Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمم المتحدة عن الذكاء الاصطناعي: "تركنا المارد يخرج من القمقم"

"غوغل" و"مايكروسوفت" تعتزمان ضخ 4.2 مليار دولار في ماليزيا

أعلنت "مايكروسوفت" عزمها إنفاق 2.2 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي في ماليزيا (أ ف ب)

وجهت هيئة الأمم المتحدة جرس إنذار إلى البشرية في سباقها الصعب مع تطور استخدامات الذكاء الاصطناعي، معتبرة الذكاء الاصطناعي "مارداً خرج من القمقم"، محذرة من الأخطار الكبيرة التي يحملها.

ناقوس الخطر

ناقوس الخطر دقه مسؤولون ومتخصصون بالأمم المتحدة خلال افتتاح قمة عالمية تقام ليومين في جنيف، وتحمل عنوان "الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح".

إلى ذلك قالت الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات دورين بوغدان مارتن "تركنا المارد يخرج من القمقم"، مضيفة "نحن في سباق مع الزمن". وأشارت إلى أن "التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي هي ببساطة استثنائية"، قائلة "يدرك آلاف الحاضرين في القمة أن التقدم في الذكاء الاصطناعي التوليدي بدأ يسرع الجهود المبذولة لحل بعض المشكلات العالمية الطارئة مثل التغير المناخي والجوع والإعانة الاجتماعية".
وقالت بوغدان مارتن في رسالة بالبريد الإلكتروني قبل انطلاق القمة "أعتقد أننا أمام فرصة، لا تتكرر سوى مرة واحدة في كل جيل، لوضع الذكاء الاصطناعي في خدمة كل شخص على هذا الكوكب".

خدمة الإنترنت لا تزال غير متاحة لثلث البشرية
لكنها أبدت أسفها لأن خدمة الإنترنت لا تزال غير متاحة لثلث البشرية "المستبعد من ثورة الذكاء الاصطناعي، من دون أن يتمكن من التعبير عن نفسه"، مشددة على أن الذكاء الاصطناعي يحمل "إمكانات هائلة سواء للخير أم للشر"، مشيرة إلى ضرورة جعل "أنظمة الذكاء الاصطناعي آمنة".
وقالت إن "ذلك مهم في المرحلة الراهنة تحديداً لأن عام 2024 هو أكبر عام انتخابي في التاريخ، إذ ستنظم انتخابات في عشرات البلدان بينها الولايات المتحدة".
وأضافت "مع ظهور حملات التضليل المتقدمة من نوع التزييف العميق، يعد 2024 أيضاً العام الأكثر إثارة للجدل"، محذرة من أن "سوء استخدام الذكاء الاصطناعي لا يهدد النظام الديمقراطي فحسب، بل يعرض الصحة الذهنية للشباب للخطر ويهدد الأمن السيبراني".

وفي خطاب ألقته في حدث آخر تمحور على إدارة الذكاء الاصطناعي هذا الأسبوع، أشارت الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات إلى أن "قوة الذكاء الاصطناعي تتركز في أيادي عدد قليل جداً من الجهات".
وقالت "إن التموضع في هذا النوع من المواقف خطر وغير أخلاقي إلى حد ما بالنسبة إلى البشرية".

وأبدى متخصصون آخرون كانوا حاضرون في القمة موافقتهم على حديث بوغدان مارتن، إذ قال عالم متخصص بأخلاقيات التكنولوجيا وشارك في تأسيس مركز "سنتر فور هيومن تكنولودغي" تريستان هاريس، "علينا أن نفهم إلى أين نتجه"، مشيراً إلى الدروس المستقاة من وسائل التواصل الاجتماعي التي قدمت في البداية كوسيلة لربط الناس ومساحة تعبير لكل فرد"، مستدركاً "لكنها تسببت في الوقت نفسه بإدمان، وأسهمت في انتشار المعلومات المضللة، والمضايقة عبر الإنترنت، وعززت من المشكلات الذهنية لدى المراهقين".
ومع أن الذكاء الاصطناعي قد يفيد البشرية بطرق كثيرة، حذر هاريس من أن الحوافز التي تدفع الشركات لنشر التكنولوجيا قد تزيد آثارها السلبية بصورة كبيرة، قائلاً إن الدافع الأساس وراء أداء شركتي "اوبن ايه أي" و"غوغل" هو التسابق للهيمنة على السوق، مضيفاً "في عالم مماثل من أملهم جداً أن تواكب الحوكمة سرعة تقدم التكنولوجيا".

يمنح الناس قدرات خارقة

رداً على ذلك، أقر مدير "اوبن ايه آي"، مبتكرة برنامج "تشات جي بي تي" سام التمان، بأن هذا التقدم التكنولوجي قد يحمل أخطاراً.
وفي حديث عبر اتصال بالفيديو قال للحاضرين إن "الأمن السيبراني يمثل حالياً أكبر مسألة مقلقة في ما يتعلق بالآثار السلبية التي قد تنجم عن الذكاء الاصطناعي" مشيراً إلى ضرورة تغيير العقد الاجتماعي نظراً إلى القوة المتوقعة لهذه التكنولوجيا، مشدداً في الوقت نفسه على أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تعد من منظور التطور التاريخي للتكنولوجيات الجديدة، "آمنة وقوية عموماً". وفي حين رحب بالمناقشات التي تتمحور على القوانين التنظيمية الرامية إلى الحد من الآثار السلبية القصيرة الأمد للذكاء الاصطناعي، حذر من "صعوبة" وضع قوانين تهدف إلى الحد من تقدمه.

من جانبه سلط مؤسس شركة "اكسبونانشل فيو" عظيم أزهر الضوء على الحاجة إلى استجابة مؤسسية أقوى بكثير، لضمان أن الذكاء الاصطناعي يمنح الناس قدرات خارقة بدل النظر إليه على أنه أداة لتحل محلهم.

ورحبت بوغدان مارتن بمسارعة الحكومات والجهات الفاعلة الأخرى "أخيراً لوضع تدابير حماية"، وقوانين مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
في غضون ذلك أعلن الاتحاد الأوروبي الأربعاء الماضي، إنشاء مكتب للذكاء الاصطناعي يعنى بتنظيم هذه التكنولوجيا بموجب قانون جديد.

"غوغل" تعتزم استثمار ملياري دولار في ماليزيا

في الأثناء تعتزم مجموعة "غوغل" استثمار ملياري دولار في ماليزيا لإقامة أول مركز بيانات لها في هذا البلد، بحسب ما أعلنت الحكومة الماليزية، لتنضم بذلك إلى عمالقة تكنولوجيا آخرين يضخون الأموال في المنطقة بحثاً عن فرص للنمو. وقالت الحكومة في بيان إن الأموال ستدعم 26500 وظيفة في قطاعات مختلفة في ماليزيا مثل الرعاية الصحية والتعليم والتمويل. ويأتي هذا الاتفاق ذلك بعد أيام من إعلان رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم عزمه جذب استثمارات بقيمة 107 مليارات دولار في الأقل لقطاع أشباه الموصلات.
وكان أنور كشف في أبريل (نيسان) الماضي عزمه بناء أكبر مجمع لتصميم الدوائر المتكاملة في جنوب شرقي آسيا، مع تقديم حوافز تشمل إعفاءات ضريبية وإجراءات دعم لجذب شركات التكنولوجيا العالمية والمستثمرين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعليقاً على ذلك قالت الرئيسة والمديرة التنفيذية للاستثمار في "غوغل" وشركتها الأم "ألفابيت" روث بورات، إن أول مركز بيانات لـ"غوغل" ومنطقته السحابية أكبر استثمار مخطط له في ماليزيا حتى الآن، وهو المكان الذي تفتخر "غوغل" بأنه تعتبره موطناً منذ 13 عاماً. وأضافت أن "هذا الاستثمار يبني على شراكتنا مع الحكومة الماليزية لتعزيز سياسة السحابة أولاً الخاصة بها، بما يشمل معايير الأمن السيبراني الأفضل في فئتها".

"مايكروسوفت" تستثمر 2.2 مليار دولار في ماليزيا
بدوره قال وزير الاستثمار والتجارة والصناعة تنكو ظافر العبد العزيز إن "الأموال ستعزز بصورة كبيرة طموحات ماليزيا الرقمية المذكورة في مشروع رئيس لعام 2030"، مضيفاً أن "مركز البيانات والمنطقة السحابية سيعملان على تمكين قطاعاتنا التحويلية وتلك القائمة على الخدمات من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات المتقدمة للارتقاء بسلسلة القيمة العالمية".

وفي وقت سابق من هذا الشهر أعلنت "مايكروسوفت" عزمها إنفاق 2.2 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في ماليزيا، إذ تعهد رئيسها ساتيا ناديلا خلال جولة له في المنطقة استثمار المليارات في تايلاند وإندونيسيا. وبدورها قالت "أمازون" إنها ستنفق تسعة مليارات دولار في سنغافورة على مدى السنوات الأربع المقبلة لتوسيع قدرات الحوسبة السحابية في المدينة.

وسيكون موقع المنشأة التي أعلنها الخميس في مجمع شركات غرب العاصمة كوالالمبور، وستعمل المنشأة على تشغيل خدمات "غوغل" الرقمية الشهيرة مثل البحث والخرائط ومساحة العمل.وجاء في البيان أن "عند التشغيل، ستنضم ماليزيا إلى 11 دولة أنشأت فيها ’غوغل‘ وتدير حالياً مراكز بيانات لخدمة المستخدمين في جميع أنحاء العالم". وأضافت أن منطقة "غوغل" السحابية ستوفر بنية تحتية سحابية عالية الأداء ومنخفضة البطء وتحليلات وخدمات الذكاء الاصطناعي للمؤسسات الكبيرة والشركات الناشئة ومؤسسات القطاع العام.

وماليزيا لاعب رئيس في صناعة أشباه الموصلات منذ عقود، وتمثل ما يقدر بنحو 13 في المئة من حجم التصنيع العالمي، وفق شركة "بوش" الألمانية العملاقة للتكنولوجيا. وأظهرت دراسات أجرتها شركة الاستشارات العالمية "كيرني" أن من المتوقع أن تبلغ حصة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي لجنوب شرقي آسيا تريليون دولار بحلول 2030، وأن يكون الجزء المتعلق بماليزيا عشر ذلك المبلغ.

وعن ذلك قال المحلل لدى مركز أبحاث المحيط الهادئ في ماليزيا أوه أي سون "الآن بعد أن نوع عدد من عمالقة التكنولوجيا الأميركيين أخطار استثماراتهم بعيداً من الصين، أصبحت ماليزيا بمشاركتها التقليدية في قطاع التكنولوجيا المتقدمة في وضع جيد لاستقبال عملياتهم".