Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رفح بلا مستشفيات حتى الميدانية خرجت عن الخدمة

أدوية قليلة متوافرة في القطاع أما المسكنات التقليدية فمفقودة

فلسطينيون يخلون مستشفى كمال عدوان بعد غارة إسرائيلية (رويترز)

ملخص

انهيار القطاع الصحي في غزة بعد خروج مستشفيات رفح عن الخدمة، لكن أين سيتم علاج مرضى القطاع؟

على بوابة مستشفى تل السلطان في محافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، أسقطت الدبابات الإسرائيلية قذائفها الصاروخية، وبمجرد انفجار القنابل هرب المرضى من آخر مرفق صحي يعمل في المدينة التي يشن فيها الجيش الإسرائيلي هجوماً عسكرياً يقول إنه "محدود". بسرعة كان الطبيب زهدي المصري يركض ويقول "سنخلي المرفق الصحي"، ضارباً كفاً بكف وهو يعلن أن كل المستشفيات في رفح خرجت عن الخدمة. وتساءل الطبيب "أين سيتلقى المرضى العلاج؟ وماذا عن النساء الحوامل، كيف سيلدن؟ ما هو وضع أصحاب الأمراض المزمنة؟ وإذا تعرض أحد النازحين لوعكة صحية من يعالجه؟".

المرافق الستة خارج الخدمة

ويعد مستشفى تل السلطان أحد المرافق الصحية الستة في محافظة رفح، التي خرجت كلها عن الخدمة بسرعة. وقال وكيل وزارة الصحة المساعد في غزة، ماهر شامية، "في رفح توقفت المؤسسات الطبية عن العمل بسرعة، إذا ما قارنا ذلك مع بقية المرافق الصحية في قطاع غزة".

بدأت إسرائيل هجومها على رفح في السادس من مايو (أيار)، ومنذ ذلك الوقت اضطرت كل المرافق الصحية (المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية والمستشفيات الميدانية) إلى التوقف عن العمل وإخلاء المدينة.

ولفت شامية إلى أن "التوغل الإسرائيلي سريع في رفح، والعمليات العسكرية عنيفة للغاية، هذه الأسباب لم تمنح الأطباء فرصة للصمود، لذلك رأينا أن مؤسسات الصحة تخرج عن الخدمة، واحدة وراء الأخرى في أقل من 30 يوماً". وأوضح شامية أن "خروج مستشفيات رفح عن الخدمة جاء مخالفاً لتوقعات وزارة الصحة إذ كان الاعتقاد أن هذه المرافق ستواصل عملها بصورة طبيعية، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيشن هجوماً محدوداً على رفح، مما يعني أنه لن يتعرض للمرافق الصحية لكن ما حدث هو العكس تماماً".
وأظهر وكيل وزارة الصحة المساعد أن "الضربات الإسرائيلية كانت متعمدة على المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، إذ لحقت أضرار بأكثر الأبنية أهمية وتسببت الغارات بدمار بالغ مما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف الطواقم الطبية".


مستشفى واحد في كل غزة

في الواقع، يعد خروج مستشفيات رفح عن الخدمة كارثة ضخمة، ويشرح وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان ذلك قائلاً إن "القطاع الصحي فقد كل المؤسسات الطبية شمال غزة، وفي الجنوب توقفت مستشفيات خان يونس، واليوم أغلقت المؤسسات الصحية في رفح أبوابها". وأضاف، "لم يتبق في قطاع غزة سوى مستشفى واحد يعمل، لقد أغلقت 35 مستشفى من 36 أبوابها أمام المرضى. مستشفى الأقصى في دير البلح هو الوحيد الذي يعمل، لكن ذلك شيء غير معقول، إن وجود مؤسسة طبية واحدة لخدمة 2.3 مليون نسمة أمر لا يُصدق، هذه كارثة على مستوى العالم".
ووفق ما صرحه وزير الصحة، "يمكن القول إن غزة اليوم بلا خدمات طبية، والجرحى والمرضى يبحثون عن مكان مجهز للحصول على الرعاية ولا يجدون ذلك، وبخاصة بعد إخلاء جميع خيام المستشفيات الميدانية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ماذا يعني إخلاء المستشفيات؟

وأكدت منسقة منظمة "أطباء بلا حدود" في غزة، أوريلي غودار، أن "خروج مستشفيات رفح عن الخدمة يجعل غزة بؤرة للأوبئة"، مضيفة أن "كلمة خروج عن الخدمة وإخلاء مرفق صحي شيء خطر ولا يمكن تصوره". وتابعت "دعني أشرح لك، لقد نقلنا المرضى الذين يستطيعون المشي من مستشفيات رفح حيث لا وجهة، وتركنا المرضى الذين لا يستطيعون الحركة على أسرة المستشفيات من دون متابعة طبية، هذا شيء لم يحدث في العالم من قبل".
وأوضحت غودار أن "الهياكل البديلة التي يجري تركيبها وتعد مستشفيات ميدانية لن تكون قادرة على التعامل مع تدفق المرضى والجرحى، إضافة إلى الحاجات الطبية العادية مثل الولادات والأمراض المزمنة".

إن خروج مستشفيات رفح عن الخدمة يعني توقف جميع مستشفيات قطاع غزة عن العمل، باستثناء مرفق صحي واحد، ولتوضيح ما يعني ذلك، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريتشارد بيبركورن، "اليوم إذا احتاج مريض إلى علاج عليه الانتظار في طابور خلف 2.3 مليون نسمة ليصل دوره". وأضاف "في مستشفى الأقصى الوحيد الذي يعمل، هناك 400 سرير فقط، ونحو 40 طبيباً و50 عاملاً صحياً، وقليل جداً من الأجهزة الطبية. على هذه المؤسسة الصحية خدمة كل سكان غزة، إنه أمر مضحك ويدعو للفزع في الوقت نفسه".


زيادة الموت

ما يتوقعه ممثل منظمة الصحة العالمية هو زيادة ضخمة في الوفيات والأمراض بين سكان غزة، وبخاصة مع توقف توريد الإمدادات الطبية والأدوية الأساسية والمعدات إلى القطاع.
وأوضح بيبركورن أن "الإغاثة الطبية تدخل إلى غزة من مصر عبر معبر رفح، لكن اليوم هذا غير متاح بنسبة 100 في المئة. على أرض الواقع هذا يعني أنه إذا تعرض أحد للمرض فإن العلاج الذي سيتناوله هو الفلاجيل والمضاد الحيوي فقط". وأشار بيبركورن إلى أن "الأطباء اليوم لا يجدون حتى المسكنات التقليدية ليصرفوها للمرضى، وعلى العالم تخيل أنه لا يوجد في غزة حبة بانادول لعلاج وجع الرأس".

نقل المرضى إلى مصر حل قد يخفف الأزمة

ومع انهيار النظام الصحي كلياً في غزة، فإن الحل الذي رسمته وزارة الصحة يتمثل في نقل منظم وآمن ومستدام للمرضى إلى مستشفيات مصر، بحسب المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ.

وأضافت فرسخ "بعد درس الوضع في غزة تبين أن أفضل حل لإنقاذ القطاع هو نقل المرضى والجرحى إلى مصر، هناك يمكنهم تلقي رعاية طبية أفضل من البقاء في غزة، ونحاول التنسيق مع القاهرة في شأن ذلك".
ووفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن 8 آلاف شخص في غزة مصابون نتيجة الحرب ويحتاجون السفر الفوري إلى مصر. وهناك 6 آلاف مريض لا يوجد لهم علاج في غزة وهم بحاجة إلى السفر لتلقي العلاج المناسب، وأيضاً يجب نقل أكثر من 1200 مريض مزمن إلى القاهرة.
وأكدت فرسخ أن "ذلك الحل قد يسهم في تحسين الوضع الصحي في غزة، ويخفف عن كاهل الأطباء"، لكن في الوقت نفسه نسفت المتحدثة باسم الهلال الأحمر تلك الفرضية، قائلة "لا إمكان في الوقت الحالي لإجلاء الجرحى والمصابين إلى خارج قطاع غزة لتلقي العلاج، معبر رفح مغلق وتحت السيطرة الإسرائيلية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات