ملخص
"حماس" تبلغ الوسطاء في محادثات وقف إطلاق النار بأنها لن تستمر في التفاوض في ظل مواصلة إسرائيل عمليتها العسكرية لكنها مستعدة للتوصل إلى "اتفاق كامل" يتضمن صفقة شاملة لتبادل الرهائن والمحتجزين إذا أوقفت تل أبيب الحرب.
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة أن قواته أنهت عملياتها في منطقة جباليا شمال غزة بعد أن دمرت أنفاقاً بطول 10 كيلومترات خلال قتال عنيف استمر أياماً ونفذت خلاله أكثر من 200 ضربة جوية.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي كبير اليوم، إن بلاده لن توافق على أي وقف للقتال في غزة ما لم يكن ضمن اتفاق يشمل عودة الرهائن.
وجاءت هذه التصريحات بعدما أعلنت حركة "حماس" في بيان أنها مستعدة لإبرام اتفاق يتضمن تبادل الرهائن بسجناء فلسطينيين شريطة وقف إسرائيل القتال في غزة.
وذكر المسؤول في تصريحات أُرسلت لـ"رويترز"، "لن تكون هناك هدنة أو أي وقف للقتال في غزة على الإطلاق ما لم يكن جزءاً من اتفاق في شأن تحرير الرهائن".
وأضاف، "لن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار إلا في إطار اتفاق".
المساعدات لا تصل للسكان
في الأثناء أعلنت الأمم المتحدة اليوم أن المساعدة الإنسانية التي يُسمح بإدخالها إلى قطاع غزة "لا تصل إلى السكان"، متهمةً السلطات الإسرائيلية بعدم الإيفاء بواجباتها القانونية.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركي خلال المؤتمر الصحافي الاعتيادي للمنظمة الدولية في جنيف، إن "المساعدة التي تدخل لا تصل إلى السكان وهذه مشكلة كبرى".
وتابع، "إننا بحاجة بالتالي إلى مساعدة إضافية"، مشيراً بصورة خاصة إلى سلوك السلطات الإسرائيلية عند معبر كرم أبو سالم، نقطة الدخول الرئيسة للمساعدات، وخصوصاً بعدما أغلق الجيش معبر رفح مع مصر عند دخول قواته المدينة في السابع من مايو (أيار) الجاري.
وأضاف لاركي، "نواصل التشديد على أن واجب السلطات الإسرائيلية عملاً بالقانون والقاضي بتسهيل المساعدة لا يتوقف عند الحدود".
وتابع أن هذا الواجب "لا يتوقف عندما تعبر الشاحنات الحدود ببضعة أمتار فتغادرون في الاتجاه الآخر وتتركون العاملين الإنسانيين يعبرون مناطق المعارك النشطة للوصول إليها، وهو أمر لا يمكنهم القيام به".
وقال المتحدث، "إننا بحاجة إلى وصول آمن وبلا عقبات للتوجه إلى نقطة إيداع المساعدات حتى نتمكن من تسلمها ونقلها إلى الناس"، مؤكداً "نتمنى بالطبع أن يحترم جميع الأطراف واجباتهم عملاً بالقانون، ولذلك لدينا تدابير إبلاغ وفض النزاع، ويعود لهم أن يكونوا بمستوى واجباتهم".
وفي السياق نفسه قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن "الوضع الإنساني لا يزال مروعاً بالنسبة إلى سكان غزة"، مضيفاً أن توزيع المساعدات الإنسانية "لا يجري بشكل فعال"، موضحاً أن "معبر رفح لا يزال مغلقاً وهذه مشكلة حقيقية"، ومؤكداً أن واشنطن "تعمل بشكل مكثف" على توزيع المساعدات في غزة.
مقتل جنديين إسرائيليين
وشن الجيش الإسرائيلي اليوم سلسلة من الضربات القاتلة امتدت من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، مكثفاً في الوقت ذاته ضغوطه على رفح حيث ينشط جنوده وسط هذه المدينة في مواجهة عناصر من حركة ""حماس".
وقال الجيش إن القوات الإسرائيلية التي تجتاح رفح برياً عثرت على منصات إطلاق صواريخ وأسلحة أخرى وممرات أنفاق حفرتها حركة "حماس" في وسط المدينة.
وأعلن كذلك مقتل اثنين من جنوده في غزة مما يرفع عدد العسكريين الذين قتلوا منذ دخول القوات الإسرائيلية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر في الـ 27 من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى 292 فرداً.
وتهدف القوات الإسرائيلية التي تتقدمها الدبابات إلى تفكيك التشكيلات القتالية لـ"حماس" في المدينة الواقعة على الحدود مع مصر.
آلاف القتلى
وأسفرت ضربات ليلية وسط قطاع غزة عن مقتل 11 شخصاً، وفق ما أفادت مصادر طبية في دير البلح ومخيم النصيرات، وأكد الجيش أنه "قضى على إرهابيين عدة كانوا ينشطون على مقربة" من قواته في هذه المنطقة.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 36 ألف فلسطيني قتلوا في الحرب التي تشنها إسرائيل جواً وبراً على غزة، وحولت جزءاً كبيراً من القطاع المكتظ بالسكان إلى ركام.
وفي مقابلة مع محطة "أل سي إي" الفرنسية أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاتهامات التي تفيد بأن إسرائيل تستهدف عمداً المدنيين وتجوعهم هي "افتراءات معادية للسامية"، وأكد كذلك أن "حجم الخسائر البشرية نسبة إلى الخسائر في صفوف المقاتلين" الفلسطينيين "تشكل النسبة الأدنى في حرب شوارع حتى الآن"، وقد أثارت هذه المقابلة احتجاجات في فرنسا.
انتهاء القتال في جباليا
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه أنجز مهمته شرق جباليا، وقال في بيان إن الحركة "حولت الرقعة المدنية إلى مجمع قتال محصن" في جباليا، وهي منطقة حضرية مكتظة بسكان ترجع أصولهم للاجئين منذ حرب عام 1948.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية قتلت مئات المسلحين في معارك شرسة واشتباكات من مسافة قريبة، وعثرت على كميات كبيرة من الأسلحة ودمرت منصات إطلاق قذائف صاروخية كانت جاهزة للإطلاق.
وذكر أن القوات الإسرائيلية دمرت شبكة أنفاق تمتد لأكثر من 10 كيلومترات تحت الأرض وقتلت قائد "كتيبة بيت حانون" التابعة لـ"حماس".
وتقول إسرائيل إن سبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين في الحرب هو ما تصفه بتعمد اختباء مسلحي الحركة في المناطق السكنية، بينما تنفي "حماس" استخدام المدنيين غطاء لعناصرها.
وتشهد جباليا قتالاً شرساً منذ أسابيع مما يسلط الضوء على التحديات أمام إسرائيل لتدمير كتائب "حماس".
وشهدت جباليا خلال المراحل الأولى من الحملة العسكرية الإسرائيلية وفي يناير (كانون الثاني) الماضي قتالاً محتدماً استمر لأسابيع، وأعلن الجيش القضاء على كل قادة "حماس" وتشكيلاتها القتالية في المنطقة.
القتال في رفح
وفي رفح قال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على صواريخ بعيدة المدى وعلى مخزون من القذائف الصاروخية والمتفجرات والذخائر وهو يواصل "الأنشطة العملياتية بناء على معلومات استخباراتية".
وذكرت حركة "الجهاد الإسلامي"، حليفة "حماس"، اليوم أنها أطلقت وابلاً من قذائف المورتر على تجمع لجنود ومعدات إسرائيلية في محيط بوابة صلاح الدين جنوب مدينة رفح، ولم تدل بمزيد من التفاصيل.
ويلوذ برفح، المدينة الرئيسة الوحيدة في غزة التي لم تسيطر عليها القوات الإسرائيلية بعد، أكثر من مليون فلسطيني غادروا منازلهم في مناطق أخرى من القطاع بسبب القتال، لكن معظمهم تركوا المدينة بعد أوامر بالإخلاء قبل العملية الإسرائيلية.
ويعيش الآن مئات الآلاف في خيم وملاجئ موقتة أخرى بمنطقة خاصة للنازحين في المواصي القريبة، وهي بقعة رملية تنتشر فيها أشجار النخيل على الساحل، إضافة إلى مناطق في وسط غزة.
وتهدد إسرائيل منذ أسابيع بشن هجوم على ما تبقى من كتائب "حماس" في رفح مما أثار تنديدات دولية وتحذيرات حتى من حلفائها، ومن بينهم الولايات المتحدة، من مهاجمة المدينة بينما هي مكتظة بالنازحين.
وتأكدت الأخطار الأحد الماضي عندما شنت إسرائيل هجوماً جوياً تسبب في اندلاع حريق حصد أرواح 45 في الأقل كانوا يحتمون داخل خيم إلى جوار تجمع سكني خارج المدينة قصفته الطائرات، فيما قالت إسرائيل إن الضربة استهدفت اثنين من قادة "حماس".
"محور فيلادلفيا"
وواصلت إسرائيل هجومها على رفح على رغم الأمر الصادر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجمات على المدينة، وغداة إعلانها سيطرة قواتها على "محور فيلادلفيا"، وهو منطقة عازلة بطول الحدود بين قطاع غزة ومصر، مما يعني أن إسرائيل تسيطر فعلياً على كامل الحدود البرية للقطاع الفلسطيني.
وقالت إسرائيل إن السيطرة على المنطقة العازلة قطعت طريقاً تستخدمه حركة "حماس" في تهريب الأسلحة إلى غزة خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، والتي جرى تدمير معظم أنحاء القطاع خلالها وأثارت مخاوف من حدوث مجاعة.
وأعلنت إسرائيل وقوع اشتباكات جنوب ووسط وشمال قطاع غزة، لكنها لم تعلق بعد على تقارير عن سقوط قتلى في رفح التي نزح إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين في وقت سابق من الحرب.
أنفاق وأسلحة ومتفجرات
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال اتصال هاتفي الليلة الماضية مع نظيره الأميركي لويد أوستن، أهمية استمرار العمليات الإسرائيلية في رفح "بسبب وجود معلومات محددة عن رهائن محتجزين هناك"، وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان عن الاتصال الهاتفي إن "الوزير غالانت قدم عرضاً مفصلاً عن أنشطة جيش الدفاع الإسرائيلي في منطقة رفح حيث رُصد 20 نفقاً إرهابياً".
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أيضاً أنه اكتشف في عمليات الاجتياح الأخيرة أنفاقاً تستغلها "حماس" في التهريب ونقل المقاتلين تحت الأرض، إضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات، فيما لم يحدد البيانان الإسرائيليان مكان أنفاق التهريب.
"اتفاق كامل"
في الأثناء قالت حركة "حماس" في بيان إنها أبلغت الوسطاء في محادثات وقف إطلاق النار بأنها لن تستمر في التفاوض في ظل مواصلة إسرائيل عمليتها العسكرية، لكنها مستعدة للتوصل إلى "اتفاق كامل" يتضمن صفقة شاملة لتبادل الرهائن والمحتجزين إذا أوقفت تل أبيب الحرب.
وجاء في البيان أن "حماس" والفصائل الفلسطينية "لن تقبل أن تكون جزءاً من هذه السياسة باستمرار المفاوضات في ظل عدوان وقتل وحصار وتجويع وإبادة جماعية لشعبنا"، مضيفاً "أبلغنا الوسطاء موقفنا الواضح وأنه في حال أوقف الاحتلال حربه وعدوانه ضد شعبنا في غزة، نعلن استعدادنا للتوصل إلى اتفاق كامل يتضمن صفقة تبادل شاملة".
ورفضت إسرائيل مقترحات سابقة من "حماس" ووصفتها بأنها غير كافية، وقالت إنها عازمة على القضاء على الحركة.
استقالة مسؤولة في الخارجية الأميركية
أميركياً قالت مسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية استقالت من عملها هذا الأسبوع إن تقريراً قدمته الإدارة إلى الكونغرس عجل قرارها، بعدما أشار على خلاف الحقيقة إلى أن إسرائيل لا تعرقل المساعدات الإنسانية لغزة.
وكانت ستايسي غيلبرت التي عملت في مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية، من الخبراء الذين أعدوا التقرير.
وقالت في مقابلة إنه "من الواضح أن هناك صواباً وخطأ، وما ورد في هذا التقرير خطأ".
وأضافت غيلبرت أنه على النقيض من النسخة المنشورة فإن المسودة الأخيرة التي اطلعتُ عليها ذكرت أن إسرائيل تمنع المساعدات الإنسانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
شكوى
وكثيراً ما اشتكت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من الأخطار والعقبات التي تعرقل إدخال المساعدات وتوزيعها في أنحاء غزة، وقدمت وزارة الخارجية التقرير غير السري المكون من 46 صفحة في وقت سابق من هذا الشهر إلى الكونغرس، بموجب مذكرة الأمن القومي الجديدة التي أصدرها الرئيس جو بايدن في أوائل فبراير (شباط) الماضي.
وورد في التقرير أيضاً أنه في الفترة التي تلت السابع من أكتوبر 2023 "لم تكن إسرائيل تتعاون بصورة كاملة" مع الجهود الأميركية وغيرها من الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن التقرير اعتبر أن هذا لا يصل إلى مستوى وصفه بأنه انتهاك لقانون أميركي يمنع تقديم الأسلحة للدول التي تضع قيوداً على المساعدات الإنسانية الأميركية.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحافيين إنه لن يعلق على أمور الموظفين، لكن الوزارة ترحب بوجهات النظر المتنوعة.
اعتصام طلابي
وفي سياق ذي صلة، فرقت الشرطة في السويد أمس الخميس اعتصاماً لطلاب مؤيدين للفلسطينيين كانوا يحتلون منذ أسبوعين متنزهاً في لوند جنوب البلاد.
وأخرج نحو 50 شخصاً على ما أفادت الشرطة على موقعها الإلكتروني، وقد أوقفوا جميعاً وبوشر تحقيق في حقهم لرفضهم الإذعان لأوامر الشرطة.
وأضافت الشرطة أن "العملية تمت من دون مواجهات وباتت المنطقة خالية"، مشددة على أن هذا التجمع لم يكن يحظى بترخيص، وقد أخرج المتظاهرون الذين رفضوا المغادرة بالقوة، وقالت الشرطة إن توتراً ساد بعد العملية مع إلقاء زجاجات على سيارة إسعاف.
وكان طلاب يحتلون منذ الـ16 من مايو (أيار) الجاري أقدم متنزه في مدينة لوند قبالة مبنى جامعة المدينة، مع نصب خيم احتجاجاً على الحرب في قطاع غزة.
تظاهرة أمام مقر قناة تلفزيونية
وفي فرنسا تجمع مئات المتظاهرين مساء الخميس أمام مقر شبكة "تي أف-1" الإعلامية الفرنسية الخاصة في ضواحي باريس احتجاجاً على بث قناة "أل سي إي" الإخبارية التابعة للمجموعة الإعلامية مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وكرر نتنياهو في هذه المقابلة الموقف الرسمي لحكومته في ما يتعلق بالعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، خصوصاً لجهة أن "عدد الضحايا المدنيين نسبة إلى خسائر المقاتلين الفلسطينيين هو أدنى معدل شهدناه في حرب مدن"، ووصف نتنياهو الاتهامات الموجهة الى إسرائيل باستهدافها مدنيين وتجويعهم بأنها "افتراءات معادية للسامية".
وتجمع المتظاهرون وهم يضعون الكوفيات ويرفعون أعلام فلسطين قرب البرج الذي يقع فيه مقر القناة التلفزيونية على ضفة نهر السين، بينما لم يتمكن المحتجون من الوصول إلى المبنى الذي عزلته قوة كبيرة من الشرطة.
وبعد الإعلان خلال النهار عن بث هذه المقابلة أعرب عدد من نواب "حزب فرنسا الأبية" (اليساري الراديكالي) عن سخطهم ودعوا إلى التجمع.