Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توحيد الزي المدرسي يقلق التلاميذ وأسرهم في بريطانيا

بالتوازي مع تذمر أولياء الأمور من اضطرارهم على مضض شراء أحذية "نايك" السوداء التي لا بد من اقتنائها لصغارهم، تأتي الشروط الصارمة بإلزامية "الأحذية المدرسية حصراً" وتجلب معها مزيداً من الأسى للأهالي الذين يعانون صعوبات كبيرة أصلاً

لماذا توبخ الأمهات لانتعال أولادهن أحذية رياضية سوداء إلى المدرسة؟ (كورنيش غارديان/ SWNS.com)

ملخص

المدارس تضع مزيداً من الضغط على أولياء التلامذة بفرض عليهم شراء أحذية خاصة بالزي المدرسي إضافة إلى الأحذية الرائجة بين الأطفال.

لماذا توبخ الأمهات لانتعال أولادهن أحذية رياضية سوداء إلى المدرسة؟ منعت إحدى المدارس الثانوية طلابها من انتعال الأحذية الرياضية في حملة إجراءات صارمة لتوحيد الزي المدرسي – بعد أن تذمر بعض أولياء الأمور من الضغط الذي مارسه عليهم أولادهم لشراء حذاء "نايك إير فورس 1أس" Nike Air Force 1s الذي يبلغ سعره 69.99 جنيه استرليني (87.8 دولار).

على غرار عديد من العلامات التجارية الشهيرة المتوفرة بأسعار مقبولة، تتمتع "نايك" Nike بلائحة طويلة من الأحذية السوداء الخاصة بموسم العودة إلى المدرسة. ومن بين القطع الأكثر مبيعاً، "نايك إير ماكس بلاس" Nike Air Max Plus الذي يكلف 109 جنيهات استرلينية (136 دولاراً) لزوج الأحذية الواحد. ومع ذلك، على رغم الكلف المرتفعة، تتوقع إحدى المدارس الثانوية في شرق ساسيكس من أولياء الأمور إنفاق المال على زوج حذاء آخر أيضاً بعد إخبارهم بالطبع أنهم لم يكونوا "أذكياء" بما فيه الكفاية (عند شرائهم الحذاء الرياضي في الأساس).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أدرك حق الإدراك ما تبدو عليه محاولة الالتفاف على قواعد الزي المدرسي، فغالباً ما ينتهي الموضوع بشكل سيئ. ما إن تسمعوا العبارة التالية "ارتداء الحذاء المناسب" تدركون عندها بأن مدير المدرسة أعلن الحرب عليكم، بيد أن المعايير والتوقعات (من دون الكلف الباهظة) التي توضع على كاهل الأهل منافية للمنطق والعقل.

في الحقيقة، عندما يتعلق الأمر بولدي، ليس بوسعي مجاراة الرسائل الإلكترونية المتعددة حول سياسات الزي المدرسي. وغالباً ما ينتهي بي الأمر في متاجر باهظة مثل "تروترز" Trotters لابتياع أحذية "ستارت رايت" Start Rite الكلاسيكية والقديمة التصميم باللون الكحلي لأنها بيعت بالكامل ونفدت من متاجر أخرى. هذا مثال عن مدى اليأس الذي أشعر به وأنا أسعى إلى تجنب الوقوع في المشكلات عند الوصول إلى المدرسة.

تكلف تلك الأحذية نحو 60 جنيهاً استرلينياً (75 دولاراً) للزوج الواحد وهو أمر صادم. ومن ثم فهي تدوم طويلاً (مما يجعلها تستحق سعرها)، ولهذا أبتاع منها أحذية بقياسات أكبر مما تنتعل طفلتاي اللتان بالكاد تتمكنان من السير بها في خط مستقيم قبل أن تصبح قياسات قدميهما مناسبة لتلك الأحذية.

تشكل سياسة الزي المدرسي نقمة في حياة غالبية أولياء الأمور. وفي المدرسة الابتدائية التي ترتادها ابنتي في غرب لندن، يمنع التلاميذ من ارتداء الملابس الرياضية إلى المدرسة. وبقدر ما مارسنا ضغطاً على المدير – لأن تغييرها يستغرق نصف الدرس – فلم يسمح لنا بذلك وكأنه في حالة تأهب دائمة لزيارة مفاجئة من مكتب المعايير في التعليم وخدمات المهارات والأطفال (أوفستيد). الأمر كله يتعلق بالمظاهر.

كما تتوقع مدرسة ابنتي من أولياء الأمور شراء الزي المدرسي من موردين رسميين باهظي الثمن مع ضرورة وجود شعار المدرسة على الكنزات والسترات والقمصان الرياضية. وفي المقلب الآخر، يفلت الأهالي الآخرون من ذلك ويشترون الزي المدرسي من رفوف متاجر السوبرماركت، فلمَ لا نستطيع نحن أيضاً أن نفعل مثلهم؟

وتتوالى لائحة القواعد التي لا تنتهي: جوارب قصيرة بيضاء في الصيف وجوارب طويلة باللون الكحلي في الشتاء. انتبهوا من خلط الفساتين الصيفية مع الجوارب الكحلية! حتى وإن كانت غالبيتنا نحن الأمهات في صراع دائم أو هرب مستمر خلال إيصال أولادنا إلى المدرسة. وبسبب التهديد المستمر للقمل، يجب ربط الشعر الطويل وإلا ستتهمون بأنكم ناقل محتمل للعدوى التي تصيب الشعر وسيرمقكم الجميع بنظرات الاحتقار والاستهجان بعد التقاطكم تلك الحشرات الصغيرة في فروة رأسكم.

في إحدى المرات، أرسلت ابنتي إلى المدرسة وهما ترتديان قمصاناً رسمت عليها الغزلان في اليوم الخطأ ظناً مني أنه كان اليوم الخاص بقمصان عيد الميلاد. فطلب مني العودة إلى أدراجي فوراً وإلباسهما الزي المدرسي المناسب وإلا ستبدوان بأنهما في غير مكانهما.

ومع ذلك، ليس هذا شيئاً على الإطلاق مقارنة بمدرسة "ويذربي" في منطقة نوتينغ هيل، التي كانت المدرسة الإعدادية التي ارتادها الأميران وليام وهاري، إذ تزود الأمهات بلائحة لتعليقها على الثلاجة بهدف تذكيرهن بسياسة الزي المدرسي اليومي.

وفي هذا الإطار، أخبرتني إحدى الأمهات العاملات أنه إضافة إلى لائحة الزي المدرسي الطويلة، يطلب من التلاميذ ارتداء أحذية مختلفة بحسب اليوم: "أحذية قماشية بيضاء يومي الإثنين والأربعاء وأحذية رياضية أيام الجمعة وأحذية سوداء يومي الثلاثاء والخميس".

يبدو الأمر كالجحيم. ما لم تكن الأم تملك جيشاً من المربيات تحت تصرفها، فإن ذلك سيكون أكثر إرهاقاً من اختبار الصف السادس (عندما يكون الطفل يبلغ 10 أو 11 عاماً في إنجلترا).

ارتدت مدرسة ثانوية خاصة في لندن إذ لم نكن نرتدي زياً مدرسياً، وكانت والدتي تحب فكرة التفرد. ولكن في أيامنا هذه، مع بلوغ كلفة الأقساط المدرسية مستويات صاروخية وذهاب الأولاد إلى المدرسة بملابس من علامة "ميني روديني" Mini Rodini أو "غوتشي"، أشكر الله على نعمة عدم اضطرار ابنتي إلى مواكبة الموضة الباهظة في الصف.

أعتقد أن المبدأ الأساس خاطئ تماماً! يتوقع منا أن نلبس بناتنا إلى المدرسة كما لو أنهن "زوجات ستيبفورد" المستقبليات (ربات المنزل المثاليات) اللاتي يبدون جميعهن أنيقات ومتشابهات إلى حد كبير. لماذا؟

إلى أي مدى ستصل المدارس في سياسات الزي الرسمي التي تعتمدها؟ وماذا عن الأولاد الذين يجلبون معهم إلى المدرسة عبوات مياه بنكهة البطيخ يبلغ سعرها 50 جنيهاً استرلينياً (62.7 دولار)؟ هل يجب حظرها أيضاً إلى جانب الأحذية الرياضية الشهيرة؟

أليس هنالك أموراً أهم من "ارتداء الحذاء المناسب" التي يجب القلق حيالها؟ تخبرني صديقتي التي يرتاد ابنها مدرسة ثانوية في "غيلدفورد" أن مدرسة ابنها "لا تعتمد سياسة معينة في ما يتعلق بالأحذية". "هذا رائع!" تقول لي. "ليسوا مضطرين إلى انتعال أحذية سوداء حتى".

أما الذين يقولون إن الزي المدرسي هدفه الحفاظ على المساواة بين جميع الأولاد والحد من التنافس... فجوابي هو التالي: حتى وإن كان بوسع ابنتي ارتداء أحذية رياضية إلى المدرسة وإن كان أولاد آخرون ينتعلون أحذية أغلى من تلك التي اشتريتها أنا، أقول لهم بأن هذه هي الحياة وعليكم الاعتياد على ذلك.

من يبالي إن كانت نقشة القماش "باللون الأزرق الخطأ" أو إن كنت أرسلت مع لولا الحذاء الرياضي الزهري، اللون الذي ترتديه خلال عطلة نهاية الأسبوع لأنني أضعت الحذاء الأبيض اللون الخاص بالمدرسة؟ نملك كلنا أموراً أهم للتفكير بها كالتأكد من أن أولادنا سعداء ومتعلمون. أعطونا بعض المساحة وفترة استراحة من قوانينكم وقواعدكم. أعتقد أن غالبية الأمهات توافقنني الرأي بأن هذه يجب أن تكون السياسة المدرسية الجديدة التي نتبعها.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات