ملخص
التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية تدفع كثراً إلى السؤال عن خطورة عودة الحرب الأهلية في لبنان، وسط قلق وخوف كبيرين لدى كل اللبنانيين من تفجر الوضع بصورة لا عودة عنها.
49 عاماً مرت على اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، التي تركت تبعات كثيرة، في السياسة والأمن والاقتصاد وحتى في ذهنية الأجيال الجديدة.
قد تكون ذكرى الحرب هذه السنة الأكثر صعوبة وترقباً للوضع الأمني الداخلي، فجنوباً لا تزال التطورات على حالها من معارك وغارات إسرائيلية، قتل بسببها العشرات بين مقاتلين من "حزب الله" ومدنيين، ناهيك بفاتورة كبيرة للأضرار بلغت بحسب مراقبين ملياري دولار خلال الأشهر الأخيرة. كما أن الوضع السياسي ليس أفضل حالاً، فلا رئيس للجمهورية بعد، وملف النازحين السوريين لا يزال من دون حل، وعمليات القتل المتفرقة التي تحصل، بمختلف الغايات، تؤكد أن الأمن اللبناني في أدنى حالاته، وسط قلق وخوف كبيرين لدى كل اللبنانيين من تفجر الوضع بصورة لا عودة عنها، بخاصة أن أوجه شبه ترصد بين ما يعيشه لبنان اليوم وما كان يحصل قبل الحرب في بداية سبعينيات القرن الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يقول الصحافي والكاتب السياسي علي حمادة إن قرابة نصف قرن مرت على هذا الحدث الكبير الذي غير وجه لبنان نهائياً، فكان لبنان شيئاً وأصبح شيئاً آخر.
ويضيف "عشية هذه الذكرى لا بد من القول إن استنتاجنا يدل على أن الحرب الأهلية الساخنة خمدت وخمدت نارها لكن الحرب الأهلية الباردة لا تزال قائمة، فنحن لا نزال بعد نصف قرن نعيش حرباً أهلية باردة بين مختلف المكونات اللبنانية الطائفية المناطقية وطبعاً السياسية، ولبنان لا يزال مشرعاً بصورة كاملة على أزمات المنطقة بما يذكرنا ذات يوم بالقول الشهير لعميد الصحافة اللبنانية غسان تويني الذي وصف الحرب الأهلية بأنها حرب الآخرين على أرض لبنان"، وتابع حمادة مؤكداً أن ما يشهده لبنان اليوم هو حرب الآخرين على أرضه والأدلة والشواهد كثيرة، من التورط في الحروب خارج الحدود إلى تورط الآخرين داخل الحدود إلى حرب الاستخبارات وحرب الظلال إلى كل أنواع الحروب، قائلاً "نعم لا نزال في حرب أهلية".
الحرب لم تذهب لكي تعود
وعن انفجار الوضع أكثر، اعتبر حمادة أن هذه الحرب لم تذهب لكي تعود فهي باقية، وقد يأتي يوم وهنا الخطر الكبير، وتعود نارها للاشتعال أكثر من أي وقت مضى.
وتابع "الأمن في لبنان ليس بيد الشرعية اللبنانية وليس بإمرة التفاهمات الوطنية والإجماع الوطني، بل هو بيد من يحمل سلاحاً من خارج الشرعية وهو (حزب الله)، والأكثر من ذلك أن الأمن اللبناني هو رهينة الحروب الخارجية التي تنفجر وتلقي صداها في الداخل اللبناني، حتى بات لبنان ساحة أكثر من أي وقت مضى ولا يزال مشرعاً على كل العواصف الخارجية منها ما يحصل في فلسطين وسوريا والعراق أو في كل مكان، كما أن لبنان هو صندوق البريد المفضل لإرسال الرسائل التي يراد إرسالها من هنا إلى هناك ومن هناك إلى هنا".
وختم "لبنان كدولة حرة سيدة مستقلة كاملة السيادة لم ينضج بعد، وأمامنا طريق طويل".