ملخص
يقول المحلل والكاتب السياسي منير الربيع في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية"، إن المشكلة الأساسية التي يعانيها الجيش اللبناني هي في الوظيفة التي ترغب الأطراف الداخلية والخارجية على اختلاف أهدافها، في أن يقوم بها
على وقع التصعيد المستمر بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" على الحدود الجنوبية للبنان، تتعالى الأصوات المنادية بتطبيق القرار الدولي 1701، الذي يقضي بنشر 15 ألف جندي لبناني في منطقة جنوب الليطاني يتولون حماية المنطقة بالتنسيق مع القوات الدولية، فيما تكون هذه المنطقة خالية من أي سلاح ومسلحين، مما يبعد من ثم خطر "حزب الله" عن حدود إسرائيل ويسهم في خفض التوترات وتفادي الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين الجانبين.
وفي ضوء هذه المطالبات، برزت تساؤلات عن قدرة الجيش اللبناني على تنفيذ هذا الانتشار جنوباً فيما يحتاج إلى آليات وعتاد وتجهيزات لوجيستية تتيح له ذلك، وعن مدى الدعم الذي قد يتلقاه للقيام بهذه المهمة.
وفي هذا السياق، يقول المحلل والكاتب السياسي منير الربيع في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية"، إن المشكلة الأساسية التي يعانيها الجيش اللبناني هي في الوظيفة التي ترغب الأطراف الداخلية والخارجية على اختلاف أهدافها، في أن يقوم بها.
ويوضح الربيع أن "الغرب لا يريد للجيش اللبناني أن يكون قادراً ومتمتعاً بقدرات عسكرية متطورة تمكنه من مواجهة إسرائيل أو اعتداءاتها بصورة متوازنة، وهذا قرار غربي تاريخي يمنع الجيش اللبناني من الحصول على المساعدات الجدية والتطوير الجدي لقدراته العسكرية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والأمر نفسه على مقلب الطرف الآخر المتمثل بـ"حزب الله" وداعميه، "الذين يستفيدون من حالة ضعف الجيش ليقولوا إن الجيش اللبناني والدولة اللبنانية غير قادرين على الدفاع عن لبنان، ومن ثم يبررون لأنفسهم الاستمرار في عمليات القتال" التي يخوضونها، حسب الربيع.
وأشار المحلل والكاتب السياسي إلى أن الدعم كان يتلقاه الجيش اللبناني كان يأتي "غب الطلب"، مثلما حصل في معركة مخيم نهر البارد عام 2007 شمال لبنان، فعلى رغم عدم امتلاك الجيش حينها سوى بعض الطائرات المروحية والقذائف الضرورية لخوض هذه المعركة، فإنه "تم استقدام وتقديم هذا النوع من الحاجات على وجه السرعة، ليتمكن الجيش من حسم المعركة".
وكذلك الأمر في معركة "فجر الجرود" في البقاع الشمالي حيث واجه الجيش اللبناني تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" المتطرفين، إذ حسب الربيع "لم يكن الجيش يتمتع حينها بقدرات عسكرية لخوض تلك المعركة، لكن الأميركيين أقاموا له جسراً جوياً لتعزيز قدراته".
ومن ثم، يرى الربيع أن "المشكلة الأساسية هي في وظيفة الجيش، فهناك من يريد للجيش أن يكون ضابطاً للأمن والاستقرار سواء على الحدود الجنوبية للبنان، أو يقوم بعمل الشرطة المحلية في الداخل اللبناني عندما يتم نشره بين المناطق المتوترة أو في مراحل من التوتر السياسي. لذلك لا يمكن الحديث عن دور استراتيجي للجيش اللبناني، وهذا موقف تاريخي قائم منذ فترة طويلة وحتى اليوم، تستفيد منه قوى خارجة عن الدولة للقول إنها هي التي تضطلع بهذا العمل (الأمني)، وتلبي مصالحها بإقامة مشروع مواز ينفصل عن الدولة ومؤسساتها"، وهي مشكلة عميقة لا تنحصر بدور الجيش اللبناني فقط، وإنما تطاول كل مؤسسات الدولة.
أما في ما يتعلق بالتطورات الحالية على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، والأحاديث عن إمكانية تعزيز دور الجيش اللبناني جنوباً في المرحلة المقبلة بعد التوصل إلى تسوية أو حل دبلوماسي يمنع التصعيد ويبعد "حزب الله" عن الحدود فيما ينتشر الجيش اللبناني في المنطقة، فيعتبر الربيع أن "دور الجيش في هذا الحل سيقتصر على تعزيز الاستقرار وليس الدخول في مواجهات عسكرية بالمعنى الدفاعي أو الهجومي لتحرير المناطق المحتلة كمزارع شبعا وغيرها".
Listen to "كيف ينظر الغرب والداخل إلى الجيش اللبناني ودوره؟" on Spreaker.