ملخص
كشفت صحيفة "صنداي تايمز" عن وقوع اعتداء إلكتروني على ساسة في البرلمان البريطاني أخيرا، مما استدعى بحسب مصادر الصحيفة، اجتماعاً طارئاً لوزير الخارجية ديفيد كاميرون مع لجنة 1922 في حزب المحافظين وإحاطة حول العلاقات بين لندن وبكين، من المنتظر أن يقدمها نائب رئيس الوزراء إلى مجلس العموم غدا.
اتهمت الحكومة البريطانية اليوم الإثنين منظمات على صلة ببكين بتنظيم حملتين إلكترونيتين "خبيثتين" طاولتا اللجنة الانتخابية وبرلمانيين.
وقال نائب رئيس الوزراء أوليفر دوودن في خطاب أمام البرلمان "يمكنني أن أؤكد أن جهات مرتبطة بالنظام الصيني مسؤولة عن هجومين إلكترونيين خبيثين استهدفا مؤسساتنا الديمقراطية ونوابنا".
وأعلنت اللجنة الانتخابية البريطانية التي تشرف على الانتخابات في المملكة المتحدة في أغسطس (آب) 2023، من دون أن تذكر الصين بالاسم، أنها تعرضت لهجوم إلكتروني من "جهات معادية" تمكنت من الوصول إلى نظامها منذ أكثر من عام.
وسمح الهجوم بالوصول إلى خوادم تضم نسخاً من سجلات انتخابية تحتوي على بيانات 40 مليون ناخب، بحسب وسائل إعلام بريطانية.
وأضاف أن "محاولات التدخل هذه في النظام الديمقراطي للمملكة المتحدة لم تنجح".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت لندن إنها ترفض أن تكون العلاقات مع بكين "رهناً بخيارات الصين، لهذا السبب ستستدعي وزارة الخارجية السفير الصيني للإبلاغ عن سلوك الصين في هذه الحوادث".
وفي وقت سابق، أكد رئيس الوزراء ريشي سوناك أن المملكة المتحدة ستفعل "كل ما هو ضروري" حفاظاً على أمنها ولحماية نفسها من "التحدي التاريخي" الذي تمثله الصين "المتزايدة النفوذ".
ورداً على سؤال الإثنين عن معلومات صحافية نقلت الاتهامات البريطانية، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان أنه يجب الاستناد إلى "أدلة موضوعية" بدلاً من "التشهير بالدول الأخرى من دون أساس واقعي، ناهيك بتسييس قضايا الأمن السيبراني".
وكانت صحيفة "صنداي تايمز" كشفت عن تعرض عدد من الساسة البريطانيين إلى قرصنة إلكترونية صينية أخيراً وقالت إن الهجوم استهدف أعضاء في غرفتي البرلمان البريطاني، العموم واللوردات.
ووفق الصحيفة، استدعت مديرة الأمن في البرلمان أليسون دايلز، أربعة مشرعين لإطلاعهم على الاعتداء الصيني الأخير، هم زعيم حزب المحافظين السابق السير إيان دنكان سميث ووزير التعليم السابق النائب المحافظ تيم لوتون واللورد ألتون من ليفربول والنائب عن الحزب الوطني الاسكتلندي ستيوارت ماكدونالد الذين ينتمون إلى تحالف برلماني دولي ضد الانفتاح على الصين، يعرف اختصاراً باسم "IPAC".
في السياق ذاته، عقد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون اجتماعاً طارئاً مع لجنة 1922 في حزب المحافظين، وقالت مصادر عدة للصحيفة إن الحديث دار حول علاقات لندن وبكين والتهديدات الأمنية الصينية، حتى إن مصدراً من الحضور ذكر أن الاجتماع كان مفاجئاً لأن اللجنة أعلنت سابقاً أن اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء ريشي سوناك الأسبوع الماضي، سيكون الأخير للجنة قبل عطلة عيد الفصح.
مصدر آخر أفاد "صنداي تايمز" بأن التحديث التي قدمته وزارة الخارجية حول العلاقات مع الصين يستند إلى عمل "فريق الدفاع عن الديمقراطية"، وهو لجنة وزارية مهمتها مراقبة التهديدات التي تتعرض لها المملكة المتحدة والتدخلات الأجنبية التي يمكن أن تؤثر في الانتخابات المقبلة.
ويترأس "فريق الدفاع عن الديمقراطية" وزير الأمن توم توغندهات الذي قدم إحاطة شاملة عن العلاقة بين لندن وبكين خلال اجتماع تحالف "IPAC" في البرلمان أول من أمس الجمعة بحضور نواب وساسة من مؤسسات تشريعية عدة في الدول الغربية.
المدير التنفيذي لتحالف "IPAC" لوك دو بولفورد قال للصحيفة البريطانية إن "وزارتي الخارجية في بلجيكا وفرنسا كشفتا قبل عام عن أن الصين قامت بهجوم إلكتروني ضد أعضاء التحالف. ولم تخفِ بكين سابقاً رغبتها في مهاجمة الساسة الأجانب الذين يجرؤون على مواجهتها".
وبحسب الصحيفة، تعتقد أجهزة الاستخبارات في لندن بأن الصين تعتمد استراتيجية طويلة الأجل للتدخل في شؤون المملكة المتحدة، مستشهدة باعتقال الباحث كريس كاش العام الماضي بعد اتهامه بالتجسس لمصلحة الصين في البرلمان البريطاني. وحينها قال رئيس الاستخبارات الداخلية (MI5) كين مالكوم إن "الصين باتت تشكل التحدي الاستراتيجي الأكثر تغييراً في قواعد اللعبة، بالنسبة إلى المملكة المتحدة".