ارتفعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية، اليوم الأربعاء، بفضل توقعات بأن المنتجين الرئيسيين سيواصلون خفوضات الإنتاج في اجتماع تحالف "أوبك+" المقرر، الأحد المقبل، وكذلك التوقعات بزيادة استهلاك الوقود مع انطلاق موسم ذروة الطلب في الصيف.
في غضون ذلك، زادت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم يوليو (تموز) 2024، 15 سنتاً بما يعادل 0.2 في المئة إلى 84.37 دولار للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر يوليو 2024، 25 سنتاً أو 0.3 في المئة إلى 80.08 دولار، وبذلك ارتفع كلا الخامين القياسيين واحداً في المئة، أمس الثلاثاء.
خفوضات "أوبك"
في الأثناء، يتوقع متعاملون ومحللون أن يبقي تحالف "أوبك+"، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاءها، بما في ذلك روسيا، على خفوضات الإنتاج الطوعية التي يبلغ إجماليها نحو 2.2 مليون برميل يومياً.
وعن ذلك، قالت مؤسسة شركة الأبحاث "أس أس ويلث ستريت"، ومقرها دلهي، سوغاندا ساشديفا إن توقعات تمديد أعضاء "أوبك+" خفوضات الإنتاج بثت التفاؤل في الأسواق، وسينظر إلى هذه الخطوة على أنها جهد متضافر لتحقيق الاستقرار في الأسعار، وإعادة التوازن في سوق النفط العالمية.
موسم القيادة الصيفي
وأضافت "علاوة على ذلك، فإن بداية موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة يحفز على زيادة موسمية في الاستهلاك، ويساعد عادة في حدوث زخم إيجابي في أسعار النفط الخام".
وتمثل عطلة رسمية لإحياء ذكرى ضحايا الحروب الأميركية، أول من أمس (الإثنين)، بداية لموسم ذروة الطلب في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، ومن شأن الإبقاء على خفوضات الإنتاج الحفاظ على ارتفاع الأسعار مع زيادة الاستهلاك.
ومن جهته، قال كبير خبراء استراتيجيات السلع في بنك "أي أن زد"، دانييل هاينز، في مذكرة "تشير البيانات الأولية إلى أن عدداً كبيراً نسبياً من رحلات العطلات في الولايات المتحدة تم القيام بها خلال عطلة يوم الذكرى، البداية التقليدية لموسم القيادة، وكان السفر الجوي قوياً أيضاً".
ووفر احتدام القتال في قطاع غزة بعض الدعم لأسعار النفط، وسط مخاوف من امتداد الصراع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط.
بيانات مخزونات الخام الأميركية
ويترقب المستثمرون أيضاً بيانات مخزونات الخام الأميركية من معهد البترول الأميركي، التي ستصدر، اليوم الأربعاء، بعد تأخر صدور البيانات يوماً بسبب عطلة أول من أمس (الإثنين).
وأظهر استطلاع أولي أجرته "رويترز"، أمس الثلاثاء، أنه من المتوقع انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية بنحو 1.9 مليون برميل، الأسبوع الماضي.
وينتظر المستثمرون أيضاً بيانات التضخم الأميركية هذا الأسبوع، والتي قد تؤثر في التوقعات في شأن خفوضات مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة، والتي قد تكون إيجابية لأسعار النفط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المقرر صدور تقرير مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساس في الولايات المتحدة عن شهر أبريل (نيسان) 2024، في وقت لاحق هذا الأسبوع، وهو مقياس التضخم المفضل لدى البنك المركزي، ومن المتوقع أن يظل التضخم من دون تغيير على أساس شهري.
وقد تأرجحت التوقعات في شأن توقيت خفض أسعار الفائدة، في ظل قلق صناع السياسات، إذ لا تزال تشير البيانات إلى استمرار التضخم.
الكويت تبدأ التشغيل الكامل لمصفاة "الزور"
في سياق قريب الصلة، احتفلت الكويت، اليوم الأربعاء، بحضور أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، بالتشغيل الكامل لمصفاة "الزور" النفطية، التي استمر العمل فيها أعواماً، بكلفة زادت على 16 مليار دولار.
وقال وزير النفط الكويتي عماد العتيقي، في كلمة ألقاها خلال الاحتفال، إن "طاقة التكرير الإجمالية للكويت تبلغ حالياً 1.83 مليون برميل يومياً من الداخل والخارج".
وتعد مصفاة "الزور" الأحدث في البلاد، بطاقة تكرير كاملة حالياً تبلغ 615 ألف برميل يومياً، إذ تنتج المصفاة منتجات عدة، منها زيت الوقود منخفض الكبريت، بنسبة كبريت 0.5 في المئة، وتزود وزارة الكهرباء والماء الكويتية بكميات منه، ويتم تصدير الباقية للخارج.
وأضاف الوزير أن "طاقة تكرير المصافي الداخلية تبلغ 1.415 مليون برميل يومياً، والباقية لحصص الكويت في المصافي الخارجية".
ولدى الكويت بجانب مصفاة "الزور" مصفاتان محليتان هما "ميناء عبدالله" و"الأحمدي"، وهما تابعتان لشركة البترول الوطنية الكويتية، وتبلغ طاقتهما التكريرية الإجمالية 800 ألف برميل يومياً.
وتمتلك الكويت حصصاً في ثلاث من المصافي في الخارج، وهي مصفاة "الدقم" في سلطنة عمان و"نغي سون" في فيتنام و"ميلازو" في إيطاليا.