ملخص
بعد شهرين تقريباً على إعادة انتخابه يتولى بوتين البالغ 71 سنة والذي يحكم البلاد منذ قرابة ربع قرن، السلطة حتى عام 2030 في الأقل.
أدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء في الكرملين اليمين الدستورية لولاية رئاسية خامسة من ست سنوات مع سلطة مطلقة بعد قمع المعارضة وتشتتها، مؤكداً أن موسكو ستخرج "أقوى" من "مرحلة صعبة".
وقال بوتين "أقسم (...) بحماية حقوق الإنسان والمواطن وحرياته واحترام الدستور وحمايته والسيادة والاستقلال"، مؤكداً أن قيادة روسيا "واجب مقدس"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف بوتين في قاعة أندريفسكي في الكرملين، "نحن شعب متحد وعظيم، ومعاً سنتجاوز كل العراقيل (...) معاً سننتصر"، مشيراً إلى أن روسيا ستخرج "أقوى" من هذه "المرحلة الصعبة".
وتابع أن قيادة روسيا "شرف عظيم، مسؤولية وواجب مقدس".
بعد شهرين تقريباً على إعادة انتخابه في غياب مرشحين معارضين، يتولى الرئيس الروسي البالغ 71 سنة والذي يحكم البلاد منذ قرابة ربع قرن، السلطة حتى عام 2030 في الأقل.
ففي عام 2020، عدل الدستور ليتمكن من البقاء في السلطة لولايتين إضافيتين من ست سنوات، أي حتى عام 2036 عندما يكون قد بلغ الـ86 سنة.
ويأتي خطاب بوتين قبل يومين من ذكرى انتصار السوفيات على ألمانيا النازية في التاسع من مايو (أيار). وتشكل الاحتفالات بهذه الذكرى إحدى ركائز سياسة السلطة والنفوذ المنتهجة من قبل فلاديمير بوتين الذي يؤكد أنه يشن حرباً على "نازيين جدد" في أوكرانيا.
واشنطن لن تحضر حفل أداء بوتين اليمين الدستورية
وأعلنت الولايات المتحدة أنها لن ترسل أي ممثل عنها لحضور حفل أداء الرئيس الروسي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحافيين، "لن يكون لدينا ممثل في حفل تنصيبه".
ورداً على سؤال عما إذا كانت مقاطعة الولايات المتحدة لهذا الحفل تعني أنها تعد بوتين رئيساً غير شرعي، قال ميلر، "بالتأكيد لم نعد هذه الانتخابات حرة ونزيهة، لكنه رئيس روسيا، وسيظل كذلك".
وبوتين الذي يحكم روسيا منذ ما يقرب من ربع قرن دون معارضة حقيقية حصل على أكثر من 87 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في منتصف مارس (آذار) الماضي. وتزيد هذه النسبة بأكثر من 10 نقاط مئوية عن تلك التي حصل عليها بوتين في انتخابات 2018.
أزمة الأسلحة الكيماوية
بدورها، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية اليوم الثلاثاء أن المعلومات التي تلقتها حول استخدام روسيا سلاحاً كيماوياً في أوكرانيا "غير مدعومة بأدلة كافية".
وقالت المنظمة أيضاً في بيان إنها لم تتلق بعد أي طلب رسمي للتحقيق في هذه الاتهامات، بعدما اتهمت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي روسيا باستخدام "سلاح كيماوي" هو الكلوروبكرين ضد القوات الأوكرانية.
وأوضحت الناطقة باسم المنظمة إليزابيث ويتشر في بيان "روسيا الاتحادية وأوكرانيا تبادلتا الاتهامات وأبلغتا المنظمة باتهامات باستخدام أسلحة كيماوية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت "إلا أن المعلومات التي قدمت حتى الآن إلى المنظمة من جانب الطرفين وتلك التي بحوزة الأمانة العامة غير مدعومة بأدلة كافية".
لكنها أشارت إلى أن "الوضع يبقى متقلباً ومثيراً جداً للقلق حول احتمال معاودة استخدام مواد كيماوية سامة كأسلحة".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية اتهمت الأسبوع الماضي موسكو بأنها استخدمت "سلاحاً كيماوياً" هو الكلوروبكرين ضد القوات الأوكرانية في انتهاك لاتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيماوية التي دخلت حيز التنفيذ في عام 1997 ووقعتها روسيا وصادقت عليها.
واستخدمت مادة الكلوروبكرين بشكل واسع خلال الحرب العالمية الأولى كغاز خانق.
وتصفها المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بأنها "مادة مدمرة للرئة" يمكن أن تسبب تحسساً شديداً للجلد والعينين والجهاز التنفسي، فيما تحظر استخدامها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
ورفض الكرملين الاتهامات الأميركية بهذا الشأن معتبراً أن لا "أساس لها". وأكد أن "روسيا كانت وستبقى وفية لالتزاماتها بموجب القانون الدولي".
إدانة أميركية
من جانبها، دانت الولايات المتحدة أمس الإثنين "الخطاب غير المسؤول" لموسكو بعدما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء تدريبات نووية قرب أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم "البنتاغون" الجنرال بات رايدر للصحافيين رداً على سؤال عن الإعلان "إنه مثال على نوع الخطاب غير المسؤول الذي رأيناه من روسيا في الماضي. إنه غير مناسب على الإطلاق نظراً إلى الوضع الأمني الحالي". وأضاف، "لم نرَ أي تغيير في وضع قوتهم الاستراتيجية. طبعاً، سنواصل المراقبة".
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء مناورات نووية "في المستقبل القريب"، وأكد أن قواته قد تضرب أهدافاً عسكرية بريطانية في أوكرانيا "وخارجها"، قائلاً إنه يرد على تصريحات عدوانية لقادة غربيين.
ومنذ بدء النزاع في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 لمح بوتين مراراً إلى احتمال اللجوء إلى السلاح النووي.
استدعاء السفير الفرنسي
واستدعت روسيا السفير الفرنسي لدى موسكو أمس الإثنين للتنديد بسياسة باريس "الاستفزازية" في ما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا، بعد أن أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجدداً إمكانية إرسال قوات غربية للقتال فيها.
وقالت الخارجية الروسية في بيان "بسبب التصريحات العدائية المتزايدة للسلطات الفرنسية وتلقي معلومات تشير إلى تورط متزايد لفرنسا في النزاع الدائر حول أوكرانيا. استدعي السفير الفرنسي بيار ليفي". وأضافت أن الجانب الروسي "عرض تقييمه المبدئي لسياسة باريس الهدامة والاستفزازية التي تؤدي إلى تصعيد النزاع".
باريس تنفي إرسال قوات إلى أوكرانيا
ونددت فرنسا الإثنين على حساب وزارة خارجيتها على منصة "إكس" بحملة تضليل جديدة تزعم أنها نشرت جنوداً فرنسيين في أوكرانيا.
وكتبت الوزارة، "حملات التضليل حول دعم فرنسا لأوكرانيا لا تتراجع، هذا هو الدليل"، وأظهرت منشورين يدعيان أن وحدة من الفيلق الأجنبي يقودها فرنسي أرسلت للقتال إلى جانب قوات كييف. وقالت الوزارة "كلا، فرنسا لم ترسل قوات إلى أوكرانيا".
وفي الرابع من مايو الجاري ادعى موقع "آسيا تايمز" أن باريس نشرت رجالاً "لدعم اللواء الميكانيكي الأوكراني المستقل رقم 54 في سلافيانسك"، وقالت إن الجنود ينتمون إلى "فوج المشاة الثالث" التابع للفيلق.