ملخص
كل من تابع المؤامرات حول اختفاء كيت ميدلتون في الشهر الماضي يشعر بالندم اليوم
لم أكن أبداً من متابعي أخبار العائلة المالكة، لكنني سأعترف أنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية كنت أدقق في الصور المشوشة وأشارك بنظريات المؤامرة التي غزت العالم.
قضيت ساعات في تصفح تطبيق "تيك توك"، آخذاً بسذاجة كل نظرية هامشية عثرت عليها وصاغها المحققون الهواة من جيل زد [مواليد آخر التسعينيات والعقد الأول من الألفية الثانية] - كلما كانت النظرية أكثر سخافة، كانت أفضل. امرأة شبيهة [ظهرت بالصور على أنها كيت]؟ بالتأكيد، هذا يبدو معقولاً. انضمت إلى السيرك؟ ولم لا. استبدل الروبوت بها؟ ستدهش مما يمكن أن تفعله بالتكنولوجيا هذه الأيام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إذا كنت لا تعرف ما أتحدث عنه، تهانينا لك على الهرب من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، أو ربما مجرد التمتع بأصغر قدر من اللباقة. أما نحن، لسوء الحظ، أمضينا الشهر الماضي في التكهن علناً حول كيت ميدلتون، دون أن نفكر على الإطلاق في حقيقة أنه قد يكون لديها سبب وجيه حقاً لعدم رغبتها في مشاركة كل لحظة من حياتها مع العالم.
واتضح أن لديها بالفعل سبباً وجيهاً: كشف عن تشخيص إصابة كيت بالسرطان، وما قررنا اعتباره مؤامرة مشبوهة لخداع الجمهور باستخدام برنامج فوتشوب [لتعديل صورة كيت مع أطفالها]، كان في الواقع وسيلة لمنحها الوقت لتتصالح مع حقيقة مرضها ولتخبر أطفالها عن مرضها.
إذا كان ردك الأول هو تقديم الأعذار - بالإشارة إلى أنها شخصية عامة، وأنه يجب عليها أن تتوقع هذا النوع من التدقيق - فربما ينبغي عليك التراجع خطوة إلى الوراء والتفكير في حياتك. بغض النظر عن وجهة نظرك في شأن أفراد العائلة المالكة، فهم أناس حقيقيون ولهم الحق في التمتع بدرجة معينة من الخصوصية، مثلنا تماماً.
أعتقد أننا ننسى هذا الشيء في المملكة المتحدة، ليس فحسب عندما يتعلق الأمر بالعائلة المالكة، ولكن أيضاً بالشخصيات العامة بصورة عامة. لقد كانت لدينا دائماً ثقافة صحافة التابلويد [الصحافة الصفراء التي تركز على الإشاعات وحياة المشاهير] السامة في هذا البلد، حيث ننظر إلى المشاهير على أنهم هدف عادل، وحياتهم أمر يجب علينا فحصه تحت المجهر. والآن أصبح الأمر أسوأ في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نفترض أنه لمجرد أن الشخص يشاركنا مزيداً من حياته، فإنه بطريقة ما يحق لنا الحصول على كل جزء منها.
أدركت بعد فوات الأوان أنه كان من الواضح أن كل ما كان يحدث مع كيت كان مسألة خاصة وحساسة. وأنا أكتب الآن، أجد صعوبة في التفكير في مبرر للمستوى الهائل من التطفل الذي قبلنا به كمعيار. ربما الشيء المبرر الوحيد هو موضوع الروبوت، إذا كنا مضطرين.
وهذه المشكلة يبدو أنها تزداد سوءاً مع الانتشار المتزايد للإنترنت. نحن لا نفكر قبل أن نتحدث للعالم عن تصوراتنا غير المكتملة، ولدينا التكنولوجيا اللازمة لطرح الملايين من هذه التصورات بصورة جماعية كل يوم. تنتشر الإشاعات ونظريات المؤامرة كالنار في الهشيم، ولا يوجد أي مراقبة للجودة على الإطلاق، وقبل أن ندرك ذلك، نجد أننا نحن نتبادل أفظع الأكاذيب حول شخص غريب تماماً من أجل أن نتسلى.
إذا كان هناك جانب إيجابي للحدث بأكمله، فهو أنه قد يدفعنا إلى التفكير مليا قبل أن نبدأ بالثرثرة حول "اللغز الكبير" التالي. ربما نتذكر في المرة المقبلة التي تسلط فيها الأضواء على أي كان من المشاهير، أنهم مجرد ناس، وأنهم يمكن أن يمروا بأحداث تستحق تعاطفنا، والأهم من ذلك، صمتنا المحترم.
آمل في أن تتمكن كيت من التغلب على هذا الأمر، وأن تعود إلى الحياة العامة في أقرب وقت ممكن. ربما عندما تفعل ذلك، يمكننا جميعاً أن نمنحها قليلاً من المساحة [الخصوصية].
© The Independent