Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا حل بوعود ماسك بعد مرور عام ونصف العام على امتلاكه "إكس"؟

الخطوة لا تزال تثير جدلاً ووجهات نظر متعددة والوضع أكثر تعقيداً مما يبدو

يبدو حالياً وكأن ماسك يعيش تخبطاً بين وعوده المبينة على رغبته بكسر القيود المفروضة على حرية التعبير وتقليل الإشراف على المحتوى، وبين ما آل إليه الوضع جراء محاولاته (أن سبلاش)

ملخص

يجد البعض أن ما قام به ماسك حتى اليوم يثبت جدية مساعيه، والبعض الآخر يجد أنه أساء إلى المنصة، بينما يتخوف كثر في شأن تزايد التنمر والتضليل ونشر الأكاذيب.

تدخل منصة " إكس" (تويتر سابقاً) شهرها الـ17 خلال مارس (آذار) الجاري تحت سلطة إيلون ماسك الذي بدأ عملية الاستحواذ عليها في أبريل (نيسان) 2022، وأتمها في أكتوبر (تشرين الأول) من العام ذاته، والذي صرح مبكراً عن نواياه بإجراء تغييرات كبيرة، وإدخال ميزات جديدة إلى المنصة، وجعل خوارزمياتها مفتوحة المصدر، في محاولة لزيادة الشفافية وإزالة المتطفلين ومكافحة حسابات البريد العشوائي (روبوتات البريد العشوائي) والتحقق من البشر الحقيقيين للحد من التضليل ودعم حرية التعبير وتخفيف القيود على المحتوى لتوفير منصة نقش مفتوحة، لكن إلى أين وصلت هذه الوعود اليوم؟

وضع معقد

الحقيقة أن هناك جدلاً ووجهات نظر متعددة في شأن الوعود التي قدمها ماسك، فالبعض يجد أن ما قام به الرجل حتى اليوم يثبت جدية مساعيه، والبعض الآخر يجد أن الطريق الذي يسلكه لتوفير مساحة للحريات أساء إلى المنصة، بينما يتخوف كثر في شأن تزايد التنمر والتضليل ونشر الأكاذيب.
وفي حين صرح البعض مسبقاً بأن "أحلام ماسك بحرية التعبير ماتت قبل أن تولد"، يبدو أن ماسك مضى من دون أن يولي أهمية للآراء من حوله ومتجاهلاً الإشارات المكثفة الأولى مثل انسحاب عدد كبير من المعلنين وتراجع إيرادات الإعلانات بمقدار النصف وانخفاض قيمة المنصة إلى 20 مليار دولار، إضافة إلى تخبطه في قرارات عدة على مستوى الإدارة من جهة وطبيعة المحتوى الذي سيدعمه من جهة أخرى، فعمد على سبيل المثال بعد فترة قصيرة من استحواذه على "تويتر" إلى حل "فريق الثقة والسلامة"، وأعاد حسابات أشخاص معروفين كانوا ممنوعين من المنصة، إضافة إلى دعم محتوى تلك الحسابات بصورة علنية في بعض الأحيان، لكن الأكيد أن الوضع أكثر تعقيداً مما يبدو عليه، وأن هناك تحديات عدة تقف في وجه المضي قدماً في تلك المساعي، وتوحي وكأن الرجل الذي يوجه صواريخ "سبيس إكس" لغزو الفضاء، لم تكن حساباته دقيقة في ما يخص منصة "أكس"، أو أن لديه نوايا أخرى لم يكشف عنها حتى اليوم، وربما خطط بديلة للوفاء بوعوده في الأشهر المقبلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"منصة مربكة"

ويبدو حالياً وكأن ماسك يعيش تخبطاً بين وعوده المبينة على رغبته بكسر القيود المفروضة على حرية التعبير وتقليل الإشراف على المحتوى، وبين ما آل إليه الوضع جراء محاولاته، بخاصة أن التدني في درجة ضبط المحتوى تزامن مع تغير شروط الحصول على العلامة الزرقاء (علامة الموثوقية) وإتاحتها للجميع بحصرها بمقابل مادي فقط، وتضاعف الحسابات المزيفة واستغلالها لنشر المعلومات المضللة والإشاعات، الأمر الذي جعل المنصة "بيئة مربكة"، إذ إن فتح المجال لحرية التعبير بالمطلق يعني عدم التدخل في المحتوى أياً كان نوعه، بالتالي السماح لسيل من المحتوى بالتدفق في كل اتجاه وانتشار آراء ووجهات نظر أكثر منها أخبار موثوقة وحقائق، الأمر الذي أسهم في انتشار الزيف. وأشارت بعض التقارير في هذا السياق إلى وجود شكاوى من مستخدمي "إكس" تتعلق بالمحتوى بصورة عامة، سواء من ناشري المحتوى أم متلقيه، إضافة إلى مخاوف تصدر باستمرار من مجموعات حقوقية عدة. وزاد الأمر سوءاً صدور تحذيرات من مسؤولين تنوه إلى خطورة ما وصل إليه الوضع في المنصة، وأنها أصبحت فعلياً بعيدة من التزام قواعد ومعايير مكافحة التضليل التي وضعها الاتحاد الأوروبي، بخاصة بعد انسحابها، بقيادة ماسك، من مدونة القواعد الأوروبية. كما صرحت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية فيرا جوروفا بأن "(إكس) تضم أكبر نسبة من المنشورات التي تتضمن معلومات خاطئة ومضللة"، ودعت المنصة إلى الامتثال لقانون الخدمات الرقمية الذي، على عكس قواعد الممارسات، لن يتمكن أحد من الإفلات منه".

لم تعد مكاناً مثالياً لمتابعة الأخبار

في السياق ذاته كشفت حرب غزة عن كم من المعلومات المغلوطة التي تبث في ما يتعلق بالحرب بين إسرائيل و"حماس"، مما عرض المنصة لانتقادات لاذعة تفترض أن محاولات ماسك لتقليل الإشراف على المحتوى كانت سبباً في زيادة عدد المستخدمين غير الموثوقين والمصادر المضللة. ويرى مراقبون أن المنصة أصبحت في عهد ماسك غير واضحة القواعد وباتت بيئة خصبة لانتشار الأخبار المضللة.
ووجهت أصابع اللوم إلى سياسات ماسك التي كانت سبباً في حدوث هذا التحول في موثوقية المنصة، مما دفعه إلى الخروج وحث المستخدمين على توخي الدقة وتجنب نشر المعلومات الخاطئة، في محاولة لتسجيل موقف في هذا السياق.
وفي الفترة الأخيرة ظهرت مجموعات على منصات اجتماعية عدة، منها "تيليغرام" و"واتساب" و"فيسبوك"، تسعى إلى تصويب المعلومات الخاطئة ونفي الإشاعات التي تنشر والفيديوهات والصور المنسوبة إلى حدث أو جماعة ما، سواء كانت قديمة ومقتبسة من ألعاب فيديو، أو غيرها.
وفي حين يبدو وكأن الوقت ينفد ستكشف الأيام المقبلة عن مصير وعود ماسك ومدى قدرته على الوفاء بها في ضوء التطورات الحاصلة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير