Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مرض المشاهير... هل يجب أن يعرفه الجمهور؟

يجمع النقاد على أنه أمر شخصي وكندة علوش وفنان العرب أبرز المصابين بالسرطان خلال الفترة الأخيرة

إعلان كندة علوش إصابتها بالسرطان أزعج الجمهور    (التواصل الاجتماعي)

ملخص

كثير من المشاهير يرفضون تعاطف الجمهور ويعدون المرض أمراً شخصياً لا يخص غير العائلة والمقربين، ولكن في النهاية يظل تعامل كل فنان متعلقاً بطريقته في الحياة فهناك من يشارك حياته الخاصة وتفاصيلها، وهناك من يمتنع.

إعلان النجوم والمشاهير عن إصابتهم بأمراض خطرة بخاصة السرطان يحدث كثيراً من ردود الفعل، ويتسبب في صدمة كبيرة لدى جمهورهم ومقربيهم حيث يخيم الحزن على المعجبين والفزع على كل من يفكر في مصير الفنان وهل سيتخطى المرض أم ستكون نهايته؟

خلال الفترة الأخيرة أعلن عدد كبير من المشاهير إصابتهم بالسرطان بينهم كندة علوش ولميس الحديدي وإليسا ومحمد عبده وغيرهم، مما يطرح تساؤل إذا ما كان الفنان ملزماً مصارحة جمهوره بحاله رغبة في الدعم النفسي والإنساني، أم أنه أمر شخصي يعود إليه؟

اكتشاف صادم

أعلنت كندة علوش منذ أيام إصابتها بسرطان الثدي، وعند الفحص اكتشفت وجود أكثر من ورم خبيث، وبدأت رحلة العلاج التي تستمر منذ أكثر من عام، إذ انتهت من العلاج الإشعاعي وتواصل جلسات العلاج الكيماوي.

 وأوضحت أن لديها تاريخاً وراثياً مرضياً بالعائلة، إذ توفي جدها وخالها بهذا المرض، لكنها حاولت التعامل مع مرضها بحكمة وسكينة على رغم أنها فوجئت أن والدتها مصابة بالمرض نفسه.

كذلك ذكرت الإعلامية لميس الحديدي قبل عيد الأضحى إصابتها بالسرطان قبل 10 سنوات مضت، وصرحت بأنها عاشت كابوساً على مدى سنوات، وفضلت أن تخفي الخبر عن أقرب المقربين، وأشارت إلى أنها تجاوزت الأزمة بدعم القليل من محبيها.

فنان العرب

منذ شهرين أعلن أيضاً الفنان محمد عبده إصابته بسرطان البروستاتا خلال تسجيل صوتي، وأشار إلى أنه يتلقى العلاج وحالته في تحسن ليطمئن جمهوره.

كما كشفت المطربة اللبنانية إليسا عن إصابتها بمرض سرطان الثدي عام 2018، وأشارت إلى أنها تعافت منه عقب خضوعها لجلسات الإشعاع وعلاج الكيماوي.

الأمر نفسه تكرر مع حورية فرغلي التي أعلنت إصابتها بسرطان الرحم واضطرها إلى استئصاله منذ عامين.

 

كما صرحت نجمة "أراب أيدول" العراقية برواس حسين بأنها مصابة بمرض سرطان الأمعاء، وطالبت جمهورها بالدعاء لها لتخطي رحلة العلاج الصعبة.

وأكد المطرب المصري هيثم شاكر أن سبب غيابه عن الساحة الفنية لفترة طويلة كان بسبب إصابته بمرض سرطان القولون، وأوضح أنه السبب في إنقاص وزنه وتغير شكله بخاصة أنه ما زال يعاني آلاماً في معدته على رغم نجاته من المرض.

بسمة ونجوى

الإعلامية بسمة وهبي كشفت أيضاً عن أنها كانت تكافح سرطان الثدي، وسافرت لباريس حيث خضعت للعلاج والجراحة. كما أعلنت الإعلامية نجوى إبراهيم عن شفائها وتعافيها من المرض الخبيث بعد فترة استمرت أربعة أشهر وأعربت عن سعادتها لبدء حياة جديدة وسط جمهورها.

وأشارت الفنانة عايدة رياض إلى تعرضها لسرطان المثانة عام 2015، وحرصت ألا تخبر أحداً بحالتها بخاصة وسائل الإعلام، وكشفت عن مرضها أخيراً وأكدت أنها استخدمت العلاج الإشعاعي، وبعد تعافيها طلب منها الطبيب إزالة المثانة جراحياً لكنها رفضت.

اقرأ المزيد

واكتشف الفنان أحمد حلمي إصابته بالسرطان بالصدفة حين كان يجري فحوصاً عادية وفوجئ بإصابته بسرطان في العمود الفقري، ولأنه كان في مرحلة مبكرة استأصله وتمكن من التغلب عليه.

وصارحت الفنانة سمية الألفي جمهورها بحقيقة حالها الصحية وتطور إصابتها بمرض السرطان وقالت إنها تعافت بعد رحلة علاج طويلة. ومن الفنانين الذين أعلنوا إصابتهم بالسرطان خلال الفترة الأخيرة إسماعيل فرغلي، وقبله أعلن الإعلامي شريف مدكور.

 وهناك نجوم كان الإعلان عن إصابتهم بالسرطان صدمة كبيرة لدى الوسط الفني والجمهور، ومنهم الفنانة شيريهان التي أعلنت إصابتها بمرض سرطان الغدد اللعابية عام 2002، واكتشفته يوم تسلمها جائزة أحسن ممثلة في مهرجان الإسكندرية السينمائي، وخضعت للعلاج لسنوات طويلة ابتعدت فيها عن الأضواء.

