهم. ويتعامل معه العامة من منظورين متناقضين، الأول يثمن احتكاره من قبل رجال الدين، ولكن كلاً بحسب رجال الدين الذين يعتبرهم خير من يمثل الدين، والثاني بح صوته من المطالبة بإعطاء ما لقيصر لقيصر حيث التجديد حوار وطني يجمع كل الأطياف الشعبية والتخصصات من مثقفين وفنانين وفلاسفة وعلماء نفس واجتماع، وإن الإصرار على تسليم ما لله لرجال الدين هو الإبقاء على الدولة محلك سر حيث لا هي دينية ولا هي مدنية، بل مناصفة بين رجال الدين ورجال السياسة المعتمدين على رجال الدين نصيراً للحكم.