Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مدينة ترفيهية في بغداد لإنقاذها من رعب التاريخ

الحكومة تقرر تحويل "الشعبة الخامسة" معقل القتل والتعذيب في زمن صدام إلى منطقة سياحية

على رغم مضي أكثر من عقدين على إسقاط صدام فإن السجن وتاريخه السيئ ما زالا عالقين في ذاكرة العراقيين (أ ف ب)

ملخص

تطلق تسمية "الشعبة الخامسة" على مديرية الاستخبارات العسكرية في عهد النظام العراقي السابق، وارتبط اسمها لدى العراقيين بالرعب والموت، إذ إن غالبية من دخلوا إلى هناك لم يخرجوا أحياء.

كشف المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية باسم العوادي عن خطة إعمار متكاملة لمدينة الكاظمية في العاصمة بغداد، تتضمن إخلاء المنطقة العسكرية وتحويل ما كان يُعرف بـ"الشعبة الخامسة" إلى متحف لتوثيق جرائم النظام السابق وربط جانبي الرصافة بجسر معلق وإنشاء مرافق خدمية وثقافية ورياضية.

وتطلق تسمية "الشعبة الخامسة" على مديرية الاستخبارات العسكرية في زمن الحكومة العراقية السابقة التي كان يترأسها صدام حسين، وتعدّ واحدة من أماكن الاعتقالات والتعذيب أيام النظام السابق، وارتبط اسمها بالرعب والموت لدى العراقيين، إذ إن غالبية من دخلوا إلى هناك لم يخرجوا أحياء.

وبعد الغزو الأميركي عام 2003 اتخذتها القوات الأميركية قاعدة عسكرية لها، فيما صارت قاعدة عسكرية عراقية تتمركز فيها قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية نهاية عام 2010، وأُعدم فيها صدام عام 2006 وقيادات عراقية أخرى في زمن النظام السابق.

رعب التاريخ

وعلى رغم مضي أكثر من عقدين على إسقاط صدام فإن السجن وتاريخه السيئ ما زالا عالقين في ذاكرة العراقيين، ويقول عامر كرار وهو من أهالي الكاظمية إن "تحويل الشعبة الخامسة من منطقة عسكرية إلى مدينة ترفيهية قرار جيد يزيل الذكريات السيئة لدى العراقيين عن السجن الذي راح ضحيته آلاف الأبرياء".

وأضاف كرار الذي اعتقل أخوه وأودع هذا السجن في ثمانينيات القرن الماضي ولم يعلم مصيره إلا عام 2003 بعدما وجد وثيقة تدل على إعدامه، أن كثيراً من الأبرياء قضوا في هذا السجن تحت التعذيب، وأُعدم آخرون بعد انتزاع اعترافات منهم بالقوة.

 

 

وبحسب تسريبات عن المشروع، فإن الأرض التي تضم "الشعبة الخامسة" والتي تقدر مساحتها بمليون متر مربع وتعتزم الحكومة العراقية استثمارها وتحويلها من منطقة عسكرية إلى ترفيهية، من المقرر أن تضم مرافق عدة، منها متاحف كبرى مع سينما وسوق بطراز تراثي ومتحف للفنون الإسلامية ومكتبة مركزية وقاعة مؤتمرات، فضلاً عن مدينة طبية متكاملة وأبراج بارتفاع 50 طابقاً، وفندق ومنتجع متكامل للضيافة لخدمة السياح، مع واجهة مائية تضم ممشى نهري مغطى بالأشجار المعمرة ومطاعم ومقاهي ومجالس خارجية وداخلية تطل على النهر.

الشعبة الخامسة

وشدد الكاتب والصحافي باسم الشرع على ضرورة تنفيذ هذا المشروع على أرض الواقع، وتحويل الموقع إلى مشروع استثماري، مشيراً إلى أن "الشعبة الخامسة" تمثل تاريخاً سيئاً للعراقيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت إلى أن المعلومات غير واضحة في شأن المشروع، فهناك تسريبات بأنه سيتم تحويل المنطقة إلى مجمعات استثمارية وإهمال الجانب التاريخي، في وقت يجب النظر إلى هذا الجانب لأن "الشعبة الخامسة" تضم آلاف الوثائق الخاصة بالإعدامات والاعتقالات، فضلاً عن ضرورة إرجاع الحبل الذي أعدم به صدام حسين ووضعه ضمن معروضات المتحف الذي سيتم إنشاؤه.

وبحسب الشرع، من الضروري أن يتزامن مع إنشاء هذا المشروع ربط جانبي الكرخ والرصافة عن طريق جسر للعجلات بين الكاظمية والكريعات، على أن يكون معلقاً، مؤكداً أن تصاميم الجسر موضوعة من قبل شركة ألمانية بكلفة 200 مليار دينار.

من جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عصام الفيلي أن المنطقة العسكرية التي كانت تعرف باسم "الشعبة الخامسة" تمثل واحدة من معاقل الظلم والرعب، داعياً إلى تحويل مناطق مشابهة إلى متاحف ومنتجعات.

وأضاف أن "الشعبة الخامسة" تمثل حقبة زمنية كارثية، وكانت تضم غرف تعذيب ومحاجر ومفارم  كبيرة للحوم البشر، مشيراً الى أن كثيراً من الأنظمة حولت مثل هذه المعاقل إلى متاحف، كما حدث في سجن الباستيل في فرنسا إبان الثورة الفرنسية.

 

 

وأكد أن القرار الحكومي سيعطي الانطباع بضرورة رفض الظلم، مشدداً على أهمية استثمار مناطق أمنية أخرى بتحويلها إلى منتجعات ومتاحف ومكتبات عامة من أجل توفير مردود مادي للدولة وتعريف الجيل الجديد بتاريخ العراق.

استثمار معرفي

المتخصص في الشأن الاقتصادي صفوان قصي، أشار من جانبه إلى أن "عملية الاستثمار في الموجودات الحكومية تحتاج إلى خريطة واضحة بالاستثمار الأمثل لتحويلها إلى فرص منتجة"، موضحاً أن النظام السابق أنشأ وحدات عسكرية داخل المدن وحوّل العراق إلى بقعة عسكرية، والحكومة ماضية بتحويل المعسكرات إلى مدن سكنية لفك أزمة السكن.

ورأى أن هذه المنطقة بمثابة بيئة جيدة لإنشاء مدينة معرفية تضم مكتبة خاصة بالعاصمة العراقية ومكاناً لتجمع رواد الثقافة، ومدينة الكاظمية مدينة حضارية تطل على نهر دجلة وتمتلك توأماً روحياً لها يتمثل في الأعظمية.

وشدد على حاجة البلاد لمدينة للبحث العلمي، لافتاً إلى وجود كثير من المواقع العسكرية والقصور من الممكن استثمارها في هذا المجال، وهكذا يتحول العراق من دولة قمع إلى دولة تؤمن بالنظام المعرفي العالمي وتحاول تغذية عقول أبنائها بالمعرفة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير