تفاعل الشعب الكويتي إيجاباً مع خبر تزكية الشيخ صباح الخالد الحمد المبارك الصباح ولياً للعهد بأمر من أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح. وامتد التفاعل نفسه إلى النخب الكويتية والشعبية السياسية والاجتماعية والكتاب والمفكرين بتهنئة ومبايعة ولي العهد الجديد الذي أدى اليمين الدستورية أمس الأحد.
وجاء قرار أمير الكويت الذي تسلم الحكم ديسمبر (كانون الأول) 2023 بتعيين ولي العهد بعد نحو ثلاثة أسابيع من حل مجلس الأمة (البرلمان)، وتعطيل بعض مواد الدستور.
رجل المحطات الصعبة
قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة، ووزيرة الدولة لشؤون الشباب الكويتية الدكتورة أمثال الحويلة في حديثها لـ"اندبندنت عربية"، إن تزكية واختيار الشيخ صباح الخالد الحمد المبارك الصباح ولياً للعهد أتت نتيجة للحكمة والدبلوماسية العالية التي يتمتع بها، إضافة إلى بصماته الكبيرة على المستويين المحلي والخارجي، وخبراته الواسعة في الشؤون السياسية والإدارية، ونجاحاته العدة في مختلف المناصب التي تولاها مما جعله الشخص المثالي لهذه المسؤولية الرفيعة، وثقة أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تعكس تقديره لهذه الصفات والقدرات المميزة.
وأضافت، "كانت ردود الأفعال الشعبية إيجابية للغاية، إذ عبر المواطنون عن ارتياحهم وفرحتهم بهذا التعيين عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وتجديد مبايعة الأمير وولي العهد تعكس الثقة الكبيرة والمحبة التي يكنها الشعب لهما، وتؤكد دعمهما للقيادة الحكيمة والرؤية المستقبلية التي يحملانها".
وأكدت الحويلة أن ولي العهد الشيخ صباح الخالد الصباح سيكون عضداً متيناً لأمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة وتحقيق رؤية الكويت التنموية الجديدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابعت، "لدى الشيخ صباح الخالد الصباح عدد من الإنجازات المهمة خلال فترة توليه منصب رئيس مجلس الوزراء ومن أبرز هذه الإنجازات تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، وتحسين بيئة الأعمال وتشجيع الاستثمار، وتنفيذ عدد من المشاريع التنموية الكبرى، والعمل على تحسين الخدمات الصحية والتعليمية".
كما عمل على مواجهة التحديات التي برزت في زمن جائحة "كورونا" وتجاوزها بنجاح، وكانت توجيهاته واضحة في تغليب مصلحة المواطنين وتحقيق النهضة والتنمية للكويت في ظل القيادة الحكيمة لأمير الكويت، بحسب الوزيرة الحويلة، التي لفتت أيضاً إلى ثقتها والشعب الكويتي في القيادة الحكيمة لأمير البلاد وولي عهده.
صراعات سياسية داخلية
كما قال المحلل السياسي الكويتي الدكتور عايد المناع "إن اختيار أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لولي العهد الشيخ صباح الخالد الحمد المالك الصباح تم نتيجة تمعن وقراءة لجميع الأشخاص الذين قد يكونون الأقرب لولاية العهد".
وتابع، "أمير الكويت فاجأ الجميع باختيار شخص من فرع الحمد وبذلك تم اختياره في الوقت المناسب وفي الموقع المناسب وفي المكان المناسب"، واصفاً ولي العهد الجديد بأنه "شخص عالي الأخلاق ومتعلم ومتحدث ورجل تميز بالخبرة الطويلة في العمل السياسي التنفيذي منذ تخرجه في الجامعة عام 1977 ودخوله بوصفه ملحقاً دبلوماسياً في وزارة الخارجية ثم تعيينه سفيراً لدى السعودية عام 1998 وفي ذلك الوقت كان لا بد من اختيار سفراء منتقين قادرين على المجابهة في فترة ساد التوتر بين الكويت والعراق".
وتابع "مثّل الشيخ صباح الخالد الحمد المبارك الصباح الكويت في منظمة المؤتمر الإسلامي ومقرها في السعودية، وتولى وزارات عدة في الدولة ومنها الشؤون والإعلام والأوقاف والعدل والخارجية لوقت طويل ثم بمنصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الوزراء لأعوام عدة ثم شكل أربع حكومات متتالية".
وأضاف، كما قاد العمل التنفيذي وكان جديراً بالعمل في مواجهة "كورونا" واستطاع أن يحرك الفريق الحكومي للمواجهة وأن ينجح بجميع الإجراءات لمواجهة الجائحة وأن يقدم برنامجه ويطرحه بصورة مميزة وناجحة ويحث الوزراء على العمل المميز مشيراً إليه "بالرجل العملي والميداني الذي واجه الصراع في مجلس الأمة بين الأعضاء وبخاصة في انتخاب الرئاسة واتهم بالتصويت لطرف ضد طرف، وكانت تلك أوامر قيادة وليس من الضروري أن تكون قناعات شخصية للوزراء".
ونبه إلى أن "ولي العهد الجديد سبق ودفع ثمن الصراعات البرلمانية من خلال التأزيم والمماحكة السياسية وتعطيل أعمال الحكومة وبعد الاستجواب الذي تألق فيه كانت العدة معدة لإخراجه من المنصب، وقد وجد أن لا جدوى فقدم استقالته وتنحى وابتعد عن منصب رئاسة الوزراء والحقيقة أن اختياره لولاية العهد في هذه الفترة الحرجة كونها تتطلب إجراءات كثيرة منها تعديلات دستورية وتشكيل لجنة لتنقيح الدستور والموائمة ما بين الأمن الداخلي والأمن الخارجي".
وأكد المناع "أن كل هذا مهم للكويت والعلاقة مع دول الجوار سواء في مجلس التعاون أو العراق أو إيران فهو رجل هادئ وعقلاني وعلمي، يستطيع أن يتحرك على ضوء خبرته الدبلوماسية ويستطيع أن يكون العضد لأمير البلاد في مواجهة التطورات الإيجابية ومنها رفع وتيرة التنمية وتطويرها وتحسين الخدمات وتنويع مصادر الدخل والأمن الداخلي والأمن الخارجي كلها متطلبات لا غنى عنها".
وختم حديثه بالقول، "قد يكون الشيخ صباح الخالد هو الرجل المؤهل للمنصب إلى جانب رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله الأحمد الجابر الصباح الذي يتمتع بخدمة ميدانية طويلة في القطاع الخاص، وخدمة أطول في العمل الحكومي لفترات طويلة لحقائب وزارية ولذلك فالمستقبل يبشر بخير لوجود هذه القيادة الثلاثية، وعلى رأسها أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح".