ملخص
أصبح مستقبل "آنت غروب" في الصين غير مؤكد عندما أوقف المنظمون طرحها العام في نوفمبر2020 واضطرت إلى إعادة الهيكلة
تتطلع شركة "آنت غروب الصينية" المتخصصة في مجال التكنولوجيا المالية إلى تعزيز حضورها العالمي من خلال عرضها الرقمي "علي باي بلس"، إذ تسعى إلى ربط تطبيقات الدفع عبر الهاتف المحمول حول العالم.
وقال نائب الرئيس الأول للمجموعة التابعة لشركة التكنولوجيا الصينية العملاقة "علي بابا" دوغلاس فيجين، لشبكة "سي أن بي سي"، "ما وجدناه أن الناس يريدون استخدام محافظهم الإلكترونية المنزلية عندما يسافرون إلى الخارج، لذلك لا يريدون أن يضطروا إلى تحميل بطاقتهم في تطبيق آخر لا يعرفونه أيضاً".
وقدمت "آنت إنترناشيونال" الذراع العالمية للمجموعة "علي باي بلس" في عام 2020، مما يسمح للأجانب باستخدام تطبيقات من بلدانهم الأصلية لإجراء عمليات دفع في الصين ودول أخرى من طريق مسح رموز "كيو آر" لمنصة "علي باي" التي تركز على المستوى المحلي إلى حد كبير.
وقال فيجين، "إننا نرى فرصة كبيرة للتوسع والتغطية الواسعة نسبياً التي لدينا في آسيا - ونرغب في تكرارها في أماكن مثل الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وأوروبا". وأضاف "الناس من كل هذه المناطق يتوجهون إلى مناطق أخرى، لذا فهي فرصة كبيرة للتوسع".
وأضاف فيجين، وهو أيضاً رئيس شركة "آنت إنترناشيونال"، إن شركته استثمرت في محافظ إلكترونية خاصة بكل دولة في جميع أنحاء آسيا، لكن الرؤساء التنفيذيين أرادوا نقل منتجاتهم إلى الخارج.
وأوضح فيجين أن الشركة كان لديها بعض الأعمال السياحية عبر الحدود من عملاء يسافرون خارج الصين، وأن التركيز الأكبر في الغالب على المكان الذي يذهب إليه السائحون الصينيون.
ودخلت "آنت" إلى أوروبا والولايات المتحدة، إذ كانت السياحة الصينية مزدهرة قبل جائحة "كوفيد-19" عبر منصة الدفع الرقمي "علي باي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتسعى شركة "آنت" من خلال عرض "علي باي بلس" الخاص بها إلى تحقيق أقصى استفادة من الاختراق المبكر لتلك الأسواق. وقال "استفدنا من أن (علي باي) منصة مقبولة بالفعل لدى عديد من التجار حول العالم، لذا كانت إحدى خطواتنا الأولى هي تحويل هؤلاء التجار إلى تجار (علي باي بلس)، وبدلاً من مجرد قبول المحفظة، يمكنهم قبول عديد من المحافظ".
وتقوم خدمة "علي باي بلس" الآن بربط 88 مليون تاجر في 57 دولة ومنطقة بـ1.5 مليار حساب مستهلك عبر أكثر من 25 محفظة إلكترونية وتطبيقاً مصرفياً، وفقاً لشركة "آنت".
أسواق النمو
كجزء من توسع أعمالها في الخارج اشترت "آنت" حصصاً في عديد من الشركات مثل شركة المدفوعات السنغافورية "سي 2 بي 2" في عام 2022 وشركة "كاكوي باي" الكورية الجنوبية في عام 2017، ودخلت أيضاً في شراكة مع خدمات الدفع الرقمية الوطنية مثل "أس جي كيو آر" في سنغافورة، و"ديوت ناو كيو آر" في ماليزيا، و"زيرو باي" في كوريا الجنوبية في العام الماضي.
وقال مؤسس ومدير شركة "كابروناسيا الاستشارية" زينون كابرون في تقرير صدر في يناير (كانون الثاني) الماضي، "استحوذت الشركة على حصص استراتيجية في المحافظ الإلكترونية في كل اقتصاد رئيس في جنوب شرقي آسيا".
وتتوسع "آنت" أيضاً في الأسواق الناشئة مثل سريلانكا وكمبوديا، كما توسعت الشركة أيضاً في أوروبا والشرق الأوسط، إذ دخلت في شراكة مع المحافظ الإلكترونية الأوروبية "تينابا" في يوليو (تموز) من العام الماضي و"نيكسي" في فبراير (شباط) الماضي، إضافة إلى سوق دبي الحرة في الشرق الأوسط في بداية هذا العام.
وقال إن "هناك أيضاً فرص نمو في الأسواق الراسخة للشركة مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية، فعلى سبيل المثال، يستخدم كثر من الأشخاص الدفع عبر الهاتف المحمول في الصين، ولكن لا يزال عددهم أقل بكثير مقارنة بالأشخاص في البلدان الأخرى". وأضاف، "هناك مجال كبير للنمو، أعتقد أن كثيراً من الناس يفكرون فحسب باستخدام طرق الدفع التقليدية عندما يسافرون إلى الخارج". وتابع، "عندما تفكر في الأسواق الكبيرة التي تستقبل كثيراً من السياح مثل تايلاند واليابان فإن فرص نمو الدفع من خلال تطبيقات الهاتف المحمول هائلة".
من المشكلات إلى الحلول
وأصبح مستقبل "آنت غروب" في الصين غير مؤكد عندما أوقف المنظمون طرحها العام الأولي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، واضطرت أيضاً إلى إعادة الهيكلة لتصبح شركة قابضة مالية ينظمها البنك المركزي.
وبعد إعادة الهيكلة التي فرضتها الهيئات التنظيمية في الصين، والتي حدثت تزامناً مع عديد من التوترات الجيوسياسية التي أثرت في قدرتها على التوسع في أسواق معينة، عدلت "آنت" استراتيجية التوسع العالمية الخاصة بها، وكانت النتيجة هي "علي باي بلس" الذي يهدف إلى حل عوائق التشغيل البيني للمحافظ الإلكترونية.
وقال فيجين إن الشركة استهدفت أولاً البلدان ذات الكثافة السكانية الكبيرة لتوسيع قاعدة مستخدميها بسرعة، كما بحثت في الوجهات السياحية الرئيسة مثل اليابان وتايلاند وسنغافورة. وأضاف، "هذه أسواق كبيرة للأشخاص الراغبين في القدوم والزيارة، ولذلك ركزنا كثيراً على بناء تغطيتهم التجارية هناك".