نجوم هزمهم المرض

وعلى رغم نجاح عدد كبير من النجوم في هزيمة المرض فإن كثيراً منهم لم ينج من المعركة الضارية وفارقوا الحياة، ومنهم الراحل فاروق الفيشاوي الذي أعلن إصابته بالسرطان خلال تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 2018، وعلى رغم تفاؤله وقوله إنه سيتعامل معه على أنه مجرد صداع وسينتصر عليه فإنه لم يصمد كثيراً وتوفي بعدها بأشهر عدة.

الأمر نفسه تكرر مع الراحل أحمد زكي الذي عانى سرطان الرئة وتدهورت حاله الصحية أواخر حياته وتوفي عام 2005.

 وصارع نور الشريف المرض اللعين وتوفي متأثراً به عام 2016، ورحل قبله عامر منيب عن عمر 48 سنة بعد إصابته بمرض سرطان البنكرياس.

 

وهزم السرطان هشام سليم وزكي فطين عبدالوهاب ورحلا عن الحياة وسط حزين شديد من الجمهور.

كما رحلت الفنانة الشابة ميرنا المهندس بعد صراع ضار مع سرطان المعدة استمر لسنوات وهزمها وهي لم تكمل عامها الـ40.

وفي عام 2014 رحل عن عالمنا عدد من النجوم متأثرين بإصابتهم بمرض السرطان، بينهم معالي زايد وزيزي البدراوي التي عانت سرطان الرئة وأمراضاً مزمنة مثل القلب والشلل الرعاش، وتوفيت أيضاً فايزة كمال بعدما أصيبت بسرطان الكبد.

معاناة مشابهة

وعانى عدد من الفنانات سرطان الثدي، بينهن الفنانة هالة فؤاد التي رحلت عام 1993 عن عمر ناهز الـ43 سنة من عمرها. كما أصيبت مديحة كامل بنوع السرطان نفسه وابتعدت عن الأضواء بسبب المرض وتفرغت للعبادة وظلت تصارعه حتى توفيت. وحاربت الراحلة ناهد شريف المرض نفسه واضطرت إلى السفر للخارج لإجراء جراحة ولكنها قطعت فترة علاجها لتعود للقاهرة لعدم قدرتها على سداد النفقات ورحلت عن عمر 43 سنة. ورحلت المطربة فايزة أحمد أيضاً بعد إصابتها بسرطان الثدي، وعانت كثيراً أثناء رحلة علاجها ولم تستطع هزيمته، كذلك أصيبت الفنانة شادية بسرطان الثدي وخضعت لجراحة استئصال.

وجدي وفوزي

ومن أوائل النجوم الذين أصيبوا بالسرطان أنور وجدي الذي عانى سرطان المعدة، ورحل بعد صراع طويل معه عام 1955، وتردد أن آخر فترات حياته كانت الأشد ألماً، إذ حرم من تناول الطعام بكل أنواعه وكان لهذا تأثير نفسي يفوق آلام مرضه.

وعانى الراحل محمد فوزي معاناة مضنية مع سرطان العظام، وحاول مقاومته لكنه توفي تاركاً وراءه تاريخاً طويلاً من الأغنيات والأفلام التي تعد علامة بارزة في الفن.

 

مصارحة مهمة

وعما إذا كان على الفنان أن يعلن إصابته أو يظل الأمر داخل دائرته المقربة، يقول الناقد أحمد سعيد "الفنان شخصية عامة وقد يكون مرضه أمراً شخصياً لكن من حق الناس أن تعرف ما يمر به نجمهم المفضل، وأحياناً تحدث وفاة ولا يفهم الناس ما السبب ويتركون في صدمة كبيرة". يضيف "قد يعلن الفنان عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو البرامج الفنية الخبر لجمهوره رغبة في الدعم النفسي والإنساني الذي يجده بكل تأكيد، وبعضهم يعلن رغبة في أن يتفهم الجمهور أسباب بعده عن الظهور أو تغير هيئته ووزنه نظراً إلى تلقي العلاج". وأشار إلى أن بعض النجوم يكون لديهم حساسية شديدة ويفرضون حالة من الخصوصية على مرضهم خوفاً من استجداء الشفقة والعطف، ونجد نجوماً عانوا السرطان وغيره من الأمراض ومروا بكل مراحل العلاج ثم أعلنوا الشفاء، والإعلان أو عدمه قرار يخصهم وحدهم، وفق ما يريحهم من نتائج أو توقعات سواء تلقي الدعم المعنوي أو الخوف من تداعيات غير متوقعة من الناس.

إثارة الذعر

في السياق، رفض الناقد محمد عبدالمنعم مصارحة النجوم جمهورهم بالمرض، لأن هذا قد لا يفيد إلا في نقطة تفسير غياب النجم أو تغير وزنه أو شكله، لكنه يثير في الغالب حالة ذعر غير صحية بين المعجبين وتكون تداعياته مزيداً من ملاحقة الفنان أو الفنانة خوفاً عليه في بعض الأحيان، وقد يقابل الأمر ببعض التشدد من فئة من الناس بأن يطالبوا الفنان بالاعتزال باعتباره في اختبار إنساني ولا يجب أن يمارس الفن وحياته الطبيعية معاً.

واختتم عبدالمنعم بأن كثيراً من المشاهير يرفضون تعاطف الجمهور ويعدون المرض أمراً شخصياً لا يخص غير العائلة والمقربين، ولكن في النهاية يظل تعامل كل فنان متعلقاً بطريقته في الحياة فهناك من يشارك حياته الخاصة وتفاصيلها، وهناك من يفصل بين ما يخصه وعائلته من معلومات وما يجب أن يعرفه الجمهور.

المزيد من منوعات