إشارات جديدة يربك فيها رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأميركي) جيروم باول الأسواق، بعد أن قال في تصريحات جديدة إن صناع السياسات النقدية سينتظرون علامات أوضح على انخفاض التضخم قبل خفض أسعار الفائدة.
وقال إن "أرقام التضخم الأخيرة على رغم أنها جاءت أعلى من المتوقع، إلا أنها لم تغير بصورة جوهرية توقعات المجلس". وعلى رغم ذلك كرر باول توقعاته أنه سيكون من المناسب على الأرجح البدء في خفض أسعار الفائدة في وقت ما هذا العام.
خفض الفائدة معلق
وقال باول في خطاب ألقاه بجامعة ستانفورد في كاليفورنيا إنه "في ما يتعلق بالتضخم، من السابق لأوانه القول ما إذا كانت القراءات الأخيرة تشكل أخطاراً إضافية".
وبشكل ما ترك رئيس "الفيدرالي" الأسواق في حيرة مرة أخرى، قائلاً "لا يتوقع أنه سيكون من المناسب خفض سعر الفائدة حتى تكون لدينا ثقة أكبر في أن التضخم يتحرك بصورة مستدامة نحو اثنين في المئة."
توقعات المركزي
وكانت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية أبقت أسعار الفائدة ثابتة الشهر الماضي، وأبقى المسؤولون في "الفيدرالي" توقعاتهم لثلاثة خفوض في أسعار الفائدة هذا العام، على رغم ارتفاع أسعار التضخم الرئيسة في عام 2024.
ويحاول باول ومسؤولون آخرون في البنك أن يرسلوا إشارات دائماً بأنهم ليسوا في عجلة من أمرهم لخفض أسعار الفائدة، وأن تحركاتهم ستعتمد على التوقعات القادمة للبيانات.
لكن على رغم ذلك يتوقع المستثمرون أن أول خفض في أسعار الفائدة سيكون في يونيو (حزيران) المقبل، ويرجحون ثلاثة خفوضات هذا العام.
تغيير سياسة الفيدرالي
وقال باول إنه بالنظر إلى قوة الاقتصاد والزيادة في التضخم حتى الآن، لدى "الفيدرالي" الوقت لرؤية البيانات الاقتصادية لاتخاذ قرار في شأن التحول نحو سياسة متساهلة في خفض الفائدة.
ويراهن باول ومعظم المسؤولين في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على مسار الاقتصاد الأميركي القوي حتى الآن، لكن في حال بدأ في التباطؤ، فيرون أنه من المحتمل أن يكون من المناسب البدء في خفض سعر الفائدة في وقت ما هذا العام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعززت تصريحات رئيس البنك الأميركي التوقعات التي تشير إلى أنه من غير المرجح أن يخفض البنك أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل الذي سيعقد في الفترة من الـ30 من أبريل (نيسان) الجاري إلى الأول من مايو (أيار) المقبل.
وأظهرت بيانات حكومية صدرت الأسبوع الماضي أن المقياس المفضل لدى بنك الاحتياط للتضخم، وهو مؤشر إنفاق الاستهلاك الشخصي، الذي تباطأ في فبراير (شباط) الماضي، بعد زيادة أكبر من المتوقع في يناير (كانون الثاني) 2024. ومع ذلك فإن الزيادات في مؤشر الإنفاق الأساسي (يستثني كلف الغذاء والطاقة المتقلبة) كانت الأكبر منذ عام.
سوق العمل
وهناك أمر آخر يركز عليه "الفيدرالي" هو سوق العمل، فالشهر الماضي قال رئيس البنك إن الضعف غير المتوقع في سوق العمل قد يستدعي تحركاً من مسؤولي "الفيدرالي"، وتنتظر الأسواق توقعات سوق العمل غداً الجمعة مع إصدار تقرير التوظيف الشهري، الذي من المتوقع أن يظهر زيادة قدرها 213 ألف وظيفة في مارس (آذار) الماضي.
انقسام "الفيدرالي"
وانقسم مسؤولو بنك الاحتياط في اجتماعهم الأخير في شهر مارس الماضي، حول مدى حجم خفوضات أسعار الفائدة هذا العام.
إلى ذلك أظهر متوسط توقعات البنك المركزي أن 10 مسؤولين توقعوا خفضاً بمقدار ثلاث مرات أو أكثر بنحو ربع نقطة مئوية لكل خفض هذا العام، في حين توقع تسعة منهم خفضين أو أقل.