ملخص
أكدت الأمم المتحدة أنها أبلغت إسرائيل بتحرك مركبة تقل موظفين تابعين للمنظمة الدولية قبل تعرضها لإطلاق نار في رفح جنوب غزة مما أدى إلى مقتل موظف هندي.
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الثلاثاء، أن نحو 450 ألف شخص نزحوا من رفح في جنوب قطاع غزة منذ نشرت إسرائيل أوامر إخلاء في السادس من مايو (أيار) الجاري.
وقالت الوكالة عبر حسابها على منصة "إكس"، "تقدر الأونروا أن ما يقرب من 450 ألف شخص نزحوا قسراً من رفح منذ السادس من مايو الجاري" من دون أن تحدد إلى أين توجهوا. وأشارت المنظمة الأممية إلى "استمرار العائلات بالفرار بحثاً عن الأمان... يواجه الناس الإرهاق والجوع والخوف".
استهداف مركبة أممية
وأكدت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أنها أبلغت السلطات الإسرائيلية بتحرك المركبة التي كانت تقل موظفين تابعين للمنظمة الأممية التي تعرضت لإطلاق نار في رفح في جنوب قطاع غزة، الإثنين، مما أدى إلى مقتل موظف هندي.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت، أمس الإثنين، مقتل أحد عناصر الأمن التابعين لها في هجوم على مركبة في غزة، وهي الحادثة الأولى التي تشهد مقتل موظف دولي في المنظمة في قطاع غزة منذ بدء الحرب قبل أكثر من سبعة أشهر.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة رولاندو غوميز خلال مؤتمر صحافي، إن الموظف القتيل مواطن هندي.
وأعربت بعثة الهند لدى الأمم المتحدة في نيويورك عن حزنها العميق. وقالت "نشعر بحزن عميق لفقدان الضابط وايبهاف كالي الذي كان يعمل في إدارة شؤون السلامة والأمن التابعة للأمم المتحدة في غزة".
وبحسب غوميز، فإن موظفاً ثانياً تابعاً لنفس الإدارة كان في المركبة عند الهجوم وأصيب، مشيراً إلى أنهما كانا في طريقهما إلى المستشفى الأوروبي في رفح عندما أصيبت مركبتهما.
وأوضح غوميز "تقوم الأمم المتحدة بإبلاغ السلطات الإسرائيلية بحركة جميع قوافلنا، هذه هي الحال في أي مسرح عمليات وهذا إجراء تشغيلي معتمد".
وبحسب غوميز "هذا ينطبق على الأمس (الإثنين)، أبلغناهم، وكانت المركبة تحمل وسماً واضحاً للأمم المتحدة". وأضاف المتحدث باسم الأمم المتحدة "هذا دليل واضح على أنه لا يوجد مكان آمن في غزة في الوقت الحالي".
وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إن "التحقيق الأولي الذي أجري يشير إلى أن المركبة أصيبت في منطقة قتال نشطة".
وأكد الجيش أنه "لم يكن على علم بمسار المركبة"، مشيراً إلى أن "الحادثة قيد المراجعة" من دون تحديد الجهة التي تقف وراء الهجوم.
وفقاً لغوميز، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى إجراء تحقيق شامل. وأضاف "بالطبع نريد المساءلة وهذا هو الهدف النهائي للتحقيق، العاملون في المجال الإنساني ليسوا أهدافاً لذا يجب وضع حد لمثل هذه الهجمات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتفيد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بأن 188 من موظفيها المحليين من أصل 13 ألف موظف في قطاع غزة، قتلوا خلال الحرب.
وعبر حسابه على منصة "إكس"، كتب المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني "لا يوجد أحد آمن في غزة بمن في ذلك عاملو الإغاثة".
إحصاءات قتلى غزة "صحيحة"
بدورها، عبرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، عن ثقتها الكاملة في إحصاءات وزارة الصحة في قطاع غزة لعدد القتلى، قائلة إن الوزارة تقترب بالفعل من تأكيد هذا العدد، وذلك بعد أن شككت فيه إسرائيل.
وحدثت وزارة الصحة في القطاع، الأسبوع الماضي، تحليلها لإجمالي عدد القتلى البالغ نحو 35 ألفاً. وقالت، إنه تم التعرف بشكل كامل على هويات نحو 25 ألفاً منهم حتى الآن، وأكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
وأثار ذلك ادعاءات من إسرائيل بعدم الدقة إذ سبق وذكرت السلطات الفلسطينية أن أكثر من 70 في المئة من القتلى من النساء والأطفال. وأعادت وكالات الأمم المتحدة نشر هذه الأرقام نقلاً عن مصدرها.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير في مؤتمر صحافي في جنيف "لا يوجد خطأ في البيانات. لا تزال البيانات الإجمالية (أكثر من 35 ألفاً) كما هي". وأضاف "حقيقة أن لدينا الآن 25 ألف شخص تم التأكد من هويتهم هي خطوة إلى الأمام".
واستناداً إلى ما استخلصه من الاطلاع على أحدث البيانات الفلسطينية، قال إن نحو 60 في المئة من القتلى من النساء والأطفال، ولكن من المرجح أن تندرج عديد من الجثث المدفونة تحت الأنقاض ضمن هذه الفئات عندما يتم التعرف عليها في نهاية المطاف.
وأضاف أن من "الطبيعي" أن يتغير عدد القتلى خلال الصراعات، مذكراً بأن إسرائيل خفضت عدد القتلى جراء هجمات حركة "حماس" إلى 1200 بعد عمليات التحقق.
أما المتحدثة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة ليز ثروسل فأكدت خلال نفس المؤتمر الصحافي "نتحدث بشكل أساسي عن 35 ألف شخص لقوا حتفهم، وحياة كل إنسان مهمة حقاً، أليس كذلك؟ ونعلم أن كثيرين من هؤلاء هم من النساء والأطفال، فضلاً عن آلاف (آخرين) في عداد المفقودين تحت الأنقاض".
عودة إسرائيلية إلى الشمال
بعد مرور سبعة أشهر على اندلاع الحرب، عادت القوات الإسرائيلية للقتال في مناطق بشمال قطاع غزة يفترض أنها طهرتها قبل أشهر، مما يسلط الضوء على الشكوك المتزايدة إزاء هدف القضاء على "حماس" الذي تعلنه حكومة بنيامين نتنياهو.
وبينما بدأت الدبابات في التوغل داخل مدينة رفح جنوباً، حيث يقول الجيش الإسرائيلي، إن آخر أربع كتائب كاملة تابعة لـ"حماس" متحصنة هناك، يدور قتال عنيف في منطقة الزيتون بمدينة غزة وفي محيط جباليا شمالي المدينة، وكلاهما سيطر عليه الجيش العام الماضي قبل أن يواصل تقدمه في القطاع.
ووسط ضغوط دولية لوقف إطلاق النار يسلط تجدد القتال هناك الضوء على القلق في إسرائيل من أن عدم وجود خطة استراتيجية واضحة لغزة سيترك "حماس" مسيطرة فعلياً على الجيب الذي تحكمه منذ عام 2007.
وبينما تحتفل إسرائيل بأحد أيام استقلالها الأكثر كآبة، اليوم الثلاثاء، تبدو نهاية الحرب بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى.
ويبدو أن "حماس" المختبئة في شبكة الأنفاق الواسعة الممتدة تحت أنقاض غزة تحتفظ بدعم واسع النطاق وسط السكان الذين أفجعتهم الحملة العسكرية الإسرائيلية التي أودت حتى الآن بأكثر من 35 ألف فلسطيني وأجبرت معظم سكان القطاع على ترك ديارهم.
وقال ميخائيل ميلشطاين، ضابط الاستخبارات العسكرية السابق وأحد أبرز المتخصصين الإسرائيليين في شؤون "حماس"، "إذا اعتمدنا على استراتيجية الاستنزاف المستمر أو العمليات المحددة ضد الحركة، فإنه لن يتحقق هدف انهيار حكومة أو مقاتلي الحركة".
وقال نائب وزير الخارجية الأميركي كيرت كامبل، أمس الإثنين، إن واشنطن تشك في قدرة إسرائيل على تحقيق "نصر كاسح في ساحة المعركة".