ذاع صيت العولمة أنها تزيد نسبة المساواة بين الجنسين داخل مكان العمل لكن ما لا يُعرف بالدرجة نفسها هو سبب هذا الوضع وسواء توزعت منافعه بالتساوي أم لا.
وقد وجد تقرير جديد أصدرته جامعة فيينا للعلوم الاقتصادية والأعمال أن الشركات العاملة في التصدير أو تلك التي تملكها شركات أمّ في الخارج توظف نسبة أكبر من النساء في مناصب دائمة بدوام كامل مقارنة بالشركات التي تعمل في الأسواق المحلية فقط.
ووجد الباحثون أن هذا الأمر ينطبق بشكل خاص على شركات التصدير التي تستعين بعملاء في بلدان تزيد فيها نسبة المساواة بين الجنسين- حيث يوظف هذا النوع من الشركات موظفات أكثر بنسبة ستة إلى سبعة في المئة.
وقالت البروفسورة أليسا شينباوم التي أجرت الدراسة "ما نراه هنا هو عملية "التسابق نحو القمة" أي أن الشركات تعتمد ممارسات توظيف فيها مساواة أكثر مقارنة بشركات غير عالمية حين تتعامل تجارياً مع اقتصادات فيها مساواة أكثر بين الجنسين. وليس هناك ما يشير، على ما يبدو، إلى تسابق نحو الأسفل، أي بعبارات أخرى، لا يُستورد التفاوت بين الجنسين من طريق الروابط التجارية مع الدول التي ليس فيها مساواة بين الجنسين".
"وتكمن أهمية هذه النتائج في أنها تظهر كيف تشكل التجارة وسيلة انتقال المعايير الجندرية بين البلدان. لكننا نرى أنه بالنسبة إلى الوظائف المرموقة أكثر، يتطلب الأمر أكثر من التعرض إلى معايير المساواة من خلال التجارة من أجل ترقّي مزيد من النساء في مناصب إدارية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت أليساندرا بونفيليولي، وهي خبيرة في الاقتصاد الكلي في كلية كوين ماري التابعة لجامعة لندن ولم تشترك بالدراسة، لـ"اندبندنت "إن هذه النتائج مُلفتة.
وأضافت البروفيسورة "يروق لي التفكير في أن العولمة تجلب معها فرصاً لإغلاق الفجوة بين الجنسين. لكنني أجريت دراسة مؤخراً تركز على بيانات ألمانية توفر معلومات مفصلة للغاية، وهي توضح صورة أكثر دقة في درجات الاختلاف. فبعد مقارنة الموظفين النساء والرجال العاملين في الشركة نفسها والذين يتشاركون الخصائص نفسها مثل الخبرة ودرجة التعليم والعمر، نرى أن زيادة حجم صادرات الشركة تؤدي إلى زيادة في رواتب الموظفات الإداريات مقارنة بزملائهم بينما تقلص رواتب العاملات اليدويات".
"وهذه إشارة إلى أن العولمة تجلب معها فرصاً للنساء، إنما فقط اللواتي منهنّ يشغلن مناصب تتطلب درجة معينة من التعليم ومهارات التفاعل. وهذا ما يتوافق مع المفهوم القائل إن العولمة في صالح النساء اللواتي لديهنّ ميزة تفاضلية في العمل في مناصب تتطلب التفكير والتفاعل".
وقالت البروفيسورة بونفيليولي إنه من غير الواضح بعد كيف ستؤثر بريكست في هذه المواضيع وإن وقعها عليها يعتمد على تأثيرها في "الأفضلية النسبية في بريطانيا في القطاعات التي تحتاج إلى المهارات "النسائية" أكثر من غيرها".
وأضافت "بشكل عام، إذا تراجع حجم التجارة على المدى القصير، أتوقع أن تكبر الهوة بين الجنسين، أقله في صفوف الموظفين الإداريين، لأن التجارة مع الاتحاد الأوروبي تتركز بشكل خاص على قطاعات فيها نسبة كبيرة من العاملين في الإنتاج غير المباشر. لكن قد يتبين أن دور النساء حيوي لاستمرار التعامل التجاري مع العملاء الأجانب، وفي هذه الحال، قد تظهر بعض الفرص من أجل ردم الهوة الجندرية".
© The Independent