ملخص
نجوم هوليوود والفرص الضائعة: الممثلون يعترفون بالأدوار التي لم يلعبوها.
براد بيت بدور "نيو"؟ جوش هارتنت بدور "باتمان"؟ هالي بيري كسائقة الحافلة في "سبيد" Speed؟ صدقوا أو لا تصدقوا، كان من الممكن أن يلعب هؤلاء الممثلون هذه الأدوار لو وافقوا على ذلك. عند استعراض تاريخ هوليوود، نجد أن عديداً من الشخصيات الشهيرة كاد يلعبها ممثلون آخرون تماماً. وقلما يتم الحديث عن هذه القرارات المبكرة التي تم التراجع عنها في النهاية.
ولكن في بعض الأحيان، يكون الممثلون صريحين جداً في شأن الأدوار البارزة التي رفضوها، ويتحدثون عن الشعور بالندم الذي رافقهم عندما عرضت تلك الأفلام وحققت نجاحاً كبيراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تخيلوا عالماً يكون فيه ليوناردو ديكابريو نجم دراما محبوبة عن صناعة الأفلام الإباحية بدلاً من "تيتانيك" Titanic، أو أن ريز ويذرسبون لم تلعب دور إيل وودز في فيلم "شقراء قانونيا" Legally Blonde. صعب تصور هذا، أليس كذلك؟ هنا نستعرض 13 ممثلاً رفضوا أدواراً أيقونية، ليشعروا بالندم الشديد على قرارهم لاحقاً.
دينزل واشنطن في "سيفن" Se7en
عندما سئل في عام 2012 عما إذا كانت هناك أدوار رفضها ويشعر بأنه كان ينبغي عليه قبولها، أجاب واشنطن بسرعة: "’سيفن’ و’مايكل كلايتون’ Michael Clayton ". وقال النجم الفائز بالأوسكار إن فيلم الإثارة والتشويق ’مايكل كلايتون’ الذي أخرجه توني جيلروي "كان أفضل نص قرأته منذ فترة طويلة... كنت متردداً لكونه عمله الإخراجي الأول، وقد كنت مخطئاً". في النهاية لعب جورج كلوني الدور بدلاً منه.
وفي حين أن واشنطن لم يقدم تفسيراً لرفضه المشاركة في فيلم "سيفن" (من غير الواضح ما إذا كان سيلعب دور المحقق المخضرم أو الشاب المغرور اللذين جسدهما في النهاية مورغان فريمان وبراد بيت على التوالي)، ربما كان السبب مشابهاً: فقد كان في رصيد ديفيد فينشر الإخراجي فيلم واحد فقط قبل "سيفن" هو "فضائي 3" Alien 3 الذي فشل فشلاً ذريعاً.
وما يدعو إلى الغرابة هو أن واشطن شارك بعد ذلك في عدد من أفلام الإثارة والتشويق التي تشبه "سيفن"، من بينها "جامع العظام" The Bone Collector الصادر عام 1999 و"الأشياء الصغيرة" The Little Things عام 2021.
ليوناردو ديكابريو في "ليال راقصة" Boogie Nights
هل يمكنكم تصور ليوناردو دي كابريو في دور نجم الأفلام الإباحية الشهير ديرك ديغلر؟ نعم، كان هذا ممكناً. في عام 2008، أكد دي كابريو أنه رفض الدور الرئيس في فيلم المخرج بول توماس أندرسون "ليال راقصة" – الذي حول مارك وولبرغ إلى نجم في النهاية – ليشارك في فيلم "تيتانيك" بدلاً من ذلك. كان من المقرر أن يجتمع مع أندرسون لمناقشة الدور، لكنه تردد بسبب نقص خبرة المخرج في ذلك الوقت. كان فيلم "ليال راقصة" ثاني أعمال أندرسون بعد فيلمه الأول "لعبة الثمانية الصعبة" Hard Eight الصادر عام 1996 ولم يحظ باهتمام كبير.
قال دي كابريو لمجلة "جي كيو"، "’ليال راقصة’ هو فيلم أحببته وأتمنى لو أنني شاركت فيه". وعند سؤاله عما إذا كان سيختار ’تيتانيك’ مجدداً لو عاد به الزمن، أجاب: "لا أقول إنني كنت سأرفض ’تيتانيك’، لكن من الممكن أن يكون مساري المهني مختلفاً. أعتقد أن الفيلمين رائعان وأتمنى لو أنني شاركت في كليهما... الحقيقة هي، لو أنني لم أشارك في ’تيتانيك’، لما تمكنت من صنع الأفلام التي أشارك فيها الآن، أو امتلاك المسيرة التي أحظى بها حالياً، لكن كان من المثير معرفة كيف سيكون مساري لو اخترت الطريق الآخر".
مادونا في "ذا ماتريكس" The Matrix
لم تكن مادوناً أبداً شخصاً يشعر بالندم، بل كانت تلتزم بقراراتها الإبداعية حتى لو تسببت في انتقادات أو سخرية. ومع ذلك، اعترفت بخطئها في التسرع برفض دور سينمائي واحد. قالت في لقاء تلفزيوني عام 2021 مع جيمي فالون: "رفضت الدور في ’ذا ماتريكس’... هل تصدق ذلك؟ أود قتل نفسي. إنه واحد من أفضل الأفلام التي تم صنعها على الإطلاق. جزء صغير جداً داخلي يشعر بالندم على تلك اللحظة في حياتي".
لم تؤكد مادونا أي دور رفضت في الفيلم الصادر سنة 1999، لكن من المتوقع أنه دور البطولة النسائية في شخصية ترينيتي التي لعبتها في النهاية كاري آن موس. خلال المقابلة عينها، أكدت مادونا أيضاً إشاعات رفضها دور "كات وومان" في فيلم "عودة باتمان" Batman Returns، والشخصية التي لعبتها نايومي ميلون في "فتيات الشهرة" سيئ السمعة. قالت: "شاهدت كليهما، وأشعر بالندم الشديد على رفض دور ’كات وومان’، أما بالنسبة لـ’فتيات الشهرة’؟ لست نادمة".
براد بيت في "ذا ماتريكس" The Matrix
بمناسبة الحديث عن "ذا ماتريكس"، لم يتردد براد بيت أيضاً في التعبير عن ندمه على رفضه دور نيو. قال مازحاً في عام 2020: "تناولت الكبسولة الحمراء"، مشيراً إلى الاختيار الذي يطرحه الفيلم بين الكبسولة الحمراء التي تجعل المرء يرى الحقيقة الصعبة ويتقبلها والكبسولة الزرقاء التي تبقيه في جهل مريح. أضاف: "لديَّ قناعة، ربما نابعة من تربيتي، بأنني إن لم أحصل على شيء، فهو لم يكن من نصيبي. أعتقد حقاً أن الدور لم يكن لي على الإطلاق. كان لشخص آخر".
بالطبع ذهبت شخصية "نيو" في النهاية إلى كيانو ريفز، في حين أشار بيت خلال المقابلة نفسها إلى "ذا ماتريكس" بأنه واحد فقط من بين الأفلام الضخمة التي رفضها، وأضاف مازحاً: "لو صنعنا برنامجاً عن الأفلام العظيمة التي رفضتها، فسنحتاج إلى حلقتين".
ويل سميث في "ذا ماتريكس" The Matrix
لكي نؤكد حقيقة أن عدداً قليل جداً من الممثلين وثق على ما يبدو في فيلم "ذا ماتريكس"، نضيف ويل سميث إلى القائمة حيث رفض دور البطولة أيضاً. في عام 2019، أكد سميث شائعة طويلة الأمد بأنه رفض دور "نيو" من أجل المشاركة في فيلم أقل شهرة.
تذكر سميث على قناته على يوتيوب، لقاءه مع المخرجتين لانا وليلي واتشوفسكي والعصوبة التي واجهها في محاولة فهم فكرتهما حول الزمن فائق السرعة أو مؤثر الحركة البطيئة الذي يتقنه نيو في الفيلم.
اعترف سميث: "وهكذا شاركت في ’برية الغرب المتوحش’ Wild Wild West بدلاً من ذلك"، مشيراً إلى العمل الفاشل الصادر عام 1999 الذي عبر عن ندمه على المشاركة في لأكثر من 20 عاماً. يقول: "لست فخوراً به".
ومع ذلك، جادل بأنه لما كان سيؤدي الدور بكفاءة ريفز، قائلاً: "كان كيانو مثالياً، وكان لورانس فيشبرن مثالياً، لذا ربما كنت سأدمر ’ذا ماتركس’. لقد كنت سأفسده، لذا أسديت لكم خدمة برفضي المشاركة".
مات ديمون في "أفاتار" Avatar
على رغم أن ديمون لم يقل صراحة إنه يندم على رفض فيلم "أفاتار" لجيمس كاميرون، فإنه أشار إلى القرار بما فيه الكفاية ليوحي بأنه ما زال يؤرقه. في عام 2007، انجذب ديمون لوعد كاميرون بأنه لن يكون فقط نجماً في الفيلم بل سيحصل أيضاً على 10 في المئة من إجمالي إيراداته. في النهاية أصبح "أفتار"، الذي قام ببطولته سام وورثينغتون، أكثر فيلم مربح في التاريخ. مما يعني - تهيأوا للصدمة من فضلكم - أن ديمون فوت نحو 200 مليون دولار (ما يعادل 148 مليون جنيه استرليني).
قال لمجلة "جي كيو": "لقد فوت فرصة كسب أموال تفوق أي ممثل آخر". وأضاف أن ما يندم عليه أشد الندم هو أن تلك الفرصة ربما كانت الوحيدة للعمل مع كاميرون، قائلاً: "إنه يعمل بأسلوب نادر جداً... أدركت أنني عندما قلت لا، ربما كنت أتخلى عن فرصة العمل معه تماماً. وهكذا كان ذلك وما زال مؤلما للغاية، لكنني أؤمن لقمة عيش أطفالي وأنا أبلي بلاء حسناً".
كريستينا آبلغيت في "شقراء قانونيا" Legally Blonde
صعب تخيل أي ممثلة أخرى غير ريس ويذرسبون تجسد شخصية إيل وودز في "شقراء قانونيا"، لكن في الواقع كان من المقرر في البداية أن تلعب كريستينا آبلغيت الدور. كشفت الممثلة في عام 2015 أنها رفضت الدور لأنها اعتقدت أنه مشابه للغاية للشخصية التي قدمتها في المسلسل الكوميدي الذي عرض لفترة طويلة "متزوجون... ولديهم أطفال" Married … With Children. قالت: "خفت من تكرار نفسي... يا لها من خطوة غبية، أليس كذلك؟ [لكن] ريس استحقت الدور. قدمت أداءً أفضل بكثير مما كنت سأقدمه على الإطلاق، وهكذا هذه هي حياتها، وهذا هو مسارها".
وبمصادفة قدرية غريبة، لعبت كل من ويذرسبون وآبلغيت دوري شقيقتي ريتشل، الشخصية التي تجسدها جينيفر أنيستون في مسلسل ’فريندز’ Friends
مايكل كيتون في "يوم غراوندهوغ" Groundhog Day
مثلما يصعب تخيل "شقراء قانونيا" من دون ريس ويذرسبون، من الصعب أيضاً تصور "يوم غراوندهوغ" من دون بيل ماري. لكنه لم يكن الخيار الأول للشركة المنتجة للعب دور مذيع النشرة الجوية الحاد العالق في حلقة زمنية مفرغة. بدلاً من ذلك، تم التواصل مع مايكل كيتون.
في مقابلة مع مجلة "إنترتينمنت ويكلي" في عام 2014، اعترف كيتون بأنه قرأ السيناريو في أوائل التسعينيات لكنه "لم يفهمه". وقال عن الشخصية: "يبدو هذا الرجل وكأنه من الشباب الساخرين والمبتذلين الذين قمت بتجسيدهم من قبل - لكنه كان رائعاً في نهاية المطاف. لكن لما كان بإمكاني أن أؤديه أفضل من بيل ماري".
جوش هارتنت في "بداية باتمان" Batman Begins
في عام 2015، كشف جوش هارتنت عن قراره رفض دور كان سيقلب حياته ومسيرته المهنية رأساً على عقب. اعترف أن المخرج كريستوفر نولان تواصل معه للعب دور باتمان، لكن الخوف استولى عليه. قال لمجلة بلاي بوي: "كنت أركز بشدة على ألا يتم تأطيري وخائفاً جداً من أن يتم إسناد نوع واحد من الأدوار لي كممثل".
أدرك خطأه عندما اختار نولان باتمانه النهائي، كريستيان بيل، للعب دور البطولة في فيلمه التالي "ذا برستيج" The Prestige. قال: "قررت أن [باتمان] ليس مناسباً لي. ثم لم يرغب نولان في طلبي لـ’ذا برستيج’. لقد أسندوا الدور لباتمان الذي اختاروه، وكذلك طلبوا حبيبتي في ذلك الوقت [سكارليت جوهانسون]. عندها أدركت أن العلاقات تشكلت في زخم الفيلم الأولى، وكان يجب أن أكون جزءاً من العلاقة مع هذا الرجل نولان، الذي شعرت أنه يمتلك روحاً مبدعة وموهبة استثنائية".
ميشيل فايفر في "صمت الحملان" The Silence of the Lambs
في أوائل التسعينيات، يزعم أن ميشيل فايفر رفضت قائمة طويلة من الأدوار الضخمة، بدءاً من "ثيلما ولويز" Thelma & Louise و"امرأة جميلة" Pretty Woman إلى "غريزة أساسية" Basic Instinct و"أرق في سياتل" Sleepless in Seattle. بينما قالت في عام 2017 إنها كانت مضطرة لرفض المشاركة في "ثيلما ولويز" بسبب تضارب في التزاماتها المهنية (تقول "ما زلت لا أستطيع مشاهدته... لا يزال الأمر يؤلمني")، اعترفت بأنها تأسفت لرفض المشاركة في "صمت الحملان"، لأن ذلك عنى أن الفرصة لم تتح لها للعمل مع المخرج الراحل جوناثان ديم مرة أخرى.
أشرف ديم على عمل فايفر في فيلم "متزوجة من المافيا" Married to the Mob الصادر عام 1988، وكان يتصورها دائماً في دور العميلة الصاعدة في مكتب التحقيقات الفيدرالي كلاريس ستارلينغ التي جسدتها في النهاية جودي فوستر. لكن فايفر أصيبت بالخوف. قالت لمجلة "ذا نيويوركر" في عام 2021: "كنت مترددة... كان هناك مقدار هائل من الشر في ذلك الفيلم. وكان الشر ينتصر في النهاية، كان الشر يحكم. لم أكن مرتاحة لتلك النهاية. لم أكن أرغب في تقديم ذلك للعالم".
فازت جودي فوستر بأوسكار أفضل ممثلة في دور رئيس عن الشخصية.
هالي بيري في "سرعة" Speed
يجب أن تتقدم ساندرا بولوك بالشكر لهالي بيري على الدور الذي جعلها نجمة متألقة. خلال الترويج لفيلمها "بارابيلوم" Parabellum، الجزء الثالث من سلسلة جون ويك، الصادر في عام 2019، اعترفت بيري بأنها كادت تعلب دور البطولة إلى جانب كيانو ريفز قبل عقود، إذ كانت على وشك أداء دور البطولة في فيلم الإثارة والتشويق "سرعة".
صرحت بيري لبرنامج إنترتيمنت تونايت: "عرضت عليَّ بطولة ’سرعة’ قبل ساندرا بولوك... رفضت العرض بغباء. لكن ما يبرر قراري هو أنني عندما قرأت النص، لم تكن القصة مكتملة بعد".
في نهاية المطاف، جسدت بولوك شخصية آني، المكلفة قيادة حافلة محملة بالمتفجرات. وقالت بيري إنها شعرت بالندم على قرارها، مضيفة: "أشاهد الفيلم وأقول، آاااه!".
بروس ويليس في "شبح" Ghost
كان بروس ويليس وديمي مور مرتبطين عندما تلقى كلاهما سيناريو فيلم الدراما الرومانسية "شبح" في عام 1989 - لكن أحدهما فقط قرر المشاركة في الفيلم. بينما قامت مور بدور البطولة إلى جانب باتريك سويز وووبي غولدبرغ في العمل الذي أصبح الفيلم الأعلى إيرادات في عام 1990، لم يفهم ويليس مفهوم الفيلم بصورة كاملة. رجل ميت يحاول مساعدة حبيبته المحزونة على المضي قدماً بينما يحاول في الوقت نفسه حل لغز جريمة قتله؟ فكرة محيرة فعلاً.
أكد ويليس لصحيفة "نيويورك تايمز" عام 1996: "لم أفهمه ببساطة... قلت ’ما هذه السخافة. الرجل ميت. كيف يمكنه أن يكون في علاقة رومانسية؟'. كانت هذه كانت كلماتي الوداعية الشهيرة". ولتأكيد ندمه، وصف نجم سلسلة أفلام ’داي هارد’ Die Hard نفسه بـ"المغفل" لرفضه القيام بالدور.
إيدي ميرفي في "من ورط الأرنب روجر"؟ Who Framed Roger Rabbit
يكاد عدد الأدوار الشهيرة التي قام بها إيدي ميرفي يوازي عدد الأدوار التي رفضها. اعتبر فيلم "صائدو الأشباح" Ghostbusters مجرد "هراء" عندما عرض عليه في الثمانينيات، ورفض دوراً في "ساعة الذروة" Rush Hour مفضلاً المشاركة في الكوميديا المنسية "الرجل المقدس" Holy Man، وقال "لا" - وربما كان قراره حكيماً - لفيلم "توصيل الآنسة ديزي" Driving Miss Daisy.
لكن على كل حال، يوجد فيلم واحد شكك في قرار رفضه هو "من ورط الأرنب روجر"، إذ طلب منه في الأصل تجسيد البطل الذي لعبه بوب هوسكينز في النهاية. الفيلم، وهو كوميديا بوليسية طموح جداً تجمع بين الحركة الحية والرسوم المتحركة، كان مخاطرة كبيرة في عام 1987، ولم يكن ميرفي مقتنعاً به.
قال في عام 2003: "قلت لنفسي ’ما هذا؟‘ بدت فكرة الجمع بين الرسوم المتحركة والبشر معاً هراء بالنسبة إليَّ. الآن، في كل مرة أشاهد الفيلم، أشعر وكأنني أحمق".
© The Independent