ملخص
كريم خان أكد أن دولاً في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا تراقب الوضع عن كثب لمعرفة استعداد المؤسسات العالمية للمحافظة على القانون الدولي
برر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قراره طلب إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في مقابلة مع صحيفة بريطانية نشرت اليوم الأحد.
وأعلن خان الإثنين الماضي أنه يسعى إلى إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت، إضافة إلى رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار وقائد "كتائب القسام" محمد ضيف، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأثار إعلانه حفيظة تل أبيب وحليفتيها الولايات المتحدة وبريطانيا التي انتقدت جميعها خان لوضعه "حماس" التي شنّت هجوماً على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وهذه الأخيرة التي تنفّذ حملة عسكرية في غزة بلا هوادة منذ ذلك الحين، في الخانة ذاتها.
وقال خان الذي نادراً ما يتحدّث علناً لصحيفة "صنداي تايمز" إنها "لحظة خطرة دولياً وما لم نتمسك بالقانون، فلن يكون لدينا ما نتمسك به".
وأضاف أن دولاً في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا تراقب الوضع عن كثب لمعرفة إن كانت المؤسسات العالمية ستسعى إلى المحافظة على القانون الدولي.
وسأل خان "هل الدول القوية صادقة في قولها إن هناك هيئة قانونية أم أن هذا النظام القائم على القواعد هو عبارة عن هراء وأداة للناتو (حلف الأطلسي) وهو عالم ما بعد الحقبة الاستعمارية، من دون أي نوايا بتطبيق القانون بصورة متساوية؟".
وتعني المذكرات، في حال موافقة قضاة المحكمة الجنائية الدولية عليها، أن كلاً من الدول الـ124 المنضوية في المحكمة ستكون ملزمة تقنياً توقيف نتنياهو وغيره ممن تصدر مذكرات بحقهم حال توجههم إليها، لكن المحكمة لا تتمتع بآلية تتيح لها تطبيق قراراتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورفض نتنياهو "باشمئزاز المقارنة بين إسرائيل الديمقراطية ومرتكبي الجرائم الجماعية في ’حماس‘"، أما الرئيس الأميركي جو بايدن فشدد على أنه "لا مساواة إطلاقاً بين إسرائيل والحركة".
وأوضح خان في مقابلته "لا أقول إن إسرائيل بديمقراطيتها ومحكمتها العليا شبيهة بـ’حماس‘، بالتأكيد لا"، وأضاف "لا يمكنني أن أكون أكثر وضوحاً، لدى إسرائيل كل حق في حماية سكانها واستعادة الرهائن، لكن أحداً لا يملك رخصة لارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، الوسائل المستخدمة في ذلك هي المُحدِّد لنا".
وأشار إلى عدد من الاتهامات الموجهة لإسرائيل التي تشمل "حقيقة أنه تم قطع المياه وأن أشخاصاً اصطفوا للحصول على الطعام استُهدفوا وأن أشخاصاً من هيئات إغاثية قتلوا".
وقال خان "ليست هذه الطريقة التي يتعيّن من خلالها شن الحرب"، مردفاً أنه "إذا كان هذا ما يبدو عليه الامتثال إلى القانون الإنساني الدولي، فإن اتفاقيات جنيف لا تخدم أي غرض إذاً".
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم "حماس" غير المسبوق في السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً غالبيتهم مدنيون، بحسب تعداد يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وخُطف خلال الهجوم 252 شخصاً لا يزال 121 منهم محتجزين في قطاع غزة بينهم 37 لقوا مصرعهم، وفق آخر تحديث للجيش الإسرائيلي.
وتردّ إسرائيل التي تعهدت "القضاء" على "حماس"، بقصف مدمر أتبِع بعمليات برية في قطاع غزة، مما تسبب بمقتل 35984 شخصاً معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة للحركة.