Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف أسهمت العقوبات في إنشاء "محور التهرب" الإيراني- الروسي- الصيني

كان يفترض من العقوبات الغربية والقيود على التصدير إخضاع أعداء الولايات المتحدة ولكنها بدلاً من ذلك أدت إلى نشوء اقتصاد موازٍ

المصافي الخاصة الصينية تجتذب نحو 90 في المئة من إجمالي صادرات النفط الإيرانية (أ ب)

ملخص

تتمتع كتلة الدول الخاضعة للعقوبات الأميركية بصورة جماعية اليوم باقتصاد يخول حجمه الكبير حمايتها من حرب واشنطن الاقتصادية ويسمح لها بإنشاء شبكة تجارية يصح إطلاق تسمية "محور التهرب" عليها

سلط تقرير في صحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على الطريقة التي أدت فيها جهود الولايات المتحدة لمواجهة الصين من خلال العقوبات والقيود التجارية عن غير قصد إلى تشكيل "محور التهرب" بين الصين وروسيا وإيران. وطورت هذه الدول أساليب للتحايل على العقوبات الغربية، بخاصة في تجارة النفط، وهو أمر بالغ الأهمية لاقتصاد روسيا وإيران.

وقامت دول مثل الصين وروسيا وإيران وفنزويلا وكوريا الشمالية بتشكيل "اقتصاد ظل" وتطوير شبكة قوية لتفادي العقوبات الغربية، بصورة أساسية من خلال تعزيز العلاقات التجارية بقيادة الصين، وتسهيل تبادل سلع مختلفة، بما في ذلك المعدات العسكرية والموارد الأساسية، مما يقوض الهدف المنشود من العقوبات الغربية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأصبحت الصين مركزية في هذه الشبكة من خلال شراء النفط من الدول المعاقبة بأسعار مخفضة، واستخدام عملتها وأنظمتها المالية البديلة لتجاوز القيود الغربية. ويستفيد الجانبان من الوضع القائم، إذ تحصل الصين على النفط بأسعار مخفضة للغاية كما تقوم باستخدام "أساطيل ظل" وهي الناقلات التي تعطل أنظمة التتبع الخاصة بها لنقل النفط سراً. وتحصل البلدان الأخرى بدورها على إيرادات يمكنها استخدامها لشراء السلع الخاضعة للعقوبات من الصين.

وأشار التقرير إلى لجوء مجموعة الدول هذه إلى أنظمة مالية بديلة، وبينها استعمال العملة الصينية وإجراء التحويلات عبر المصارف الصينية الصغيرة، مما يحدّ من قدرة السلطات الغربية على مراقبة وتنفيذ العقوبات بفاعلية. وتزود الشركات الصينية روسيا وإيران بالسلع العسكرية ومزدوجة الاستخدام، مما يدعم قدراتها الدفاعية واستقرارها الاقتصادي.

ولفت التقرير إلى أن حرب روسيا ضد أوكرانيا أتاحت لطهران فرصة اقتصادية واستراتيجية، إذ إن بيع المسيّرات الإيرانية وإقامة منشأة إنتاج في روسيا يزودان طهران بالدخل، ويعززان النظرة الدولية عن القوة العسكرية لطهران، ويوفران بيانات قيّمة في زمن الحرب.

ويخلص التقرير إلى أن الحال هذه تسلط الضوء على التعقيدات والنتائج غير المقصودة للاستراتيجيات الجيوسياسية التي تهدف إلى عزل الدول المعادية، وتُظهر كيف تتكيف هذه الدول وتتعاون للحفاظ على اقتصاداتها وأهدافها الاستراتيجية. وبالنتيجة، تتمتع كتلة الدول الخاضعة للعقوبات بصورة جماعية اليوم باقتصاد يخول حجمه الكبير حمايتها من الحرب المالية التي تشنها واشنطن، ويسمح لها بالمتاجرة بكل شيء من الطائرات من دون طيار والصواريخ إلى الذهب والنفط.