Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الواقع والادعاء بين عرض الحوثي للطلاب الأميركيين وممارساته

أثار عرض تقدمت به الميليشيات موجة واسعة من السخرية والتهكم

لم تسلم جامعة صنعاء من التحشيد الطائفي الحوثي المسلح (مواقع التواصل)

ملخص

قوبل العرض الحوثي بموجة سخرية واسعة من قبل الناشطين اليمنيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي لأنه يتنافى منطقياً والواقع، ولهذا اعتبر نوعاً من الأساليب الحوثية لتزييف وعي الأتباع والمغرر بهم، فضلاً عن واقع الجامعات اليمنية وفي مقدمتها جامعة صنعاء التي تعيش حالاً من التدهور غير المسبوق سواء في مكانتها التصنيفية أو تجهيزاتها التعليمية، وهجرة معظم الكوادر الأكاديمية إضافة إلى التطييف الذي طاول المناهج العلمية.

لا تترك ميليشيات الحوثي حدثاً محلياً أو دولياً من دون استغلاله لتسويق مشروعها المدعوم من إيران.

ومن وقت إلى آخر تثير الجماعة موجة من الجدل والسخرية باتخاذها إجراءات غريبة، في حين لا تخلو تصرفاتها من الرسائل السياسية التي تستغلها لإيصالها.

وعقب ادعائها قصف إسرائيل وسفنها المارة في البحر الأحمر نصرة للفلسطينيين، جاءت آخر تعليقات الجماعة التي تصدرت قائمة الأكثر تداولاً على منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، تلك المتضمنة إعلانها استقبال الطلاب الموقوفين عن الدراسة في الجامعات الأميركية على خلفية تنظيمهم احتجاجات مناهضة لإسرائيل وتضامناً مع المدنيين في قطاع غزة.

وادعت إدارة جامعة صنعاء، المعينة من ميليشيات الحوثي المصنفة من قبل الحكومة اليمنية الشرعية والولايات المتحدة وبريطانيا على قوائم الإرهاب، استعدادها استقبال الطلاب الأميركيين المفصولين في جامعتهم وتسجيلهم مجاناً، وفق الوثيقة.

الـ"إيميل" جاهز

وفي إجراء يسعى إلى إعطاء صبغة أكثر جدية تضفي على مبادرتها مزيداً من الصدق، أصدرت جامعة صنعاء بياناً أشادت فيه بالموقف "الإنساني" للطلبة في الولايات المتحدة وقالت إن بإمكانهم مواصلة دراستهم في اليمن.

وفيما ذُيّل البيان بعنوان بريد إلكتروني لأي طالب يرغب في قبول عرضهم، وكأن الـ"إيميل" كان العقبة الوحيدة أمام تحقيق رغبة هؤلاء الطلاب، لم ينسَ العرض إيصال رسالة سياسية من خلال التنديد "بما يتعرض له الأكاديميون والطلاب من أبناء الجامعات الأميركية والأوروبية من تنكيل وتكميم للأفواه وقمع لحرية الرأي والتعبير"، وهي العبارة التي قوبلت بسخرية يمنية واسعة بإسقاط ذلك الادعاء على سلوك جماعة الحوثي الحافل بقمع كل من ينتقد سلوكها الطائفي الرهيب أو يطالب بمجرد الحصول على المرتبات المقطوعة منذ أعوام.

ووثّق تقرير حقوقي قيام ميليشيات الحوثي، منذ استيلائها على السلطة، باعتقال واختطاف أكثر من 16800 مدني يمني خلال الفترة الممتدة من سبتمبر (أيلول) 2014 وحتى نهاية أغسطس (آب) 2022. وأفادت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في تقرير بأن أكثر من 4201 مختطف مدني، ممن تم التأكد من معلوماتهم وصحة بياناتهم، لا يزالون في سجون ميليشيات الحوثي حتى اللحظة.

عدم ترك أي موقف

وقوبل العرض الحوثي بموجة سخرية واسعة من قبل الناشطين اليمنيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي لأنه يتنافى منطقياً والواقع، ولهذا اعتُبر نوعاً من الأساليب الحوثية لتزييف وعي الأتباع والمغرر بهم، فضلاً عن واقع الجامعات اليمنية وفي مقدمتها جامعة صنعاء التي تعيش حالاً من التدهور غير المسبوق سواء في مكانتها التصنيفية أو تجهيزاتها التعليمية وهجرة معظم الكوادر الأكاديمية، إضافة إلى التطييف الذي طاول المناهج العلمية، ورفض الميليشيات القاطع صرف رواتب أساتذتها وموظفيها وقطع مخصصات الدراسات والبحث العلمي والصيانة والتشغيل العام وغيرها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في جامعة صنعاء التي يديرها الحوثيون قوله إنهم جادون في شأن الترحيب بطلاب الجامعات الأميركية الذين أوقفوا بسبب دعمهم للفلسطينيين، مدعياً أنهم يخوضون المعركة "إلى جانب فلسطين" بكل السبل الممكنة.

وأعادت الولايات المتحدة وبريطانيا إدراج حركة الحوثي على قائمة الجماعات الإرهابية هذا العام، بعدما أضرت هجماتها على السفن في البحر الأحمر ومحيطه بالاقتصادات العالمية.

وأثار عرض الحوثيين توفير التعليم للطلاب الأميركيين موجة من السخرية بين اليمنيين، مما دفع المصممين والهواة إلى نشر لوحات تهكمية قوبلت بانتشار واسع، من بينها صورة جرى تصميمها لطلاب أميركيين يستمعون إلى محاضرة علمية يلقيها القيادي في ميليشيات الحوثي محمد علي الحوثي، لاقت انتشاراً واسعاً إذ تضمنت عبارات السخرية والتهكم لأن غالبية قيادات الجماعة غير مؤهلين علمياً.

محاضرات علم الهدى

وعلى صعيد التفاعل الساخر لم تسلم الجماعة الحوثية من الانتقاد من داخلها، إذ قال المعيّن من قبلهم سفيراً لدى سوريا سابقاً نايف القانص، "رأيت في ما يرى النائم أن اليمن بفضل القيادة الربانية (في إشارة إلى القيادة الحوثية وفقاً لوصف أنصارها) وصل إلى هذا المستوى العالمي وأصبح تصنيف جامعة صنعاء ضمن الجامعات الـ10 الأولى على مستوى تصنيف QS وأن الولايات المتحدة الأميركية انهارت أمام البأس اليماني". وأضاف متهكماً أن "وبهذه المناسبة أصدرت القيادة الربانية مرسوماً مهماً بعد أن أثبتت للعالم كنموذج في الحرية والتعبير عن الرأي وحال الديمقراطية في اليمن والمستوى المعيشي للمواطن اليمني الذي تفوق به على الدول العظمى".

وفي حين كتب الصحافي عبدالرحمن أنيس، "صدق أو لا تصدق جامعة صنعاء تعلن فتح باب القبول للطلاب الأميركيين المفصولين من الجامعات الأميركية بسبب التظاهرات مع غزة". وقال "يريدون من الطالب الأميركي أن يترك جامعة هارفارد وكاليفورنيا ويأتي ليدرس محاضرات علم الهدى، وملازم حسين الحوثي".

وعلى مدى الأيام الماضية اعتصم عشرات الطلاب في عشرات الجامعات بالولايات المتحدة احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة التي دخلت شهرها السابع.

ودعا المتظاهرون الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أيّد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، إلى بذل مزيد من الجهد لوقف إراقة الدماء في غزة وطالبوا الجامعات بوقف الاستثمار في الشركات الداعمة للحكومة الإسرائيلية.

واستدعت جامعات عدة ومن بينها جامعة كولومبيا في نيويورك، الشرطة لفض الاحتجاجات.

المزيد من متابعات