Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو يرى في القضاء على "حماس" ضرورة لصعود أي حكم بديل

غالانت يرفض تولي تل أبيب السلطة ويدعو لإيجاد بديل للحركة والجيش ينشر صوراً لمسلحين بجوار مركبات للأمم المتحدة

ملخص

لا يزال القتال وحركة النزوح متواصلين في رفح بجنوب قطاع غزة، وسط تحذيرات دولية لإسرائيل من مغبة المضي قدماً في خطة اجتياح تلك المدنية التي تأوي نحو مليون ونصف المليون لاجئ من مختلف مناطق القطاع.

قالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة في بيان اليوم الأربعاء إن 35233 فلسطينياً في الأقل قتلوا وأصيب 79141 آخرون في الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع، منذ السابع من السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء إن القضاء على "حماس" في قطاع غزة ضروري لصعود أي حكم فلسطيني بديل هناك، معتبراً أن ترك "حماس" في مكانها سيشكل تهديداً لمن سيخلفها.

ورد نتنياهو أيضاً على الانتقادات الغربية للعملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح بجنوب غزة، قائلاً "الكارثة الإنسانية التي تم الحديث عنها لم تحدث، ولن تحدث".

وأبدى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الأربعاء معارضته أن تتولى إسرائيل السيطرة على قطاع غزة بعد الحرب.

وقال غالانت خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب، "طالبت بإيجاد بديل مختلف عن سلطة ’حماس‘ في غزة، لكنني لم أحصل على إجابات"، مضيفاً أن "وجود قيادة عسكرية إسرائيلية في غزة قرار سيئ، وهذا الحل سيكلف كثيراً من الأرواح"، مشدداً على أن إسرائيل "يجب ألا تحكم حياة المدنيين في غزة"، وقائلاً "أدعو رئيس الوزراء إلى إعلان أننا لن نحكم غزة، ولن أقبل أن تسيطر إسرائيل على غزة".

وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أمله في الحصول على مساعدات عسكرية أميركية والتغلب على قرار الرئيس الأميركي جو بايدن تعليق شحنات أسلحة معينة، متعهدا بقتال حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من دون الدعم الأميركي في ظل ما وصفه بالخلاف مع واشنطن.

وقالت مصادر أمس الثلاثاء إن وزارة الخارجية الأميركية نقلت حزمة مساعدات بالأسلحة بقيمة مليار دولار لإسرائيل إلى الكونغرس لمراجعتها. ورفض نتنياهو الإجابة عن سؤال في مقابلة مع شبكة "سي. أن. بي. سي" أذيعت اليوم الأربعاء عما إذا كان بإمكانه تأكيد هذه الحزمة، لكنه عبر عن تقديره للمساعدات الأميركية.

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء أن "الحكومة الإسرائيلية رفضت قراراً للجمعية العامة للأمم المتحدة يشجع على الاعتراف بالدولة الفلسطينية"، بينما يستمر عشرات آلاف المدنيين في الفرار، الأربعاء، من مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة التي يقصفها الجيش الإسرائيلي ويهددها بهجوم بري واسع النطاق تزامناً مع إحياء الفلسطينيين الذكرى الـ76 النكبة مع قيام دولة إسرائيل في عام 1948.
في تلك المرحلة، اضطر نحو 760 ألف فلسطيني من الفرار أو طردوا من ديارهم ولجأوا إلى دول الجوار أو إلى ما يعرف الآن بالضفة الغربية وقطاع غزة بحسب الأمم المتحدة.

وردد فلسطينيون أتوا بالآلاف إلى أنقاض بلدة في شمال إسرائيل طرد سكانها في عام 1948، "غزة لن تركع للدبابة والمدفع".

توتر بين إسرائيل ومصر

على خط مواز، تفاقم التوتر بين إسرائيل ومصر على خلفية العمليات العسكرية الإسرائيلية في شرق رفح، مما أدى إلى تصاعد الأصوات الإسرائيلية المحذرة. وحذر مسؤولون إسرائيليون من احتمال انسحاب من جهود الوساطة في اتفاق التهدئة في القطاع وإطلاق سراح المحتجزين، عقب سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، كما عبر المسؤولون أيضاً عن قلقهم من احتمال خفض مستوى التعاون بين البلدين في مجالي الدفاع والاستخبارات، ما لم يتم حل الأزمة، وفق ما أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اتهم مصر، أمس اثلاثاء بإغلاق معبر رفح. وقال إن القاهرة "تملك المفتاح" لمنع حدوث أزمة إنسانية في غزة. وأضاف أن "العالم يضع مسؤولية الوضع الإنساني (في غزة) على عاتق إسرائيل، لكن مفتاح منع حدوث أزمة إنسانية في غزة أصبح الآن في أيدي أصدقائنا المصريين".

إلا أن وزير الخارجية المصري سامح شكري انتقد تلك التصريحات، مؤكداً رفض بلاده القاطع "لسياسة لي الحقائق والتنصل من المسؤولية التي يتبعها الجانب الإسرائيلي".

كما شدد على أن إسرائيل "هي المسؤولة الوحيدة عن الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة حالياً".

شحنات الأسلحة

وفيما لا تعرف عمليات القصف والقتال هوادة في قطاع غزة، أبلغت الإدارة الأميركية الكونغرس بأنها سترسل شحنة أسلحة إلى إسرائيل بقيمة مليار دولار تقريباً، وفق ما أفادت مصادر مطلعة على الملف "وكالة الصحافة الفرنسية".

ولا تزال هذه المساعدة تحتاج إلى موافقة الكونغرس وهي تأتي فيما كان الرئيس الأميركي جو بايدن حذَّر قبل أسبوع من احتمال الحد من شحنات أسلحة إلى إسرائيل على خلفية قلق واشنطن من هجوم إسرائيلي واسع في رفح.

نزوح وقتال

وفي قطاع غزة المحاصر والمدمر جراء القصف والقتال بين إسرائيل وحركة "حماس"، سلك المدنيون طريق النزوح مرة جديدة منذ بدء الحرب في محاولة لإيجاد مكان آمن مع تأكيد الأمم المتحدة "عدم وجود مكان آمن في غزة". وأفاد مراسلو وكالة "الصحافة الفرنسية" وشهود عيان بتواصل الضربات الجوية والقصف المدفعي والقتال خلال الليل الماضي وصباح الأربعاء في رفح وجباليا (شمال) وفي حي الزيتون في جنوب مدينة غزة الواقعة في شمال القطاع.

وأكدت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لـ"حماس"، حصول مواجهات مع القوات الإسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين. وأشار الجيش الإسرائيلي أيضاً إلى معارك "كثيفة" في هذه المدينة، مؤكداً أنه قتل "عدداً كبيراً من الإرهابيين".
وأشار الجيش إلى حصول قتال في "مناطق محددة" في شرق رفح، مؤكداً أنه شن عملية على مركز تدريب لـ"حماس"، وقضى على مقاتلين، وضبط كمية كبيرة من الأسلحة.

مقتل مدنيين

وفي مدينة غزة في شمال القطاع، قتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص بينهم امرأة وطفلها وأصيب آخرون، مساء الثلاثاء، في ضربتين جويتين إسرائيليتين، وفق ما أفاد الدفاع المدني الفلسطيني.

ومع مرور أكثر من سبعة أشهر على انطلاق الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحركة "حماس" داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، قتل 35173 شخصاً في قطاع غزة غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".

وأسفر هجوم "حماس" في جنوب إسرائيل عن مقتل 1170 شخصاً غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة "الصحافة الفرنسية" يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وخطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصاً ما زال 128 منهم محتجزين في غزة، توفي 36 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

ورداً على الهجوم، نفذ الجيش الإسرائيلي حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة.

وتعهد نتنياهو القضاء على "حماس" التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007 وتعتبرها الدولة العبرية "منظمة إرهابية"، على غرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الهجوم على رفح

وبغية تحقيق ذلك يصر نتنياهو على شن هجوم بري واسع النطاق على رفح التي يعتبرها المعقل الأخير لـ"حماس" على رغم المعارضة الواسعة للأسرة الدولية القلقة على مصير المدنيين.

ودخلت دبابات الجيش الإسرائيلي إلى رفح في السابع من مايو (أيار) الحالي، ولا تزال تحتل الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر الحيوي لدخول الوقود الضروري للعمليات الإنسانية في القطاع.

وتوقف عبور المساعدات عبر رفح بالكامل فيما دخولها متوقف أيضاً عبر معبر كرم أبوسالم الرئيس مع إسرائيل.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبر منصة إكس" إلى "إعادة فتح فورية" للمعبر و"نقل المساعدة الإنسانية من دون أي عوائق". وكرر دعوته "إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري في غزة والإفراج عن جميع الرهائن".

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنه منذ إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان أحياء رفح الشرقية في السادس من مايو، "تقدر الأونروا أن ما يقرب من 450 ألف شخص نزحوا قسراً من رفح" من دون أن تحدد إلى أين توجهوا.

ضغوط أوروبية

وفي إطار الضغوط الدولية المتواصلة، دعا الاتحاد الأوروبي إسرائيل، الأربعاء، إلى إنهاء عمليتها العسكرية في رفح "فوراً"، محذراً من أن عدم القيام بذلك من شأنه أن يقوض العلاقات مع التكتل.

ولتسهيل وصول المساعدات الإنسانية قام الجيش الأميركي ببناء ميناء عائم قبالة غزة. وقالت وزارة الدفاع الأميركية، إن هذه المنصة العائمة ستصبح جاهزة للتشغيل "في الأيام المقبلة".

مسلحون بجانب مركبات الأمم المتحدة

في المقابل، نشر الجيش الإسرائيلي لقطات تم تصويرها بطائرة مسيرة تظهر مسلحين يقفون بجوار مركبات عليها شعار الأمم المتحدة في مجمع للمنظمة الدولية بمدينة رفح. ودعا الأمم المتحدة إلى التحقيق في الأمر. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن قواته رصدت، السبت الماضي، مقاتلين في المجمع اللوجيستي المركزي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) شرقي رفح، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بعمليات منذ أكثر من أسبوع.

وذكر متحدث باسم الأونروا أن الوكالة تفحص اللقطات وستكشف عن المعلومات بمجرد توفرها.

وحددت "رويترز" مكان اللقطات من خلال مطابقة المباني والأعمدة والأسوار والدبابات والمساحات الخضراء القريبة مع صور ملتقطة بالأقمار الصناعية وأخرى أرشيفية، لكن لم يتسن لها التحقق من تاريخ التصوير أو هوية المسلحين.

وتتعرض الأونروا لانتقادات شديدة من إسرائيل التي تتهمها بالتعاون مع "حماس" في غزة وتدعو إلى حلها. وتنفي الوكالة، التي أقيمت لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا خلال حرب عام 1948، هذه الاتهامات بشدة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري، إن الجيش أرسل اللقطات إلى "أعضاء كبار في المجتمع الدولي". ودعا الأمم المتحدة إلى التحقيق في العلاقة بين المراكز اللوجيستية للأونروا ومن وصفهم "بعناصر حماس" الموجودين بجوار مركباتها.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات