ملخص
أطلق مؤشر "إي 2 إي" لأفضل 100 مؤسسة بريطانية تقودها نساء في عام 2024. التصنيف في هذه القائمة جاء بناءً على معدلات نمو أرباح هذه المؤسسات خلال الأعوام الثلاثة السابقة
في مجتمع يتسم بتمييز جنسي متجذر يمثل لقاء سيدة أعمال ناجحة فرصة ممتعة ونادرة. إلا أن الأمر الأكثر ندرة من ذلك هو توافر فرصة مقابلة 6 من رائدات الأعمال في آن واحد، والاستماع لقصصهن الملهمة، وهن يشاركن رحلتهن المهنية في سعيهن نحو النجاح. Top of Form
تسنت لي فرصة حضور مناسبة إطلاق "مؤشر ’إي 2 إي’ لأفضل 100 مؤسسة تقودها نساء في عام 2024" E2Exchange (E2E) Female Track 100 for 2024 بالتعاون مع "اندبندنت". وقد كشفت "إي 2 إي" - وهي منظمة لشبكات الأعمال والتوجيه - عن القائمة الرسمية للشركات الخاصة الـ100 الأسرع نمواً في المملكة المتحدة التي تقودها أو قامت بتأسيسها نساء. وقد تم تحديد التصنيف في هذه القائمة بناءً على معدلات نمو أرباح هذه المؤسسات خلال الأعوام الثلاثة السابقة.
كان هذا الإصدار الافتتاحي لـ"المؤسسات الـ100 الأفضل أداءً" Track 100 لهذه السنة. وسيتم في الإجمال الكشف عن 6 جداول يركز كل منها على مقاييس مختلفة مثل الربحية، وخلق فرص عمل، ومستوى الصادرات. هذه التصنيفات يتم جمعها بدقة بواسطة مؤسستي "إكسبيريان" Experian و"غو لايف داتا" Go Live Data (اللتين تقدمان معلومات وتحليلات عن الشركات والمؤسسات التجارية).
وتأتي في طليعة الأسماء المدرجة على قائمة الأفضل نجاحاً، السيدة دارينا غارلاند المؤسسة المشاركة والرئيسة التنفيذية المشاركة لمؤسسة "أوني" Ooni لأفران البيتزا المحمولة، التي حققت زيادة مذهلة في الأرباح بنسبة 88 في المئة. تليها السيدة أليسون دوهيرتي الرئيسة التنفيذية لـ"شركة سارة رايفن المحدودة للمطابخ والحدائق" Sarah Raven’s Kitchen & Garden Limited، مع زيادة في أرباحها بنسبة 83 في المئة، والسيدة فتيحة بيغوم المؤسسة المشاركة والمديرة التنفيذية لشركة "دير إنترناشيونال لتكنولوجيا الطاقة" Dare International Energy Technology، التي حققت نمواً بنسبة 81 في المئة (للاطلاع على القائمة كاملة يرجى النقر هنا).
وفي إطار إطلاق القائمة، ترأست لجنة تضم بعض النساء المتميزات من "مؤشر ’إي 2 إي‘ لأفضل 100 مؤسسة تقودها نساء" وهن: إيما بانكس الرئيسة التنفيذية لشركة "راماركيتنغ" Ramarketing المتخصصة في تسويق علوم الحياة، وأنجي ما المؤسسة المشاركة لشركة "كوليدج إي آي" College AI التي تقدم استشارات تطبيقية في مجال "الذكاء الاصطناعي"، وجوليانا ديلاني من مؤسسة "كونتينيوم" Continuum التي تروج لمناطق جذب الزائرين، والسيدتان بيبا بيغ وجنيفر ساندبرغ من شركة "بورد إنتليجانس" Board Intelligence، التي تقدم الخدمات الاستشارية والدعم لمجالس الإدارة وفرق القيادة التنفيذية.
استمعنا في البداية لشاليني خيمكا المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة "إي 2 إي"، التي أشارت إلى أن "هناك كثير مما يمكن قوله عن انضمام نساء إلى مجالس إدارة الشركات، ومبادرات مثل "نادي الـ30 في المئة" %30 Club (وهي حملة دولية تهدف إلى زيادة عدد النساء في مجالس إدارة الشركات وقياداتها التنفيذية). إلا أن تركيزنا الحقيقي ينصب على تمكين النساء من إطلاق أعمالهن الخاصة وقيادتها". شاليني قدمت بعض الإحصاءات التي جاء فيها أن 18 في المئة فقط من النساء يفكرن في ريادة الأعمال، وأن هناك مليوناً و620 ألف امرأة يعملن لحسابهن الخاص في المملكة المتحدة. وأوضحت أنه في عام 2023، أسست النساء في بريطانيا 150 ألف شركة جديدة، وبلغ الأثر الاقتصادي لزيادة توظيف الإناث في عام 2023 نحو 201 مليار جنيه استرليني (253 مليار دولار أميركي)، ما يمثل 6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وأضافت أنه "من خلال تسليط الضوء على المساهمات الرائعة لرائدات الأعمال، فإن قائمة ’إي 2 إي لأفضل 100 مؤسسة تقودها نساء‘ لا تحتفل بالإنجازات فحسب، بل تدعو أيضاً إلى الاعتراف بالنساء ومعاملتهن على قدم المساواة في عالم الأعمال".
إيما بانكس الرئيسة التنفيذية لشركة "راماركيتنغ"، تحدثت عن تجربتها في العمل في قطاع الأدوية الذي قالت إنه يهيمن عليه الذكور في الغالب. وروت حادثة وقعت قبل 12 عاماً، عندما تمت دعوتها إلى "أولمبياد الأعمال البريطاني" British Business Olympics، وتحديداً الحدث المتعلق بقطاع الأدوية. وأشارت إلى أنها "لم تكن تمثل أقلية وفقاً لمنطقتها الجغرافية باعتبارها من الشمال فحسب، بل أيضاً وفقاً لجنسها بصفتها المرأة الوحيدة في منصب مديرة تنفيذية". وعدت أنها كانت "تستوفي كلا المعيارين في وقت واحد". وتقول: "شاركت في اللقاء الذي طغى عليه لون البزات الرمادية، حاولت خلالها البحث بجهد عن قلة من النساء الحاضرات. وفي تفاوت صارخ كانت هناك 5 منهن فقط في مقابل 120 رجلاً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تناولت إيما تجربة أخرى مرت بها عندما كانت تسعى إلى الحصول على تمويل لشركتها السابقة. وتقول: "وجدت نفسي أخوض في اجتماعات يهيمن عليها الذكور، ولم يكن في وسعي إلا أن أتساءل عما إذا كان عدم نجاحي يرجع إلى كوني امرأة".
الحل الذي اختارته جوليانا ديلاني من مؤسسة "كونتينيوم" كان متطرفاً: فقد حاولت التصرف كرجل من خلال ارتداء بدلة مع سروال، وشراء نظارات غير ضرورية كي تبدو بمظهر أكثر جدية. مع ذلك، تقول إنها أدركت تدريجاً "عدم جدوى ما كنت أقوم به". ورأت أن احتضان هويتها كامرأة واستخدام النهج الأنثوي في العمل كان أكثر فاعلية. تخلت عن البدلة والنظارات، وقررت أن تحظى بالاحترام بشروطها الخاصة. وتقول في هذا الإطار: "توقفت عن محاولة تأكيد الهيمنة لدى دخولي إلى غرفة الاجتماعات، وهو السلوك الذي لاحظته لدى كثير من الرجال، وقد نجح الأمر".
وتشير جوليانا إلى أن الأمور تغيرت منذ ذلك الحين، معتبرة أن المرأة لم تعد تشعر بأنها في حاجة إلى الامتثال للمعايير الذكورية التقليدية في عالم الأعمال. وأضافت: "نحن الآن نتبنى منظوراً أوسع للمسائل التجارية، وعلينا أن نفخر بذلك. لم أعد أدافع عن المساواة، بل عن التكافوء. وفي الواقع أنا أستمتع بالتحدث عن قدرات المرأة على التفوق في الأعمال، وأعتقد حقاً بأننا نحقق تفوقاً".
بيبا بيغ وجنيفر ساندبرغ من شركة "بورد إنتليجانس"، لديهما وجهة نظر مختلفة بعض الشيء. فبناءً على خبراتهما في العمل في "الحي المالي" أو مركز المال والأعمال في لندن، فهما تعتبران أن هذا المركز معروف بأجوائه التنافسية والتمييزية في كثير من الأحيان. وعلى رغم مواجهة التحدي المتمثل في أن ينظر إليهما على أن "وجودهما رمزي كسيدتين" في الاجتماعات، إلا أنهما لا تستاءان ولا تدعان هذا الأمر يشكل رادعاً لهما، طالما أنه يتيح لهما فرصة الدخول إلى غرف الاجتماعات تلك. وبعد ذلك، تقومان بإبراز مهاراتهما والفوز في نهاية المطاف بصفقات تجارية. وتدعو بيبا النساء إلى "تقبل الاختلاف، والاحتفاء به، واستخدامه لتحقيق مصالحهن المهنية".
خلال الأزمة المصرفية، عدت السياسية في حزب "العمال" البريطاني المعارض هارييت هارمان - وإن كان ذلك وسط سخرية واسعة النطاق - أنه لو كانت النساء على رأس البنوك، لكان من الممكن تجنب وقوع العالم في شبه انهيار، وما كانت المصارف لتواجه مثل تلك الفوضى. ومن خلال التفكير في ما قالته، توصلت إلى استنتاج مفاده أن وجهة نظرها كانت صائبة. فالعدوانية التي يحركها الذكور والتي يغذيها لديهم هرمون التستوستيرون، أسهمت برأيي في انحراف كثير من الشركات عن مسارها.
وقد التقت الآراء لدى مجموعة النساء على أن الرجال الذين يصلون إلى مناصب عليا، غالباً ما يشعرون بأنهم في حاجة لإثبات أنفسهم باستمرار، في حين تميل النساء في أدوار مماثلة إلى إظهار صفات أكثر تعاطفاً ودعماً. وأضافت جوليانا لمسة من الفكاهة الصادقة إلى النقاش من خلال الإشارة إلى أن الوقت قد حان للمرأة لتقديم يد الدعم للرجال.
ورأت إيما وأنجي أن النساء يختلفن في جانب حيوي وهو أنهن أقل خوفاً من الرجال لجهة التواصل وطلب المساعدة عند الحاجة. وقالت أنجي إنها شعرت بأن النساء كن أكثر انفتاحاً على مشاركة مشكلاتهن وتجاربهن مع بعضهن البعض، في حين أن الرجال كانوا أكثر حذراً وتردداً في الاعتراف بضعفهم.
وفي سنة الانتخابات في بريطانيا، حرصت هؤلاء القائدات على مخاطبة المتنافسين السياسيين (وهم إلى حد كبير من الذكور)، وحضهم على الامتناع عن التدخل غير الضروري في مجال الأعمال. وطالبن الحكومة المقبلة بالتركيز على تقليل العقبات البيروقراطية، والحد من التدخل في مسار الأعمال، وضمان تزويد الشباب بالمهارات اللازمة للمستقبل. وتلخص جوليانا مواقفهن بالقول: "فقط دعوا الشركات تزاول أعمالها بسلاسة. تنحوا جانباً. وتوقفوا عن إملاء ما يجب علينا أن ندفعه من أجور للعاملين، وعن تقديم التعليمات في ما يتعلق بإجراءات الموارد البشرية. ببساطة اسمحوا للشركات بأن تتولى بفاعلية إدارة نفسها بنفسها".
ما يمكن قوله أخيراً هو أن هؤلاء النساء أثبتن أنهن مجموعة تستحق التقدير والثناء. وقد وجدت نفسي على نحو متزايد، آمل في أن يقمن بترشيح أنفسهن للانتخابات، وتولي إدارة البلاد، بدلاً من الاكتفاء بقيادة الشركات.
© The Independent