Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يقايض شركات النفط الأميركية بمليار دولار لتمويل حملته الانتخابية

مقابل وعده المديرين التنفيذيين في "عشاء مارالاغو" بزيادة التنقيب عن الخام وإيقاف قوانين المناخ

اتخذت إدارة بايدن أكثر من 300 إجراء نحو تعزيز الصحة العامة والطاقة النظيفة (اندبندنت عربية)

ملخص

علاقات ترمب الوثيقة بصناعة النفط وعدائه للأنظمة الفيدرالية المصممة للحد من الانبعاثات التي تؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ معروفة جيداً وطويلة الأمد

عرض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب صفقة وصفت بالوقحة أمام بعض كبار مسؤولي النفط في الولايات المتحدة الشهر الماضي، بعدما اقترح المرشح الرئاسي للانتخابات الأميركية المقبلة أن يحصل على مليار دولار من مسؤولي شركات النفط لتمويل حملته الانتخابية وعودته للبيت الأبيض.

وفي المقابل تعهد ترمب أمامهم حال عودته رئيساً لأميركا بفك القيود وتعليق اللوائح البيئية التي وضعها منافسه الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، وفقاً لتقرير صادم لصحيفة "واشنطن بوست".

وبحسب الصحيفة الأميركية فقد أدلى ترمب بتصريحات مذهلة وصفتها بـ "الصريحة"، خلال حفل عشاء في منزله وناديه في مارالاغو.

وأمام أكثر من 20 مسؤولاً تنفيذياً من شركات "شيفرون" و"إكسون" و"أكسيدنتال بتروليوم"، وعد ترمب الحضور بزيادة عمليات التنقيب عن النفط في خليج المكسيك وإزالة العقبات التي تعترض التنقيب في القطب الشمالي في ألاسكا، علاوة على إلغاء القواعد الجديدة المصممة للحد من تلوث السيارات، إلى جانب إلغاء قرار إدارة بايدن في يناير (كانون الثاني) الماضي والخاص بإيقاف تصاريح تصدير الغاز الطبيعي الجديدة، والتي ندد بها باعتبارها "قنابل مناخية".

تأثير المال في السياسة

تحذير ترمب للمسؤولين التنفيذيين في مجال النفط بأنهم أثرياء بما يكفي لضخ مليار دولار في صندوق حملته الانتخابية علاوة على تعهده بالتراجع عن جهود بايدن لمكافحة أزمة المناخ كانا محل استنكار فوري من قبل المجموعات البيئية، وعن ذلك قال العضو في رابطة "ناخبي الحفاظ على البيئة" بيت مايسميث، إن "مليار دولار لترمب تمثل مستقبلاً مناخياً مدمراً لبقيتنا".

من جهتها قالت عضو منظمة "قوة المناخ" كريستينا بوليزي لصحيفة "غارديان" إن "ترمب يعرض مستقبل الكوكب للبيع"، مضيفة أنه "في جيوب شركات النفط الكبرى بعد أن منحهم إعفاءات ضريبية بقيمة 25 مليار دولار خلال فترة ولايته الأولى"، مشيرة إلى أنه "أصبح من الواضح الآن أنه على استعداد للقيام بكل ما تريده شركات النفط الكبرى خلال فترة ولاية ثانية محتملة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلى ذلك أثار الحوار الذي أجراه الرئيس السابق مع عمالقة الوقود الأحفوري قلق المجموعات التي تراقب تأثير المال في السياسة، فقال عضو منظمة "مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق" جوردان ليبويتز، وهي هيئة رقابية حكومية غير حزبية، إن "الحديث كما ذكرت الصحيفة يبدو بالتأكيد إلى حد كبير أنه مقايضة".

ووصف ليبويتز اللقاء بأنه صارخ قائلاً إن "السياسيين غالباً ما يلمحون ويغمزون"، مستدركاً "لكن لا يقولون صراحة اجمعوا لي مليار دولار وسأتخلص من اللوائح التي تريدونها"، مضيفاً أن "منظمته تبحث الآن إذا كان هذا الحديث يرقى إلى المستوى القانوني العالي للرشوة".

علاقة ترمب الوثيقة بصناعة النفط

علاقات ترمب الوثيقة بصناعة النفط وعداؤه للأنظمة الفيدرالية المصممة للحد من الانبعاثات التي تؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ معروفة جيداً وطويلة الأمد، ومع ذلك وقبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية، فإنه يكثف جهوده لجذب التبرعات لحملته الانتخابية من القطاع، وإلى جانب أن أداء ترمب قوي في استطلاعات الرأي بعد حصوله على ترشيح الحزب الجمهوري بصورة شبه مؤكدة، فغالباً ما يتقدم بفارق ضئيل على جو بايدن في استطلاعات الرأي للسباق الرئاسي، بما في ذلك الأداء القوي في الولايات المتأرجحة الرئيسة التي تعتبر حيوية لفرص أي مرشح في الفوز، بينما يأتي أداء ترمب القوي على رغم مجموعة كبيرة من المشكلات القانونية، بما في ذلك محاكمته حالياً في نيويورك بسبب دفع أموال مزعومة لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز.

من جانبهم كان المسؤولون التنفيذيون في شركات النفط الكبرى يستعدون لولاية ثانية محتملة لترمب بصياغة أوامر تنفيذية مصممة لتكون جاهزة للتوقيع بمجرد عودته لمنصبه، وذكرت صحيفة "بوليتيكو" هذا الأسبوع أن المديرين التنفيذيين تعاونوا معاً لإنتاج سياسات جاهزة في شأن زيادة صادرات الغاز الطبيعي وعمليات الحفر وتمديد عقود إيجار النفط البحري.

ويسلط التفاعل بين ترمب وشركات النفط العملاقة مع اقتراب الانتخابات الضوء على الفجوة الواسعة بين الرئيس السابق والحالي للبيت الأبيض، ووفقاً لتحليل أجرته مجموعة من المجموعات البيئية بما في ذلك "سييرا كلوب" و"إل سي في"، فقد اتخذت إدارة بايدن أكثر من 300 إجراء نحو تعزيز الصحة العامة والطاقة النظيفة أكثر من أية إدارة أخرى في تاريخ الولايات المتحدة.

وتضمنت هذه التدابير أول تشريع رئيس في شأن المناخ، وهو قانون الحد من التضخم، الذي حفز الاستثمار القياسي في الطاقة النظيفة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وزيادة مبيعات السيارات الكهربائية.

وتشهد انبعاثات الطاقة في الولايات المتحدة انخفاضاً بطيئاً بنحو ثلاثة في المئة هذا العام، ومع ذلك تستخرج البلاد كميات من النفط والغاز أكبر من أي وقت مضى، إذ تصل إلى ما يقارب 13 مليون برميل من النفط الخام يومياً، وهو أكثر من ضعف مستويات الإنتاج قبل عقد من الزمن.