Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رواج البوتوكس الوقائي لكن مضاره قد تزيد على فوائده

بدأت وسائل التواصل الاجتماعي بالتطبيع مع حقن تخفيف التجاعيد لدى جيل الشباب سواء كانوا يعانون بالفعل من التجاعيد أو لا

يختار جيل الشباب في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهم استخدام حقن البوتوكس "الوقائية" رغم أنه لا تجاعيد لديهم بعد (غيتي/ أيستوك)

ملخص

مع ازدياد شعبية البوتوكس الوقائي يحذر الخبراء من أن هذه الإجراءات البسيطة قد تكون بمثابة بداية طريق انحداري مليء بمزيد من الجراحات والكلف والأخطار

عندما نشأت في العقد الأول من القرن الـ20، بدا أن مصطلح "البوتوكس" مصطلح شامل مرادف لنوع معين من الوجه المعدل جراحياً: جامد، منتفخ، غير قادر على التعبير. ولكن في العقود التالية، تغيرت سمعة هذه الحقن المخففة للتجاعيد، فلم يعد العلاج يقتصر فقط على الحواجب المرتفعة بصورة دائمة. إذ إن المعالجين (ذوي السمعة الطيبة في الأقل) يميلون نحو مبدأ "الأقل أفضل". ولم يعد هذا العلاج سراً يتم الهمس به.

يظهر التصفح السريع لوسائل التواصل الاجتماعي مدى تحول هذه الحقن إلى أمر اعتيادي، سواء كان هذا أمراً جيداً أم العكس. لكن ما يلفت النظر خصوصاً هو جيل الشباب الذي يشيد بالبوتوكس: فهم غالباً ما يكونون في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهم. "لقد حصلت على بوتوكس خفيف والآن أنا مهووسة!" هذا النوع من التعليقات يظهر مراراً وتكراراً ضمن مقاطع فيديو تظهر فيها فتيات من الواضح أنهن من جيل الشباب. "تعالوا معي لإجراء البوتوكس لأول مرة" هو نوع آخر من التعليقات المتكررة. لقد أجريت محادثات في الواقع مع أصدقاء في العشرينيات من عمرهم حيث اشتكوا من "حاجتهم إلى البوتوكس الخفيف" لتحسين مظهر خطوط تجاعيد أولية. عديد من أصدقائي في أوائل الثلاثينيات من العمر إما بدأوا بالفعل باستخدام البوتوكس أو أنهم أصبحوا أكثر انفتاحاً لحقيقة أن اللجوء إلى البوتوكس أصبح مجرد مسألة وقت (أعلم! لا سمح الله أن تظهر على وجوهنا أي علامات للتقدم بالسن).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إذا كنت من "الجيل زد" [مواليد آخر التسعينيات والعقد الأول من الألفية الثانية] أو من جيل الألفية الأصغر سناً المهتمين بمظهرهم، فمن الأكيد أنك سمعت مصطلح "البوتوكس الخفيف"، وهو أحد المصطلحات الطنانة المرتبطة بالجمال في هذا الوقت. ولكن ماذا يعني في الواقع؟ البوتوكس نفسه عبارة عن معدل عصبي، وهو نوع من الحقن يعمل على تعطيل الإشارات العصبية للعضلات بصورة موقتة، مما يمنعها من الانكماش بالتالي يقلل من ظهور التجاعيد. وهناك أيضاً ما يعرف بـ"التأثير المرتد"، كما يقول نافين كافال، استشاري جراحة التجميل في "رييل كلينك" Real Clinic. ويوضح أنه إذا قمت بتجميد خطوط العبوس، فلن تتمكن من استخدامها. وهكذا "تتخلص من عادة استخدامها"، وتبطئ عملية ظهور التجاعيد.

يشير مصطلح "البوتوكس الخفيف" إلى طريقة مختلفة قليلاً في المعالجة. يقول الدكتور أشوين سوني، جراح التجميل ومؤسس "عيادة سوني" Soni Clinic: "تستخدم جرعة أصغر من البوتوكس، وتوزع بشكل أكثر توازناً. مما ينتج منه مظهر طبيعي أكثر، بخاصة عندما يعبر الناس أو يحركون [وجوههم]". ويقول إن هذه التقنية هي "طريقته المفضلة لإجراء البوتوكس"، وأنه شهد "ارتفاعاً كبيراً" في الطلب [على البوتوكس] خلال العامين الماضيين (تظهر الإحصاءات أيضاً أن الرغبة في الحصول على البوتوكس قد ارتفعت أخيراً: في عام 2022، أفادت "الجمعية البريطانية لجراحي التجميل" أن الطلب ارتفع بنسبة 124 في المئة مقارنة بعام 2021).

مما يجعل الأمر أكثر إرباكاً هو أن بعض المعالجين والمرضى يستخدمون مصطلح "البوتوكس الخفيف" للإشارة إلى ما يسمى علاج البوتوكس "الوقائي". الشابات ذوات الوجه الناعم اللاتي قد تراهن يوثقن علاجاتهن على تطبيق "تيك توك" من خلال حقن عضلاتهن قبل ظهور أي تجاعيد بصورة واضحة، يأملن في أن ذلك سيمنع ظهور أي خطوط (لأنه وبحسب "التأثير المرتد" المذكور سابقاً، لن يكن قادرات على تحريك أو استخدام تلك العضلات).

يقول سوني إن أصغر مريضة استقبلها لتلقي البوتوكس كان عمرها على الأرجح نحو 25 سنة، ولكن كانت لديها خطوط بارزة جداً عندما كان وجهها في حالة الراحة، وكانت تزعجها لسنوات. لكن معظم النساء في سنها لا يعانين من هذا النوع من التجاعيد العميقة والثابتة، التي صمم البوتوكس لعلاجها. لذلك لا يشجع سوني على "إجراء البوتوكس على شخص ليس لديه أي خطوط تجاعيد فقط من أجل العنصر ’الوقائي‘، فالأمر لا يبدو منطقياً. لا تحتاج إلى العلاج قبل أن تظهر [التجاعيد] فعلياً. إذا كان لدى شخص ما جبهة ناعمة من دون خطوط ظاهرة في حالة الراحة، فلا يوجد حاجة لمعالجتها... إذا جاء إلى شخص ما عمره 22 سنة ولم يكن لديه خطوط وقال: ’أريد إجراء حقنة البوتوكس‘، فلن أفعل ذلك، لأنني لا أعتقد أن هذا صحيح. لا يحتاجون إليه. بداية، إنه مكلف مادياً. ولكن أيضاً، والأهم من ذلك، أنك لست في حاجة إلى إجرائه فقط من أجل إجرائه".

بمعنى آخر، ليس هناك فائدة من البدء في الحقن لمجرد أنك قلق من أنه في يوم من الأيام، قد تظهر التجاعيد: تحتاج إلى الانتظار حتى تظهر التجاعيد المذكورة بالفعل (يا للهول) ثم تعالجها إذا كنت ترغب في ذلك. جراح التجميل كافال لديه شكوك حول العلاجات "الوقائية"، إذ يرى احتمال أن الشباب ربما يعدون أنفسهم "لإجراءات أكبر وأكثر خطورة وتكلفة في المستقبل". ويضيف أنه عندما نعبث بوجوهنا، "فكل فعل له رد فعل". لذا، إذا لم يعد بإمكانك رفع حاجبيك، على سبيل المثال، فإن عضلات الهبوط في الوجه "تعمل الآن من دون مقاومة، لأن الوجه عبارة عن أفعال متوازنة، هناك عضلات [تعبر عن] السعادة‘، وعضلات [تعبر عن] ’الحزن‘". إذا بدأ الناس في ملاحظة التدلي في الوجه نتيجة لذلك، فقد يقررون بعد ذلك الخضوع لعلاجات جراحية أكثر تعقيداً لمواجهة ذلك مثل شد الحاجب أو جراحة الجفن. ويحذر قائلاً، "إن البوتوكس والحشوات التجميلية هي إلى حد كبير مجرد بداية عندما يتعلق الأمر بالجماليات"، مضيفاً "ربما ندفع الناس إلى الحصول على إجراءات أكبر وأكثر تعقيداً، لأنهم دفعوا إلى هذه الحقن في سن صغيرة... لا ينبغي لنا أن نقوم بتهيئة الأشخاص لشيء ربما لم يكونوا ليحتاجوا إليه في المستقبل".

قد تحدث مثل هذه الآثار الجانبية عندما يفتقر المعالج إلى الخبرة أو لا يفهم تركيبة الوجه بصورة صحيحة: يمكن أن يفرط في الحقن أو يحقن المناطق الخاطئة. الزبائن الأصغر سناً، بصورة عامة، يحصلون على مدخول مالي أقل. من المنطقي إذن أن يكونوا "متيقظين للكلفة" ويختاروا معالجين أرخص وأقل خبرة، كما يقول سوني، الذي يستقبل في كثير من الأحيان مرضى قد واجهوا مشكلات بعد التوجه في البداية إلى عيادات أخرى أقل شهرة (التي أيضاً من المرجح أن تعالج العملاء الأصغر سناً الذين قد يرفض علاجهم شخص مثل سوني).

ومن الصادم أن المملكة المتحدة لا تفرض امتلاك الرخصة لممارسة عمليات حقن البوتوكس أو الحشوات التجميلية. في العام الماضي، وجد تحليل للمجال التجميلي أجراه باحثون في "كلية لندن الجامعية" University College London أن أقل من ثلث الحقن التجميلية مثل البوتوكس كانت تعطى من قبل أطباء. وقد أعلنت الحكومة عن خطط لإدخال نظام للترخيص، ولكن الموضوع لا يزال في مرحلة التشاور حالياً. ويضيف سوني، "نحن، باعتبارنا مقدمي الخدمة ذوي الخبرة في هذا البلد، نعالج كثيراً من المشكلات المقبلة من العيادات الأخرى بسبب مشكلات السلامة والتنظيم الموجودة لدينا في المملكة المتحدة. وهذا أمر يصعب مشاهدته".

"المشكلة الكبيرة" التي يجدها كافال في البوتوكس "الوقائي" هي أنه "لا يتم ذكر التحذير الصحي أثناء ترويجه". وهو يعتقد أنه يجب على المعالجين أن يخبروا عملاءهم الشباب بأنه "قد يؤدي إلى تجهيزك لأشياء أكبر: المزيد من الجراحات والكلف والأخطار، ووقت تعاف أطول. ربما يمنعون شيئاً واحداً لكنهم ربما يخلقون [أشياء] أخرى. لقد لاحظ كافال أن المرضى يبتعدون عن مظهر الحشوات المبالغ به (لقد قام كثير من المشاهير والمؤثرين بتوثيق عملية إذابة حشوات الوجه الخاصة بهم عبر الإنترنت أيضاً) ويعتقد أننا قد "نبدأ في رؤية رد فعل ضد [الإفراط في استخدام] البوتوكس في المستقبل. لكن أظن أنه في الوقت الحالي لا يزال هناك اعتقاد كبير أن البوتوكس هو مجرد حل صغير وسريع".

ولكن ماذا إذا كنت لا تزال ترغب بإجراء حقن البوتوكس؟ يوصي سوني باختيار معالج يتمتع بمعرفة عملية جيدة ببنية الوجه، ويضيف أنه ينبغي على المعالجين أن يقدموا لك استشارة متعمقة (يميل سوني إلى مقابلة المرضى المحتملين لمدة ساعة تقريباً). يقول، "لا ينبغي عليك الخروج من الاستشارة وأنت تشعر بمزيد من القلق [حول مظهرك]، أو أن شخصاً ما قد فرض عليك شيئاً ما. يجب أن تغادر وأنت تشعر بأنك على دراية أفضل مما كنت عليه قبل دخولك". من جانبه، يقول كافال إن المرضى المحتملين في حاجة إلى أن يكونوا "متيقظين للغاية، ومشككين، وفضوليين"، والأهم من ذلك، أن يكونوا حذرين من "السعي وراء صيحة ما". وثمة سؤال آخر يجب أن نسأله لأنفسنا، لماذا نحن مهووسون بالقضاء على أي علامات للشيخوخة، حتى قبل أن تتاح لهم فرصة للظهور فعلاً؟

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة