Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هربا من "الإذلال" والتمييز... فرنسيون مسلمون يغادرون بلدهم

يقول آدم "في فرنسا عليك أن تبذل جهداً مضاعفاً عندما تكون من أقليات معينة"

وقفة احتجاجية لدعم المسلمين في مورليه غرب فرنسا في يناير 2024 (أ ف ب)

ملخص

يؤكد آدم أنه يفتقد أصدقاءه وعائلته والثقافة الفرنسية، لكنه يقول إنه هرب من "الإسلاموفوبيا" (رهاب الإسلام) و"العنصرية الممنهجة" في بلده والتي انعكست عمليات تدقيق أمني متكررة معه.

بعد فشله في 50 مقابلة عمل بوظيفة استشاري، على رغم مؤهلاته وشهاداته، حزم آدم حقائبه على غرار كثير من الفرنسيين المسلمين الراغبين في بدء حياة جديدة في الخارج بسبب شعورهم بالتمييز ضدهم.

من دبي، يقول الشاب الثلاثيني المتحدر من أصل مغاربي، "أشعر بتحسن كبير هنا عما كنت عليه في فرنسا".

ويضيف آدم لوكالة الصحافة الفرنسية، "هنا نحن جميعاً متساوون، يمكن أن يكون المدير هندياً أو عربياً أو فرنسياً".

تشير دراسة نشرت في أبريل (نيسان) الماضي إلى أن فرنسيين مسلمين يحملون مؤهلات عالية ويتحدرون غالباً من عائلات مهاجرة يتركون البلاد بحثاً عن بدايات جديدة في مدن مثل لندن ونيويورك ومونتريال ودبي.

ومن بين أكثر من ألف شخص أجابوا عن الأسئلة، أشار 71 في المئة منهم إلى العنصرية أو التمييز لتفسير هذا الاختيار، وفق نتائج الاستطلاع الذي يحمل عنوان "فرنسا، تحبها ولكنك تغادرها".

ويقول آدم، "في فرنسا عليك أن تبذل جهداً مضاعفاً عندما تكون من أقليات معينة". وقد طلب الشاب عدم ذكر اسمه العائلي، مثل جميع الأشخاص الذين قابلتهم "وكالة الصحافة الفرنسية" في هذا الإطار.

ويؤكد آدم أنه يفتقد أصدقاءه وعائلته والثقافة الفرنسية، لكنه يقول إنه هرب من "الإسلاموفوبيا" (رهاب الإسلام) و"العنصرية الممنهجة" التي انعكست عمليات تدقيق أمني متكررة معه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"مواطنون من الدرجة الثانية"

فرنسا قوة استعمارية سابقة وبلد هجرة، لذلك فإن عدداً كبيراً من سكانها من أصول مغاربية وأفريقية.

وأبناء المهاجرين الذين جاؤوا بحثاً عن حياة أفضل هم فرنسيون، لكن عديداً منهم يشعرون وكأنهم أجانب في بلدهم و"مواطنون من الدرجة الثانية"، خصوصاً منذ الهجمات الإرهابية في فرنسا عام 2015.

يقول مصرفي فرنسي - جزائري يبلغ 30 سنة ويستعد للمغادرة في يونيو (حزيران)، "لقد ساءت الأجواء في فرنسا إلى حد كبير. نتعرض للاستهداف لأننا مسلمون".

ويشير خصوصاً إلى بعض القنوات الإخبارية والصحافيين الذين يعدون أن جميع المسلمين متطرفون دينياً أو مثيرون للمشكلات.

يعتقد الشاب الحائز درجتي ماجستير، وهو ابن عاملة نظافة جزائرية، أنه اصطدم بـ"سقف زجاجي" عطل مسيرته المهنية في فرنسا.

وتحظر فرنسا إجراء الإحصاءات العرقية والدينية، لكن لسنوات وثق عديد من الدراسات الاستقصائية التمييز ضد المواطنين من أصل مهاجر في مجالات التوظيف، والسكن، وعمليات التثبت الأمنية، وغيرها.

ويتمتع المرشح الذي يحمل اسماً فرنسياً تقليدياً بفرصة أكبر بنسبة 50 في المئة تقريباً للحصول على وظيفة مقارنة بمن يحمل اسماً عربياً، بحسب ما ذكر "مرصد عدم المساواة" في تقريره لعام 2023. كما أن علاقة فرنسا الخاصة بالعلمانية، والخلافات المتكررة حول الحجاب الإسلامي، تسببان أيضاً عدم ارتياح لدى البعض.

"العنصرية في تراجع"

قال أوليفييه إستيفيس المساهم في الدراسة لصحيفة "لوموند"، "هناك خصوصية فرنسية حقيقية في هذه القضية. في بلدنا، يتم إبعاد المرأة التي ترتدي الحجاب إلى هامش المجتمع، ويصعب عليها خصوصاً العثور على عمل. بالتالي، فإن النساء المحجبات اللاتي يرغبن في العمل يتم دفعهن إلى مغادرة فرنسا".

ويقول فرنسي من أصل مغربي يبلغ 33 سنة لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، "نحن نختنق في فرنسا"، موضحاً أنه يستعد للهجرة إلى جنوب شرقي آسيا مع زوجته الحامل "لنعيش في مجتمع أكثر سلاماً، وحيث تعرف مختلف الفئات كيف تعيش معاً".

يريد هذا الموظف في قطاع التكنولوجيا الهرب من "القتامة المحيطة" و"الإذلال" في الحياة اليومية المرتبط باسم عائلته وأصوله.

ويوضح، "ما زلت أسأل اليوم عما أفعله في الحي حيث أقيم" منذ سنوات، و"ينطبق الأمر نفسه على والدتي عندما تزورني، لكن زوجتي، وهي بيضاء البشرة، لم يسبق أن طرح عليها هذا السؤال". ويحتج قائلاً، "هذا الإذلال المستمر هو أكثر إحباطاً لأنني أقدم إضافة لهذا المجتمع لكوني من أصحاب الدخل المرتفع".

من المفارقة أن المجتمع الفرنسي على رغم ذلك "أكثر انفتاحاً مما كان عليه قبل 20 عاماً" و"العنصرية في تراجع"، بحسب ما أكد التقرير السنوي الأخير الصادر عن "مرصد عدم المساواة" الذي يشير إلى أن 60 في المئة من الفرنسيين يرون أنهم "ليسوا عنصريين بتاتاً"، وهي ضعف النسبة المسجلة قبل 20 عاماً. كما تراجعت نسبة من يعتقدون أن هناك "أعراقاً متفوقة على الأخرى" ثلاث مرات من 14 إلى 5 في المئة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير