ملخص
يمنح التزام الشفافية ومنع العزوف لانتخابات الرئاسة في الجزائر صدقية بين الناخبين فالحكومة والطبقة السياسية أمام موعد مع التاريخ.
حرك الإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة في الجزائر الرمال من تحت أقدام الأحزاب السياسية، فبعدما أبدت رأيها في القرار الذي اعتبرته صائباً، دخلت مرحلة ثانية من الاستعدادات الخاصة بموعد السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل، عبر الكشف عن نواياها بين تقديم مرشحها أو التحالف والتكتل أو دعم مرشح السلطة أو الامتناع عن المشاركة، أو إرجاء الفصل.
وانطلقت الأحزاب السياسية في تجهيز قواعدها للحدث السياسي المهم قبل 48 يوماً من استدعاء الهيئة الناخبة رسمياً من طرف الرئيس عبدالمجيد تبون والمنتظر في الثامن من يونيو (حزيران) المقبل، إذ أكد حزب العمال اليوم السبت المشاركة في الموعد الانتخابي عبر تقديم مرشح عنه.
وأعلن حزب التجمع الوطني الديمقراطي استعداده للإسهام في إنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة من خلال تجنيد وحشد كل إطاراته ومناضليه، مشيراً إلى جاهزيته لدراسة كل مسعى أو مبتغى يفضي إلى تكتل أو إجماع، وأبرز أنه سيحدد الخطوات العملية من خلال القرار الذي سيتخذه المجلس الوطني للحزب في دورته الاستثنائية.
وأمس الجمعة، أزاح حزب التجمع الجزائري الستار عن ترشح رئيسه طارق زغدود للانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما سبقت الجميع رئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي زبيدة عسول بإعلانها دخول المعترك الانتخابي.
إلى ذلك، قال رئيس حركة البناء الوطني عبدالقادر بن قرينة قبل ساعات إن حزبه يدرس عدداً من الاحتمالات بخصوص الموعد السياسي المقبل سواء من خلال تقديم مرشح من داخل الحزب أو التحالف مع مرشح آخر ودعمه.
وأوضح أن القرار سيتخذ خلال اجتماع مجلس الشورى أواخر مايو (أيار) المقبل، بعد استكمال المشاورات مع كل المناضلين والنخب في مختلف المجالات، في حين كشفت حركة مجتمع السلم عن شروعها في عقد سلسلة لقاءات تشاورية على مستوى هياكل الحزب، تحسباً للانتخابات الرئاسية.
وفي الإطار نفسه، بدأت القوى الموالية للرئيس تبون إجراء لقاءات تشاورية لتشكيل تحالف انتخابي يدعم ترشحه ويتولى تنشيط حملته الانتخابية، إذ عقد لقاء بين قيادة حزب جبهة التحرير الوطني، أكبر أحزاب الموالاة، بقيادة الأمين العام عبدالكريم بن مبارك وقيادة جبهة المستقبل التي يقودها فاتح بوطبيق، واتُفق على عقد مزيد من اللقاءات خلال الفترة المقبلة لوضع تصور عمل مشترك وتنسيق الموقف في شأن الانتخابات.
خمسة فقط
في السياق ذاته، كشف حزب اتحاد القوى الديمقراطية والاجتماعية عن أنه سيكون حاضراً بقوة في هذه الانتخابات ضمن ثلاثة احتمالات، إما مرشح من الحزب أو ضمن تحالف أو دعم مرشح.
وقال القيادي حليم بن بعيبش في حديثه إلى "اندبندنت عربية" إن المجلس الوطني للحزب سيجتمع للنظر في الاحتمالات، وبالتوازي سيواصل الاتحاد اتصالاته مع الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية حالياً لتبادل وجهات النظر والتنسيق، موضحاً أن نجاح الانتخابات ومصلحة الحزب شرطان أساسيان يجب توافرهما في القرار المزمع اتخاذه من بين الاحتمالات الموضوعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع أن مرور الانتخابات المقررة في سبتمبر المقبل بسلاسة هو واجب وطني يتحمله حزب الاتحاد كما بقية الفواعل السياسية، في ظل محاولات عرقلتها والتأثير في المواطنين لمقاطعتها، مضيفاً أنه "بخصوص من يعتبر المعارضين للانتخابات أو الرافضين لها يستهدفون الجزائر، فإن الرفض والمقاطعة هما موقفان سياسيان، ولا يمكن المزايدة في الوطنية على أي طرف، لكن نحن ضد من يدعو إلى محاولة تعطيل المسار الانتخابي عبر إشعال فتيل أزمات واحتجاجات داخلية".
وأردف أن "للأسف هناك جزائريين مقيمين هنا وفي الخارج ينفذون مهمات قذرة"، مستبعداً أن يتجاوز عدد المرشحين خمسة أشخاص نظراً إلى صعوبة جمع التوقيعات، وأشار إلى أن الرئيس تبون لم يعلن ترشحه بعد، لذلك فالحديث عن مرشح السلطة سابق لأوانه.
من جانبه، سيدخل حزب جبهة الجزائر الجديدة الذي يترأسه جمال بن عبدالسلام، المعترك الانتخابي، وقالت عضو المكتب الوطني للحزب وداد قادري إن "جبهة الجزائر الجديدة معنية بالرئاسيات، وسنشارك فيها، وتبقى كيفية المشاركة وبمن نشارك، فذلك ما سيحدده المجلس الوطني قريباً".
تكتل السبع
وإذا كان هذا وضع بعض الأحزاب الذي تمحور حول ترشح زعمائها وإعلان المشاركة من دون الكشف عن الطريقة بالنسبة إلى أخرى والتريث إلى حين من طرف بعضها، فإن الحال ليست كذلك مع سبعة تشكيلات سياسية أعلنت عن "تكتل أحزاب الاستقرار والإصلاح"، وطرحت مرشحاً وصفته بـ"التوافقي" ممثلاً بالأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي.
وأوضح ساحلي خلال اجتماع الترشح أن الانتخابات الرئاسية المقبلة هي موعد تاريخي تتنافس فيه مختلف البرامج، مشيراً إلى أن ترشحه لهذا الاستحقاق تم في إطار رؤية معتدلة من أجل إعادة الاعتبار للتيار الديمقراطي الجمهوري وتحقيق إصلاح سياسي وبناء اقتصاد قوي ومتنوع.
ولفت إلى أن التكتل السياسي الجديد الذي يضم سبعة أحزاب، يبقى منفتحاً على جميع التشكيلات السياسية، سواء الراغبة في الانضمام إليه أو التنسيق معه.
قرار مفاجئ
وكان تبون فاجأ المتابعين بإعلانه عن تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في سبتمبر المقبل، مشيراً إلى أن اختيار هذا الموعد "تقني محض لا يؤثر في الانتخابات أو سيرورتها"، وأن إجراء الانتخابات في ديسمبر (كانون الأول) ليس تاريخاً رسمياً تعودت عليه البلاد.
ورأى الرئيس الجزائري أن سبتمبر يعدّ الوقت المناسب لإجراء هذا الموعد الانتخابي، بخاصة أنه يصادف نهاية العطلة الصيفية وبداية الدخول الاجتماعي بالنسبة إلى كثير من الجزائريين في الداخل والخارج الذين سيكون بإمكانهم الإدلاء بأصواتهم.
لكنه على رغم ذلك تحفظ في الرد بخصوص ترشحه للرئاسيات المقبلة، بقوله "أعتقد بأنه ليس الوقت المناسب للإجابة عن ذلك، فلا يزال هناك برنامج أواصل حالياً تنفيذه".