Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تستطيع هوليوود إنقاذ جو بايدن؟

نتناول محاولة الرئيس الأميركي الاستفادة من نفوذ النجوم لتعزيز جهوده الانتخابية

حضر الممثل مارك هاميل إلى غرفة الإحاطة الإعلامية بالبيت الأبيض لدعم الرئيس بايدن في وقت سابق من هذا الشهر (أ ب)

ملخص

هوليوود تساعد الرئيس الأميركي في جمع تبرعات مالية كبيرة لكن هذه الأموال ليس بالضرورة أن تكون كفيلة لتأمين فوزه

مع تبقي أقل من ستة أشهر تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية لعام 2024، يواجه الرئيس جو بايدن تحديات جسيمة في سعيه إلى الفوز بولاية رئاسية جديدة في البيت الأبيض.

بايدن حالياً متأخر عن منافسه الجمهوري المحتمل، الرئيس السابق دونالد ترمب، في خمس ولايات محورية من أصل ست ولايات. وتظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين الشباب وأولئك من الأقليات العرقية بشكل خاص بدؤوا بسحب تأييدهم للرئيس. الأحداث الجارية في غزة، والاحتجاجات المصاحبة لها، والأوضاع الاقتصادية كانت عوامل قوية أثرت في ولاء الناخبين الديمقراطيين السابقين، بخاصة في الولايات التي تعتبر تقليدياً معاقل الديمقراطيين والمعروفة بـ"الجدار الأزرق" مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن.

لذلك وفي محاولة لتعزيز دعمه بين الناخبين الذين أصبحوا أكثر تشككاً تجاهه بعد أربع سنوات من رئاسته، يلجأ بايدن إلى أسلوب ديمقراطي مألوف، ويتوجه نحو هوليوود بحثاً عن الدعم والحلول.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هناك تاريخ طويل من العلاقة بين السياسيين في واشنطن العاصمة، التي تلقب أحياناً بـ"هوليوود الناس القبيحين"، وبين نجوم السينما والمشاهير الذين يقدمون دعمهم. تعود هذه العلاقة لزمن الرئيس جون كينيدي وصداقته مع المغني والممثل الشهير فرانك سيناترا.

وفي الأشهر الأخيرة، شهد البيت الأبيض تدفقاً مستمراً لنجوم الصف الأول في هوليوود، إذ أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من حملة إعادة انتخاب بايدن ونائبته كاميلا هاريس. لم يكتف هؤلاء النجوم بزياراتهم، بل ظهروا أيضاً في فعاليات جمع التبرعات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

وظهر مارك هاميل، الذي لعب دور معلم الجيداي لوك سكاي ووكر في سلسلة أفلام "حرب النجوم" Star Wars خلف المنصة في الغرفة الصحافية بالبيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر للاحتفال بالعطلة غير الرسمية والمرتبطة بـ"حرب النجوم" التي تصادف الرابع من مايو (أيار) [لأن عبارة "الرابع من مايو" May the Fourth تشبه في نطقها أول ثلاث كلمات من التحية الشهيرة في السلسلة "فلتكن القوة معكم" May the Force Be With You] وصف هاميل الرئيس بايدن بأنه "أنجح رئيس من الناحية التشريعية يحكم خلال حياتي"، وهو تعليق بث لاحقاً على قنوات التواصل الاجتماعي للرئيس. كما استخدم اسم هاميل في جمع تبرعات للحملة الانتخابية انطلق في اليوم نفسه.

الممثلة أوما تورمان، الحائزة على ترشيح لجائزة الأوسكار التي جعلتها مشاركتها البارزة في فيملي "خيال رخيص" Pulp Fiction و"قتل بيل" Kill Bill للمخرج كونتين تارانتينو اسماً مألوفاً، حضرت فعالية برفقة السيدة الأولى جيل بايدن للاحتفال بعيد الأم. ولم يكن ذلك كافياً، إذ شهد البيت الأبيض، الكائن في شارع 1660 بنسيلفانيا أفينيو، زيارة من الممثلة من أصول صينية لوسي ليو، التي تلعب دور أورين إيشي، إحدى ضحايا انتقام الشخصية التي لعبتها تورمان في الجزء الأول من فيلم "قتل بيل"، للظهور في مقطع فيديو أطلق في وقت سابق هذا الشهر احتفاء بشهر التاريخ الآسيوي - الأميركي.

وتمكن بايدن أيضاً من جمع خمسة "رؤساء" سابقين تخيليين [شخصيات لعبت دور رئيس أميركا] للمشاركة في فيديو أطلق احتفالاً بخطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه أخيراً. يظهر الرئيس في الفيديو، إلى جانب مورغان فريمان (الذي لعب دور الرئيس الأميركي في فيلم "صدمة عنيفة" Deep Impact)، وبيل بولمان (فيلم "يوم الاستقلال" Independence Day)، وتوني غولدوين (مسلسل "فضيحة" Scandal الذي تعرضه شبكة "إيه بي سي" ABC)، وجينا ديفيس مسلسل "القائد العام"Commander in Chief)، ومايكل دوغلاس (فيلم "الرئيس الأميركي" The American President).

في الوقت نفسه، وجهت انتقادات لـ بايدن بسبب تجاهله مقابلات وسائل الإعلام التقليدية المطبوعة والمذاعة، واختياره الدردشات الخفيفة مع نجوم هوليوود بدلاً من ذلك. شارك في حلقات عدة من مدونة "سمارتلس" Smartless الصوتية التي يقدمها الممثلون شون هايز وويل أرنيت وجيسون بيتمان. وكذلك ظهر وهاريس في برنامج "ليت نايت مع سيث مايرز" في فبراير (شباط) الماضي، بينما حلت هاريس بمفردها ضيفة على برنامج الممثلة التي صارت مقدمة برامج درو باريمور في شهر أبريل (نيسان).

والحق أن حجم تأثير تأييد المشاهير هو مسألة غير محسومة - حتى في دورة انتخابية تتميز بترشيح شخص كان نجماً تلفزيونياً في السابق.

جيمس كارفيل، المخطط الديمقراطي المخضرم الذي صاغ حملة الرئيس السابق بيل كلينتون التي تفوق فيها على الرئيس السابق جورج بوش الأب عام 1992، قال لـ"اندبندنت" إنه لا يرى فائدة كبيرة من جهود بايدن - أو أي شخص آخر - باستقدام نجوم هوليوود لجذب انتباه الناخبين.

وقال كارفيل، "ببساطة أنا لا أرى هذه الطريقة كاستراتيجية تحمل إمكانات مهمة بطريقة أو بأخرى. معظم ظاهرة معاداة هوليوود متجلية بالفعل في الوقت الحاضر، ولطالما كان الديمقراطيون يجمعون كثيراً من الأموال من صناعة الترفيه". يحب الجمهوريون تصوير الديمقراطيين المقربين أكثر من هوليوود على أنهم نخب متعطشة للسلطة بسبب ارتباطهم بالمشاهير". لكن كارفيل غير مقتنع بأن هذا الهجوم سيكون فعالاً في عام 2024.

إنه محق، فعلى رغم أن عديداً من الشخصيات البارزة في عالم الترفيه ربطوا أنفسهم بحزب الديمقراطيين، إلا أن الجمهوريين أيضاً استعرضوا صلاتهم بنجوم الصف الأول، في حين قام نجوم كبار في حق أمثال كيلسي غرامر وغاري سينيس وجون فويت وجيمس وودز وتوم سليك وكلينت إيستوود، بإعلان تأييدهم للحزب الذي وضع تقاليده الرئيس أبراهام لينكولن في حياتهم الخاصة وعلى الملأ.

قد يخشى الجمهوريون تأثير حصول بايدن على دعم مفاجئ من نجمة ضخمة حقيقية مثل تايلر سويفت على الانتخابات، لكن زبدة الكلام هي في قوة التبرعات التي يجمعها نجوم هوليوود التي قد تكون أكثر تدميراً لجهود ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في البيت الأبيض.

عندما أعلن بايدن ترشحه للانتخابات الرئاسية في أبريل من العام الماضي، اختار شخصية ملهمة من عالم هوليوود الحديث: جيفري كاتزنبرغ، مؤسس شركة "دريم وركس إس كيه جيه"Dreamworks SKG ليكون واحداً من مشرفي حملته. لفترة طويلة، كان كاتزنبرغ، البالغ من العمر 73 سنة، وسيطاً مؤثراً بين صفوف الديمقراطيين وجامعاً استثنائياً للتبرعات، إلى جانب كونه متبرعاً مهماً، إذ قام بتقديم ملايين الدولارات للمرشحين الديمقراطيين والمجموعات المتحالفة معهم على مدار السنوات.

يبدو أن دفتر العناوين الخاص بالرئيس السابق للشركة التابعة لاستوديوهات "والت ديزني"، كان يتمتع بنفس أهمية أمواله.

في النصف الأول من عام 2024، نظمت حملة بايدن عدداً من جلسات جمع التبرعات عالية المستوى والتذاكر الباهظة، كانت تستضيفها أو تحضرها أشهر الشخصيات في عالم الترفيه. من بين هذه الفعاليات، واحدة جرت في الـ28 من مارس (آذار)، إذ ظهر بايدن رفقة أحدث رئيسين ديمقراطيين سابقين له، بيل كلينتون وباراك أوباما، في قاعة موسيقى راديو سيتي في مدينة نيويورك. جلبت هذه الفعالية وحدها أكثر من 25 مليون دولار إلى خزائن حملة بايدن الانتخابية.

وقام ستيفن كولبيرت مقدم برنامج "ذا ليت شو" The Late Show بإدارة الحوار بين الرؤساء الثلاثة، إلا أن البرنامج - والحضور -  شملا شخصيات بارزة مثل ميندي كالينغ وكوين لطيفة وليزو وبن بلات وسينثيا إريفو وليا ميشيل.

وبعد شهر، سافر بايدن إلى نيو جيرسي - الوطن الأصلي لصناعة السينما - لإقامة حفلة جمع تبرعات في منزل أحد أبرز الداعمين وأحد الممثلين الذي لعب دور الرئيس الأميركي وتحدث معهم قبل إلقاء خطاب حالة الاتحاد. ومن كان المستضيف؟ لم يكن سوى مايكل دوغلاس الذي لعب شخصية الرئيس التخيلي آندرو شيبرد.

ومن المقرر أن يستفيد بايدن أيضاً من حفلة جمع تبرعات آخر مليء بالنجوم سيقام الشهر المقبل في لوس أنجلوس، سيضم أوباما إضافة إلى النجمين الكبيرين جورج كلوني وجوليا روبرتس.

مارك ماكينون، الخبير الإعلامي الجمهوري الذي تحول إلى تقديم البرامج التلفزيونية، الذي عمل ذات مرة في حملات جورج دبليو بوش الرئاسية، أشار في مقابلة هاتفية إلى أن مهاجمة الديمقراطيين بسبب دعمهم من الشخصيات الشهيرة كانت دائماً جزءاً أساسياً من صناعة الإعلانات الجمهورية لأنه "ينظر إلى الديمقراطيين ببساطة على أنهم حزب هوليوود". وما نصيحته؟ ألا يقلق الديمقراطيون حيال ذلك وأن يركزوا على جمع كثير من الأموال.

وأضاف ماكينون، "سيوصم بايدن بالعلاقة مع هوليوود بغض النظر عما يفعل. من المستحسن في هذه الحالة أن يجمع كمية كبيرة من المال، لأن مهاجمته بسبب هوليوود لن تؤثر كثيراً في نهاية المطاف، لكن الأموال الإضافية ستكون في صالحه".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات