ملخص
حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الحكومة الإسرائيلية وقيادة "حماس" على التوصل إلى اتفاق على الوقف الإنساني لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.
أعلن مسؤول عمليات نزع الألغام في الأمم المتحدة عن قطاع غزة الذي يتعرض لقصف متواصل تشنه إسرائيل في حربها ضد حركة "حماس" اليوم الأربعاء، أن كمية الأنقاض والركام التي يتوجب إزالتها في غزة أكبر مقارنة بأوكرانيا.
وأوضح المسؤول عن دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في غزة، مونغو بيرتش، خلال مؤتمر صحافي في جنيف أنه "لفهم مدى ضخامة الأمر فإن جبهة القتال في أوكرانيا تبلغ 600 ميلاً (1000 كيلومتر)، في حين أن غزة لا يزيد طولها على 25 ميلاً"، وهي كلها جبهة قتال، لكن المشكلة لا تقتصر على حجم الأنقاض البالغ 37 مليون طن أو 300 كيلوغرام لكل متر مربع، وفقاً لتقدير أجرته الأمم المتحدة في منتصف أبريل (نيسان) الماضي.
وأضاف بيرتش "يُعتقد أن هذه الأنقاض تحوي عدداً كبيراً من القنابل غير المنفجرة وسيكون تنظيفها أكثر تعقيداً بسبب الأخطار الأخرى الموجودة في الركام".
وقال، "نقدر أن هناك أكثر من 800 ألف طن من الأسبستوس في حطام غزة وحدها"، وهذه المادة الخطرة للصحة تتطلب احتياطات خاصة.
وعبر بيرتش عن أمله في أن تكون دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في نهاية المطاف "قادرة على أن تكون هيئة تنسيق لإزالة الألغام في غزة، وتأسيس فرقنا الخاصة لتفكيك الألغام والقنابل".
وبخصوص التمويل فقد حصلت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام على 5 ملايين دولار، لكن "لمواصلة عملنا خلال الـ12 شهراً المقبلة نحتاج إلى 40 مليون دولار إضافية"، كما أكد المسؤول الأممي.
وأضاف، "سيحتاج القطاع إلى مئات الملايين من الدولارات على مدى أعوام عدة لجعل غزة آمنة للسكان".
من جهة أخرى، قالت وزارة الصحة في غزة في بيان اليوم الأربعاء إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 34568 فلسطينياً وإصابة 77765 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وقالت الوزارة إنه تم خلال 24 ساعة وحتى صباح الأربعاء تسجيل ما لا يقل عن 33 قتيلاً إضافياً جراء الغارات والقصف الإسرائيلي.
بلينكن والهدنة
التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إطار الضغط من أجل وصول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن بلينكن أشار خلال اللقاء إلى تحسن في ما يتعلق بوصول المساعدات إلى غزة، وأنه "جدد تأكيد أهمية تسريع وتيرة هذا التحسن والحفاظ عليه".
وحث بلينكن حركة "حماس" مراراً على قبول عرض اتفاق من شأنه إطلاق الرهائن الإسرائيليين ووقف إطلاق النار في القطاع.
وبعد زيارة الرياض وعمّان في وقت سابق من الأسبوع، وصل الوزير الأميركي إلى إسرائيل، وهي المحطة الأخيرة من جولة في الشرق الأوسط.
وهذه هي الزيارة السابعة لبلينكن إلى المنطقة التي شهدت اندلاع صراع في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عندما هاجمت "حماس" إسرائيل.
وتأكيداً لتركيز الجولة على الناحية الإنسانية فمن المقرر أن يزور بلينكن ميناء أسدود جنوب إسرائيل، والذي بدأ أخيراً استقبال المساعدات المتجهة إلى غزة، كما سيطلب من الحكومة الإسرائيلية اتخاذ مجموعة من الخطوات المحددة لتسهيل وصول المساعدات إلى غزة حيث يعاني ما يقارب نصف السكان بشكل كارثي الجوع.
ونقل مراسل لـ"أكسيوس" عبر منصة "إكس" قول نتنياهو لبلينكن إنه لن يقبل اتفاقاً يتضمن إنهاء الحرب، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعلن أمس الثلاثاء أن إسرائيل ستمضي قدماً في الهجوم على رفح، بغض النظر عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، متحدياً النداءات الأميركية بضمان عدم تنفيذ أية عملية عسكرية من دون اتخاذ خطوات كافية لحماية المدنيين.
والتقى بلينكن نتنياهو في مكتبه قبل اجتماع أوسع سيضم مسؤولين إسرائيليين كباراً آخرين ودبلوماسيين أميركيين، وقال بلينكن خلال تصريحات في مستهل اجتماع مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في تل أبيب، "حتى ونحن نعمل بعزم لا يلين للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار يعيد الرهائن لديارهم، علينا أيضاً أن نركز على الناس في غزة الذين يعانون تبادل إطلاق النار الذي صنعته ’حماس‘".
وأضاف، "التركيز على توفير ما يحتاجون إليه من مساعدة أو غذاء أو دواء أو مياه أو مأوى هو أيضاً في أذهاننا بشدة".
وقال بلينكن أمس الثلاثاء إن من بين الخطوات التي يتعين اتخاذها توفير عدد كاف من السائقين والشاحنات داخل غزة حتى توزع المساعدات بشكل فعال، مضيفاً أنه يجب تحديد قائمة واضحة بالعناصر الضرورية حتى لا يحدث رفض تعسفي لشحنات المساعدات.
وحث بلينكن "حماس" على قبول اتفاق هدنة وصفه بأنه "سخي للغاية" اقترحه الوسطاء المصريون، ومن شأنه أن يشمل إطلاق 33 رهينة إسرائيلية في مقابل الإفراج عن عدد أكبر من السجناء الفلسطينيين ووقف القتال، مع إمكان اتخاذ مزيد من الخطوات نحو اتفاق شامل في وقت لاحق.
وذكر رئيس الدائرة السياسية لـ "حماس" في الخارج سامي أبو زهري أن الحركة لا تزال تدرس أحدث عرض لوقف إطلاق النار.
وقال عن تصريحات بلينكن إنها "مخالفة للحقيقة ومحاولة لممارسة الضغط على حركة ’حماس‘ وتبرئة الاحتلال"، مضيفاً خلال تصريحات لـ"رويترز" أن "نتنياهو وباعتراف الوفد المفاوض الإسرائيلي هو من يعطل التوصل إلى اتفاق، وقد تلقينا قبل أيام عدة فقط رداً رسمياً إسرائيلياً وهو قيد الدراسة".
تحذيرات من اجتياح رفح
وبعيد تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً عزمه اجتياح رفح التي يقول إنها آخر معقل لحركة "حماس" في قطاع غزة، أعلن مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، أمس الثلاثاء، أنه على رغم الدعوات العالمية لإسرائيل لعدم شن هجوم على المدينة فإن "عملية برية هناك تلوح في الأفق القريب".
وأضاف في بيان أن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل لتحسين وصول المساعدات إلى غزة "لا يمكن استغلالها للتحضير أو لتبرير هجوم عسكري شامل على رفح".
وحذَّر غريفيث من أن اجتياح الجيش الإسرائيلي المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والمكتظة بأكثر من 1.5 مليون فلسطيني، سيكون "مأساة تفوق الوصف".
وقال، إن "الحقيقة هي أن شن عملية برية في رفح سيكون ببساطة مأساة تفوق الوصف. ما من خطة إنسانية بإمكانها أن تعكس هذا الواقع، وكل ما عدا ذلك هو مجرد تفاصيل".
"تصعيد لا يحتمل"
من جانبه، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الثلاثاء، من أن أي هجوم عسكري إسرائيلي على رفح سيشكل "تصعيداً لا يحتمل".
وقال غوتيريش في تصريح لصحافيين، إن "الهجوم العسكري على المدينة سيمثل تصعيداً لا يمكن احتماله، يؤدي إلى مقتل آلاف المدنيين الآخرين ويجبر مئات الآلاف على الفرار وسيكون له تأثير مدمر على الفلسطينيين في غزة، مع تداعيات خطرة على الضفة الغربية المحتلة، والمنطقة بأسرها"، وفق ما أورد الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بالعربية.
وأضاف "جميع أعضاء مجلس الأمن، وعديد من الحكومات الأخرى، أعربوا بوضوح عن معارضتهم لعملية من هذا القبيل"، وناشد "جميع المتمتعين بالنفوذ لدى إسرائيل، أن يفعلوا كل ما في وسعهم لمنع ذلك".
يأتي تحذير الأمين العام للأمم المتحدة في أعقاب توعد نتنياهو بأن جيشه سيدخل "مع هدنة أو من دون" مدينة رفح المحاذية لمصر، التي تعتبرها إسرائيل آخر معقل لـ"حماس".
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن "فكرة أننا سنوقف الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها غير واردة. سندخل رفح وسنقضي على كتائب (حماس) هناك مع أو من دون اتفاق، من أجل تحقيق النصر الشامل".
وتحولت مدينة رفح إلى ملاذ لمليون ونصف مليون فلسطيني نزحوا إليها هرباً من القصف الإسرائيلي لشمال القطاع بعد اندلاع الحرب التي انطلقت شرارتها بهجوم غير مسبوق شنته "حماس" على أراضي الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وحض غوتيريش الحكومة الإسرائيلية وقيادة "حماس" على "التوصل إلى اتفاق على الوقف الإنساني لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن".
وجدد دعوته السلطات الإسرائيلية إلى "إتاحة وتيسير وصول المعونة الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني بأمان وسرعة ومن دون عوائق، بما يشمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) إلى جميع أنحاء غزة"، وفق الموقع.
المقابر الجماعية
وحذَّر الأمين العام "من دون ذلك، أخشى أن الحرب، بكل عواقبها في غزة وأنحاء المنطقة، ستزداد سوءاً بشكل هائل".
من جهة أخرى أعرب غوتيريش عن "قلقه العميق" إزاء اكتشاف مقابر جماعية في المستشفيين الرئيسين في قطاع غزة، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال "من الضروري أن يُسمح للمحققين الدوليين المستقلين، ذوي الخبرة في الاستدلال العلمي الجنائي، بالوصول فوراً إلى مواقع هذه المقابر الجماعية، لتحديد الظروف بالضبط التي فقد فيها مئات الفلسطينيين أرواحهم ودفنوا أو أعيد دفنهم".
مخاوف أميركية
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لم ترَ خطة إسرائيلية ذات مصداقية لشن عملية عسكرية في مدينة رفح من شأنها أن تعالج مخاوفها.
بلينكن يصل إلى إسرائيل
ووصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، الثلاثاء، للدفع باتجاه اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وطالب بلينكن حركة "حماس" بقبول مقترح لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع.
وشهد وزير الخارجية الأميركي، الثلاثاء، انطلاق أول قافلة شاحنات أردنية محملة بالمساعدات وموجهة إلى قطاع غزة عبر معبر إيريز (بيت حانون) الذي أعادت إسرائيل فتحه.
وقال لصحافيين وهو يشاهد مرور المساعدات "من هنا في الأردن نرى طريقاً مباشراً من الأردن إلى شمال غزة عبر معبر إيريز. الشحنات الأولى تغادر اليوم". وأضاف "إنه تقدم حقيقي ومهم، ولكن ما زال يتعين القيام بالمزيد".
وأكدت إسرائيل في الفترة الأخيرة، في خضم ضغوط دولية متزايدة، أنها ستسمح بمرور مزيد من المساعدات عبر معبر إيريز الحدودي مع شمال القطاع المدمر جراء الحرب المستمرة منذ نحو سبعة أشهر والمهدد بالمجاعة، بحسب الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى.
ولم يُستخدم المعبر كثيراً منذ اندلاع الحرب بين اسرائيل وحركة "حماس". وقال مسؤولون إسرائيليون، إنه يحتاج إلى إعادة تأهيل بعدما دمره مسلحو "حماس" خلال هجومهم على جنوب إسرائيل.
محادثات مع نتنياهو
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال بلينكن إنه سيناقش مع نتنياهو الإجراءات التي ما زالت إسرائيل بحاجة إلى اتخاذها لزيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك خلال اجتماعاته المقررة في إسرائيل، اليوم الأربعاء.
وأشار "أستطيع الآن أن أتوجه إلى إسرائيل وأناقش مع الحكومة الإسرائيلية الأمور التي لا يزال يتعين القيام بها... في حالة التأكد من حصول الناس على ما يحتاجون إليه".
وأضاف "سأفعل ذلك مباشرة مع رئيس الوزراء نتنياهو وأعضاء آخرين في الحكومة الإسرائيلية".
وتأتي محادثات بلينكن مع نتنياهو بخصوص المساعدات بعد نحو شهر من توجيه الرئيس الأميركي جو بايدن تحذيراً صارخاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي قال فيه، إن سياسة واشنطن يمكن أن تتغير في حالة عدم اتخاذ إسرائيل خطوات لمعالجة الضرر الذي يلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة موظفي الإغاثة.
وقال بلينكن، إن واشنطن أوضحت وجهة نظرها بخصوص رفح، في إشارة إلى التحذيرات التي وجهتها بلاده من خطورة المضي قدماً في العملية من دون وجود خطة ذات مصداقية لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين.
وأثارت الأزمة الإنسانية الطاحنة دعوات لإسرائيل لبذل مزيد من الجهود لتسهيل دخول المساعدات إلى القطاع، حيث أصبح معظم السكان بلا مأوى.
ويواجه كثير من سكان غزة خطر المجاعة وسط انتشار الأمراض ودمار البنية التحتية المدنية.
مصر والكويت تطالبان بوقف فوري للنار
وطالبت مصر والكويت "بوقف فوري ومستدام" لإطلاق النار في قطاع غزة وتيسير الدخول الآمن والكافي للمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
وأكدت الدولتان في بيان مشترك في ختام زيارة دولة قام بها أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى مصر، الثلاثاء، "رفضهما استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية بما في ذلك إمكانية امتدادها لمدينة رفح الفلسطينية".
وهذه أول زيارة يقوم بها أمير الكويت لمصر منذ توليه مقاليد الحكم في بلاده في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وأكد البيان أهمية حل الدولتين في تسوية القضية الفلسطينية "وتجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية" ورفضهما القاطع كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية.