Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بقاء حرب إسرائيل على غزة إلى الانتخابات الأميركية كابوس يؤرق بايدن

تصر واشنطن على أن حليفتها لم تتجاوز "الخطوط الحمراء" بهجومها على رفح. لكن يتوقع المسؤولون كر سبحة الحرب عدة أشهر إلى متى ستبقى الأمور على هذه الحال؟

فلسطينيون يتجمعون للحصول على وجبات من مطبخ خيري وسط شحّ المساعدات في رفح (رويترز)

ملخص

طيف حرب القطاع يهدد بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية

شوهدت الدبابات والمدرعات الإسرائيلية قرب مسجد العودة وسط رفح بينما قُتل 45 شخصاً في ضربة استهدفت مخيماً شرق المدينة، لكن حتى ذلك لا يعني أنّ المدينة تشهد "عملية برية كبيرة" وفقاً لإدارة بايدن

أما المجزرة التي وقعت في تل السلطان وذهب ضحيتها كثير من الأطفال والمسنين والنساء بعدما قضوا حرقاً، فكانت "تفطر القلب ومريعة" بحسب تعبير المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الذي أضاف "يجب ألّا تزهق أية روح بريئة هنا نتيجة لهذا الصراع".  

كان من المفترض أن يشكل قتل المدنيين في عملية على رفح "خطاً أحمر" بالنسبة إلى جو بايدن. ففي الثامن من مايو (أيار) الماضي، شدد على أن بنيامين نتنياهو أُبلغ بكل وضوح إنه "في حال توغل ’الجيش الإسرائيلي‘ داخل رفح لن أورد له السلاح الذي يستخدمه عادة للتعامل مع رفح ومع المدن ومع تلك المشكلة".

أسوة بغيره من قادة الدول الغربية، طلب الرئيس الأميركي مرات عدة من إسرائيل عدم شن هجوم داخل رفح التي التجأ إليها مئات آلاف المدنيين هرباً من المذابح التي وقعت في بقية مناطق غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتكلم ريشي سوناك من جهته عن شعوره بـ"قلق عميق إزاء احتمال الغزو العسكري لرفح نظراً إلى أعداد المدنيين الذين يحتمون هناك وأهمية ذلك المعبر في إمدادات المساعدات". أما إيمانويل ماكرون، فليس لديه أدنى شك في أن "هذه العمليات يجب أن تتوقف. ما عاد في رفح مناطق آمنة للمدنيين الفلسطينيين". الأسبوع الماضي أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بالامتثال "لالتزاماتها" بموجب معاهدة منع الإبادة الجماعية و"وقف هجومها فوراً" على رفح.

لكن الحكومة الإسرائيلية مضت قدماً بالهجوم. مع أنها اختارت وصف الأحداث بالعملية البرية "المحددة" ضد مقاتلي "حماس" والبنية التحتية للحركة شرق رفح.

وتمسكت إدارة بايدن بهذا الموقف إذ حرص المتحدث باسم البيت الأبيض كيربي على القول "لم نرَهم يقتحمون رفح، ولم نرهم يدخلون بأرتال وتشكيلات تجري مناورة منسقة ضد أهداف عدة على الأرض".

كانت إسرائيل تنوي نشر وحدتين في هجومها على رفح لكنها تراجعت عن هذا العدد من القوات كما أشارت بعض التقارير. ولفت محللون عسكريون إلى أن لا حاجة تستدعي دخول هذا العدد الكبير من القوات في المرحلة النهائية من الحرب. ويبدو أن خفض عدد القوات جاء لكي يتسنى للإدارة الأميركية أن تحفظ ماء وجهها.

لكن إسرائيل لا تزال متمسكة بالأهداف نفسها. وفي هذا الإطار، شدد وزير الدفاع يوآف غالانت على أن الهجوم مستمر حتى "القضاء" على عناصر "حماس" في رفح و"كامل قطاع غزة". وقال متحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي "هذه بداية مهمتنا لسحق آخر أربع كتائب تابعة لـ’حماس‘ في رفح. يجب عدم الشك في ذلك أبداً".

إنما في الواقع بعد سبعة أشهر من الحرب، لم تقضِ حكومة نتنياهو على "حماس". ولم يتعرض أبرز قائدين للحركة، يحيى السنوار ومحمد الضيف، للقتل أو الاعتقال. ويعتقد أن 125 رهينة في الأقل ممن أسرتهم "حماس"، لا يزالون قيد الأسر.  

في المقابل، يشعر فريق بايدن بالقلق إزاء مهلة زمنية أخرى من سبعة أشهر. فحرب غزة مرشحة للاستمرار حتى تلك الفترة وربما لأشهر عدة أكثر وفقاً لرئيس "مجلس الأمن القومي" الإسرائيلي تساحي هنغبي.

وذلك يعني بالتأكيد امتدادها حتى المراحل الأخيرة من الحملة الانتخابية الأميركية وموعد الانتخابات.

تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنّ أكثر من نصف الأميركيين ووصولاً إلى ثلثيهم، لا يؤيدون طريقة تعامل بايدن مع غزة، وخلال انتخابات الحزب التمهيدية في فبراير (شباط) الماضي في ميشيغان، صوّت أكثر من 100 ألف ديمقراطي بـ"غير ملتزم" بعد مطالبة معارضي الحرب الناخبين بتصويت احتجاجي.

وحذر المانحون الديمقراطيون الرئيس من أن دعمه للهجوم الإسرائيلي قد يكلّفه الانتخابات. وتكلّم أحد كبار المانحين جورج كراب الذي توقع جمع نحو 2.5 مليون دولار خلال حملة جمع تبرعات أخيراً في بوسطن، بكل صراحة فقال "أعتقد أن مسألة إسرائيل مثل كارثة حلت على بايدن. أعتقد تماماً أنه بحاجة إلى تعليق شحنات الأسلحة لأسباب إنسانية وسياسية على حدّ سواء".

من الأرجح أن يؤدي استمرار الحرب لأشهر إلى وقوع مزيد من الهجمات القاتلة، مثل تلك التي حدثت في تل السلطان، وظهور صور مرعبة أكثر عنها. سوف يضطر جو بايدن في وقت من الأوقات إلى القرار إن كان بنيامين نتنياهو قد اجتاز "خطوطه الحمراء".  ولن يريد أن يتواصل تركيز "كل العيون على رفح" حتى الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.  

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل