ملخص
تسببت قوانين "طالبان" المتشددة في بطء نقل الإمدادات في وقت يشكل فيه الأطفال والنساء أكبر عدد من المتضررين بالسيول غير المسبوقة بالبلاد.
أدت الفيضانات التي وقعت في محافظة بغلان شمال أفغانستان إلى مقتل 400 شخص بينهم نساء وأطفال وتدمير 4 آلاف منزل وتشريد أكثر من 40 ألف طفل. وذكرت منظمة "إنقاذ الأطفال" أن كارثة السيول أدت إلى تخريب عدد كبير من المنازل وتحولت الأراضي الزراعية إلى مستنقعات.
ولم تصدر حكومة "طالبان" على رغم مرور أربعة أيام من الكارثة إحصاءات نهائية عن عدد الضحايا والجرحى، لكن عدداً من المؤسسات التابعة للحركة أعلنت عن إحصاءات متناقضة الإثنين الماضي. وتدعي "طالبان" أنها تعمل على إيصال المساعدات إلى المنكوبين بالسيول، الأمر الذي ينفيه غالبية سكان المناطق المتضررة ويؤكدون أنهم لم يحصلوا على أي مساعدات وأمضى كثير منهم الليل في العراء.
وقد عبرت منظمة "إنقاذ الأطفال" عن قلقها من فقدان الآلاف من العوائل منازلهم وتشريد عدد كبير من السكان وأطفالهم جراء السيول وذكرت أن نحو 80 ألف شخص في بغلان تأثروا بالسيول ونصف هؤلاء من الأطفال. ونقلت المؤسسة عن مصادر محلية تابعة لـ"طالبان" أن 12 ألف منزل تضرر في الكارثة.
وقد تفقد منتسبو منظمة "إنقاذ الأطفال" قرية في بغلان توفي فيها 19 طفلاً جراء السيول. وذكرت أن عائلة واحدة فقدت خمسة أطفال وأدت الفيضانات إلى تدمير 250 منزلاً.
وكان مساعد رئيس وزراء حكومة "طالبان" الملا عبدالغني برادر تفقد مدينة بغلان مستقلاً طائرة مروحية، وقد أعلن مكتبه أنه أكد خلال لقائه مع المسؤولين المحليين ضرورة تسريع الإمدادات والمساعدات في المناطق المنكوبة، لكن ملا برادر لم يلتق سكان بغلان خصوصاً المتضررين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إيصال المساعدات يسير ببطء
وعلى رغم أن المبعوثين الأميركيين في شؤون السلام وحقوق الإنسان في أفغانستان توماس وست ورينا اميري وعدا بإرسال مساعدات أميركية إلى المتضررين وكذلك تعهد بعض التجار منهم ميرويس عزيزي بوعود مماثلة، لكن عملية إيصال المساعدات تسير ببطء شديد بسبب عدم التنسيق السريع مع "طالبان" والمؤسسات المانحة.
وقال السفير الإيراني في أفغانستان حسن كاظمي قمي إن "الأوقات الذهبية التي من المفترض تخصيصها لإنقاذ الأرواح مضت بالمشاورات والتنسيق".
وكانت "طالبان" قد فشلت في الإمدادات خلال الزلزال المدمر في هرات الذي راح ضحيته 2500 شخص وجرح 2000 آخرون. ولم تستطع المؤسسات الدولية والمحلية في أفغانستان إرسال موظفين من النساء إلى المناطق المنكوبة بسبب إجراءات "طالبان". وتشدد قوانين "طالبان" على منع النساء من العمل في المؤسسات المتعلقة بالأمم المتحدة.
وقد أعلن موظفو مستشفى بغلان المركزي الثلاثاء الماضي في مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أن المستشفى يواجه عجزاً في استقبال وغسل جثث القتلى من النساء. وتسببت قوانين "طالبان" المتشددة في بطء إيصال الإمدادات في وقت يشكل فيه الأطفال والنساء أكبر عدد من المتضررين بالسيول غير المسبوقة في البلاد.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"