ملخص
دعوات إلى تغيير اسم جائزة "بوكر" لأن مؤسسي الشركة التي قامت برعايتها كانت لديهم صلات بالعبودية
قال ريتشي بريف مقدم البرامج في راديو "إكسترا1" 1Xtra إنه ينبغي على جائزة "بوكر" التي تمنح لأفضل عمل روائي خيالي باللغة الإنجليزية منذ عام 1969 أن تفكر في تغيير اسمها بسبب صلاته بالعبودية.
وكشف بريف عن أن كنيته في السجلات القانونية هي "بوكر"، وأن أسلافه كانوا مستعبدين من قبل جورج وجوسياس بوكر، مؤسسي الشركة التي قامت فيما بعد برعاية الجائزة.
وقال بريف لصحيفة "غارديان"، "آمل في أن تبدأ (بوكر) في طرح بعض الأسئلة حول اسمها. لقد فرض ذلك الاسم علينا، لكن (بوكر) كمؤسسة لديها الخيار في تغيير الاسم إلى شيء مختلف. أنا شخصياً لما كنت سأرغب في الاحتفاظ باسم مرتبط بالعبودية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان منظمو الجائزة الأدبية المرموقة قد عدلوا في وقت سابق مقالاً عن "الأخوين بوكر" وعلاقتهما بالعبودية. واستعرض المقال بالتفصيل تاريخ شركة توزيع المواد الغذائية بالجملة "بوكر ماكونيل" التي تولت رعاية جائزة "بوكر" بين عامي 1968 و2002.
وفي عام 1815، غادر جوسياس "بوكر" ليفربول إلى ديميرارا في ما كان يعرف آنذاك بـغويانا البريطانية لإدارة مزرعة للقطن كانت تحمل اسم بروم هول، إذ استعبد نحو 200 شخص. وانضم إليه فيما بعد شقيقه جورج. ويذكر المقال أن الأخوين حصلا على مبلغ 2884 جنيهاً استرلينياً من الحكومة البريطانية عندما ألغيت العبودية سنة 1833، كتعويض عن تحرير 52 رقاً.
ويقدر مصرف إنجلترا أن قيمة التعويضات التي حصل عليها الأخوان تعادل 285836 جنيهاً استرلينياً (361225 دولاراً) عام 2024.
أشارت المقالة في الأصل إلى أن "(الأخوين بوكر) أدارا نحو 200 شخص مستعبد"، وهو ما تحدث عنه بريف في منشور على موقع "إكس".
وتعليقاً على المقال كتب بريف في المنشور: "جوسياس وجورج لم ’يديرا‘ عائلتي... لقد استعبداها. لهذا السبب ما زلنا نحمل كنيتهما. لقد كانا مستعبدين، وليس ’مديرين‘". وعلى أثرها جرى تعديل المقالة لتصبح الكلمة المستخدمة "استعبدا". وقال بريف: "لا تحاولوا تطهير أهوال العبودية... عندما لا نخوض النقاشات الصحيحة، أو لا نستخدم اللغة الصحيحة، فإننا لا نهين أسلاف الناس فحسب، بل نعيد إحياء صدمة الأشخاص الذين يشعرون بها بالفعل نتيجة لما حدث في عائلاتهم تاريخياً".
وفي منشور منفصل على منصة "إكس" شكر بريف منظمي جائزة "بوكر" على النظر في تعليقاته وتعديل المقالة، قائلاً: "أعتقد أن هذه بداية محادثة طويلة للغاية تحاول البدء في تصحيح الأخطاء التي حدثت تاريخياً".
وورد في بيان لمنظمي جائزة "بوكر"، "بالأمس تواصل معنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أحد أحفاد الأشخاص الذين استعبدهم (الأخوان بوكر) في القرن الـ19 في شأن عدم الدقة في وصف تاريخ (بوكر) على موقعنا. نحن نقدر اتصاله ونتفق تماماً مع وجهة نظره حول أهمية اللغة. قمنا بتحديث المقالة وفقاً لذلك ونعتذر عن الإزعاج الذي سببناه". كما يوضح البيان أيضاً أن "مزيداً من الأبحاث تجرى حول هذا التاريخ المهم وسنشاركها بمجرد اكتمالها. سيسهم هذا البحث في توجيه النظر نحو المستقبل بصورة أفضل. تلتزم جائزة (بوكر) بالتميز في الأدب وتراعي شروط تحقق العدالة. سنواصل التفكير في الطرق التي نمثل بها هذا الالتزام أمام القراء في كل مكان". كما ورد في البيان الأصلي أن "سردية أكثر موثوقية ستنشر، مكتوبة من وجهة نظر مؤرخ غوياني".
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يسلط فيها الضوء على علاقة جائزة "بوكر" بالعبودية.
ففي عام 1972 استخدم جون بيرغر الحائز جائزة "بوكر" خطاب تسلم الجائزة لانتقاد شركة "بوكر ماكونيل" للسكر واستغلالها لغويانا ودورها في الثورة الصناعية.
قال بيرغر: "كانت لدى (بوكر ماكونيل) مصالح تجارية واسعة النطاق في منطقة البحر الكاريبي لأكثر من 130 عاماً. الفقر في منطقة البحر الكاريبي في الوقت المعاصر هو نتيجة مباشرة لهذا الاستغلال وما شابهه. إحدى عواقب هذا الفقر في الكاريبي هي أن مئات الآلاف من سكان الهند الغربية [تسمية أصلية لمجموعة من الجزر في الكاريبي] أجبروا على القدوم إلى بريطانيا كعمال مهاجرين. ولهذا السبب كان عليَّ استخدام هذه الجائزة ضد نفسها". وتعهد التبرع بنصف جائزته المالية البالغة 5000 جنيه استرليني لـ"حزب الفهود السود" [حركة حقوقية وحزبية للسود]، بينما استخدم النصف الآخر لمشروع يتعلق بالعمال المهاجرين.
وتتلقى جائزة "بوكر" تمويلها حالياً من مؤسسة كرانكستارت Crankstart الخيرية.
تم تعديل هذه المقالة في يوم نشرها. ورد في النسخة السابقة أن الرعاة الأصليين لجائزة "بوكر" هما جوزياس وجورج بوكر، لكن هذا غير دقيق. الجائزة برعاية شركة "بوكر ماكونيل". وكان جوسياس وجورج "بوكر" قد قاما بتأسيس الشركة التي قدمت في النهاية الرعاية للجائزة.
© The Independent