Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العواصف الشمسية بين العلم والأساطير

تعمل حكومات ومنظمات عدة على الاستعداد لها بتطوير أنظمة إنذار مبكرة وتحسين حماية البنية التحتية للطاقة والاتصالات

أناس يشاهدون الشفق القطبي الناجم عن عاصفة شمسية في ملبورن، أستراليا، 11 مايو 2024 (أ ف ب)

ملخص

من المهم ملاحظة أنه لا يوجد دليل علمي يربط بصورة مباشرة بين العواصف الشمسية وأحداث محددة في الأساطير، وغالباً ما تكون تفسيرات الظواهر السماوية في الأساطير رمزية ومجازية.

كتبت هذه المقالة عبر "تشات جي بي تي" وأجريت عليها تعديلات لغوية بما يناسب أسلوب "اندبندنت عربية"

في الـ10 من مايو (أيار) الجاري، ضربت الأرض عاصفة شمسية قوية مصنفة من الفئة "جي 5"، وهي أقوى فئة على مقياس "جي كلاس". نتجت هذه العاصفة من ثوران شمسي هائل، إذ أُطلقت كمية هائلة من الجسيمات المشحونة من الشمس نحو الفضاء.

وترتبت على هذه العاصفة تأثيرات عدة، فمن ناحية الأضواء القطبية، لوحظت بصورة واضحة في كثير من أنحاء العالم، حتى في خطوط العرض المنخفضة مثل شمال إنجلترا، بينما لم ترِد تقارير عن انقطاعات واسعة النطاق في التيار الكهربائي، لكن واجهت بعض شركات الطيران والاتصالات اضطرابات.

وتعرضت أقمار اصطناعية للاضطراب أو الخروج عن الخدمة بسبب العاصفة، فيما لم تواجه محطة الفضاء الدولية أو رواد الفضاء خطراً مباشراً، لكن اتخذت تدابير احتياطية.

ومن المحتمل أن تستمر العواصف الشمسية بالتأثير في الأرض في المستقبل، ويمكن أن تتسبب في انقطاعات واسعة النطاق في التيار الكهربائي وتعطيل أنظمة الاتصالات وإلحاق الضرر بالأقمار الاصطناعية والمركبات الفضائية.

ما هي العواصف الشمسية؟

العواصف الشمسية هي اضطرابات في الغلاف الجوي للشمس تطلق كميات هائلة من الجسيمات المشحونة والطاقة في الفضاء، ويمكن أن تتسبب هذه الجسيمات في حدوث ظواهر مختلفة على الأرض، بما في ذلك الأضواء القطبية والعواصف الجيومغناطيسية والطقس الفضائي المتطرف.

كيف يتم التنبؤ بها؟

يراقب علماء الفلك الشمس باستمرار لتتبع النشاط الشمسي، ويمكن أن تساعد هذه المراقبة في التنبؤ بالعواصف الشمسية المحتملة، ومع ذلك لا يمكن التنبؤ بدقة تامة وغالباً ما تكون غير متوقعة.

وتعمل حكومات ومنظمات عدة على الاستعداد للعواصف الشمسية المحتملة، فيشمل ذلك تطوير أنظمة إنذار مبكر وتحسين حماية البنية التحتية للطاقة والاتصالات وتعزيز حماية رواد الفضاء.

في الأساطير القديمة

لفترة طويلة، أثارت الظواهر السماوية، بما في ذلك العواصف الشمسية، دهشة البشر وخيالهم، ولذلك ليس من المستغرب أن نجد إشارات إلى هذه الظواهر في كثير من الأساطير والثقافات القديمة حول العالم، ففي الثقافة الإسكندنافية ارتبط الإله ثور، إله الرعد والبرق، بالعواصف الشمسية.

أما في الثقافة اليونانية القديمة، فاعتقد الإغريق القدماء بأن إله الشمس، هيليوس، يقود عربة عبر السماء، ووصفت بعض رحلاته المضطربة بأنها ناتجة من عواصف شمسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الثقافة الصينية القديمة ارتبط تنين الماء بالعواصف والأمطار، وفسرت مظاهر تنين الماء الهائجة على أنها ناجمة عن تأثيرات العواصف الشمسية في الغلاف الجوي للأرض.

وفي ثقافات الأميركيين الأصليين، تروى قصص عدة عن مخلوقات خارقة للطبيعة مرتبطة بالبرق والعواصف، من الممكن أن يكون بعضها مستوحىً من مشاهدات للعواصف الشمسية.

ومن المهم ملاحظة أنه لا يوجد دليل علمي يربط بصورة مباشرة بين العواصف الشمسية وأحداث محددة في الأساطير، وغالباً ما تكون تفسيرات الظواهر السماوية في الأساطير رمزية ومجازية، وكذلك يمكن أن تعكس الأساطير معتقدات ومخاوف الناس في ذلك الوقت وليس بالضرورة حقائق علمية.

ومع ذلك، فإن وجود صلة محتملة بين العواصف الشمسية والأساطير القديمة يثير تساؤلات حول كيفية فهم وتفسير البشر للعالم من حولهم قبل ظهور العلم الحديث.

فوائد محتملة

في حين أن العواصف الشمسية غالباً ما تربط بالتأثيرات السلبية، إلا أنها قد تخفي بعض الفوائد المحتملة أيضاً، من بينها التنقيب عن المعادن، فيمكن أن تساعد العواصف القوية في استخراج المعادن النادرة من الأرض، إذ تطلق طاقة هائلة تسخن طبقات الأرض العميقة، مما يسهل استخراج المعادن مثل النيكل والبلاتين.

وتشكل العواصف الشمسية تحديات كبيرة للبنية التحتية على الأرض، مما يدفع العلماء والمهندسين إلى ابتكار حلول جديدة لحماية هذه البنية التحتية. وأدت الأبحاث المتعلقة بالعواصف الشمسية إلى تطوير تقنيات جديدة في مجالات مثل تطوير مواد بناء أكثر مقاومة للإشعاع الشمسي وتطوير شبكات كهربائية أكثر مرونة وقادرة على تحمل انقطاعات التيار الكهربائي، وأيضاً تطوير أنظمة اتصالات أكثر مقاومة للتداخلات الكهرومغناطيسية.

وتقدم العواصف الشمسية فرصة فريدة لدراسة ظواهر فيزيائية هائلة تصعب دراستها في ظروف المختبر، مما يسهم في فهمنا للشمس والنظام الشمسي بصورة أفضل.

ويمكن أن تشكل الأضواء القطبية، وهي أحد تأثيرات العواصف الشمسية، ظاهرة طبيعية خلابة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم.

وفي المستقبل البعيد، من المحتمل أن يتمكن العلماء من استغلال الطاقة الهائلة التي تطلقها العواصف الشمسية كمصدر طاقة نظيفة ومتجددة.

لكن من المهم ملاحظة أن الفوائد المحتملة للعواصف الشمسية لا تقلل من أخطارها، ومن ثم تُعدّ الأبحاث والتطوير ضروريين لفهم كيفية الاستفادة من هذه العواصف بصورة آمنة، ويجب على الحكومات والمنظمات الاستمرار في الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر والاستعدادات لحماية البنية التحتية من العواصف القوية.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء