Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكرملين: غياب روسيا عن قمة "سلام أوكرانيا" يجعلها عبثية

حذرت موسكو من أن المدربين العسكريين الغربيين في كييف لن يكونوا بمنأى عن ضرباتها

شاب يلوح بالعلم الروسي في موسكو قبل مسيرة لإحياء الذكرى السنوية الأولى لضم مناطق أوكرانية (رويترز) 

ملخص

قال وزير الخارجية الأوكراني إن روسيا تستخدم نهجاً ثلاثي المحاور لثني الدول عن المشاركة في قمة السلام في أوكرانيا التي ستعقد في سويسرا.

قال الكرملين اليوم الثلاثاء إن رفض بعض الدول المشاركة في قمة السلام التي تستضيفها سويسرا بخصوص أوكرانيا هذا الشهر هو أمر مفهوم، لأن الاجتماع يفتقر إلى الأهداف الواضحة وسيكون عبثياً إذا لم تشارك فيه روسيا.

وأضاف أن مشاركة السعودية في القمة هو شأن سيادي يخصها.

وإلى جانب أوكرانيا، وافقت أكثر من 100 دولة ومنظمة على المشاركة في القمة المزمعة في يومي الـ15 والـ16 من يونيو (حزيران) الجاري.

استهداف المدربين العسكريين الغربيين

من ناحية أخرى حذر الكرملين من أن المدربين العسكريين الغربيين في أوكرانيا لن يكونوا بمنأى عن الضربات الروسية، في ظل تقارير تفيد بأن فرنسا قد ترسل مدربين.

وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي الأسبوع الماضي إن المدربين العسكريين الفرنسيين سيصلون قريباً إلى البلاد، لكن وزارة الدفاع في كييف نفت لاحقاً الإعلان.

وأفاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الصحافيين "أي مدربين منخرطين في تدريب النظام الأوكراني لن يتمتعوا بأية حصانة، لا يهم إن كانوا فرنسيين أم لا".

رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استبعاد نشر قوات في أوكرانيا، على رغم تردد دول أخرى في حلف شمال الأطلسي حيال ذلك والتحذيرات الغاضبة الصادرة عن موسكو.

ولا تنشر فرنسا رسمياً عسكريين يساعدون أو يدربون القوات الأوكرانية حالياً.

وحذرت روسيا من خطوة من هذا النوع، وتعهدت في وقت سابق تدمير أي معدات عسكرية غربية ترسل إلى البلاد.

وأفاد وزير الدفاع الأوكراني أمس الإثنين بأنه ما زال يجري محادثات مع باريس وحلفاء آخرين في شأن مسألة المدربين.

ضرب روسيا

أعلنت أوكرانيا الإثنين أنها ستحث حلفاءها على منح قواتها مزيداً من الحرية لضرب أهداف عسكرية داخل روسيا بعدما رفعت الولايات المتحدة جزئياً القيود المفروضة على استخدام بعض الأسلحة التي زودت بها.

ومنحت واشنطن أوكرانيا الأسبوع الماضي إذناً محدوداً باستخدام أسلحة زودها بها الغرب، لضرب بعض الأهداف العسكرية في الأراضي الروسية، في إطار جهود كييف لصد الهجمات على منطقة خاركيف الشرقية.

وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا في مؤتمر صحافي مع نظيره الإستوني مارغوس تساكنا "إنها ليست موافقة بنسبة 100 في المئة، فهي تأتي مع بعض الأحكام التي يجب اتباعها". وأضاف "سنواصل العمل مع حلفائنا لتوسيع نطاقها".

وأثارت هذه القضية انقساماً عميقاً بين داعمي أوكرانيا، مع إحجام البعض عن السماح لها بشن ضربات عبر الحدود، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى جرهم إلى نزاع مباشر مع موسكو.

 

 

وقال كوليبا أيضاً إن روسيا تستخدم نهجاً ثلاثي المحاور لثني الدول عن المشاركة في قمة السلام في أوكرانيا التي ستعقد في سويسرا في وقت لاحق من هذا الشهر.

وأكد أن روسيا تهدف إلى تشويه سمعة القمة، وإقناع دول بعدم المشاركة، وحث دول تريد المشاركة على إرسال ممثلين على مستوى منخفض.

وقال كوليبا "إن هذه المحاولات لعرقلة القمة ممنهجة وواسعة النطاق بصورة غير مسبوقة، وهو ما يؤكد مرة أخرى أننا نفعل كل شيء بصورة صحيحة". ولفت إلى أن الجهود الروسية تركزت على دول في آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية.

وقال الكرملين مراراً إن أي محادثات في شأن ضمان السلام في أوكرانيا يجب أن تشمل روسيا التي لم تتم دعوتها لحضور القمة. كما أصدر تهديدات مستترة للدول التي سمحت للقوات الأوكرانية بضرب روسيا بأسلحة يقدمها لها حلفاء كييف.

هاريس ستشارك في مؤتمر سويسرا

من جانبه، أعلن البيت الأبيض الإثنين في بيان أن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ستتوجه إلى مدينة لوسيرن بسويسرا في الـ15 من يونيو (حزيران) الجاري للمشاركة في مؤتمر السلام في أوكرانيا.

وستشدد على "التزام إدارة بايدن - هاريس تشجيع جهود أوكرانيا لضمان سلام عادل ودائم يقوم على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعا نظيره الأميركي جو بايدن الذي سيشارك قبلاً في قمة مجموعة السبع في إيطاليا، إلى تمديد إقامته في أوروبا والحضور شخصياً إلى سويسرا.

لكن الديمقراطي البالغ من العمر 81 سنة، الذي يخوض حملة انتخابية لولاية ثانية، قرر العودة إلى الولايات المتحدة بحسب الصحافة، للمشاركة في عملية جمع تبرعات في كاليفورنيا بحضور جورج كلوني وجوليا روبرتس ونجوم آخرين.

وتعتزم كامالا هاريس "إعادة تأكيد الدعم (الأميركي) للشعب الأوكراني وهو يدافع عن نفسه ضد الهجوم الروسي". وستمثل الولايات المتحدة، الداعم العسكري الرئيس لأوكرانيا، بمستشار الأمن القومي جيك سوليفان.

والتزمت أكثر من 100 دولة ومنظمة المشاركة في هذه القمة المنعقدة في سويسرا، بحسب فولوديمير زيلينسكي، ولم تدع إليها روسيا. ورأت الصين أنه سيكون من "الصعب" عليها المشاركة إذا لم تتم دعوة موسكو.

انقطاع التيار الكهربائي

وحذرت كييف الإثنين مواطنيها من مزيد من الانقطاع في التيار الكهربائي عقب هجوم روسي آخر واسع النطاق على منشآت إنتاج الطاقة في البلاد، وأيضاً بعد رفع أسعار الكهرباء لتمويل إعادة بناء القطاع المهدد.

وقال مسؤولون إن القوات الروسية استهدفت خلال عطلة نهاية الأسبوع محطات لتوليد الكهرباء في خمس مناطق وألحقت أضراراً بمحطتين أخريين تعملان بالطاقة الحرارية، في هجوم بأكثر من 100 طائرة مسيرة وصاروخ.

وأعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية على وسائل التواصل الاجتماعي "بعد ست هجمات ضخمة على شبكة الكهرباء، هناك نقص كبير في الطاقة الكهربائية". وأضافت أن مهندسيها يعملون على إصلاح الأضرار، لكن الشبكة لا تزال عرضة للخطر.

كما زادت أوكرانيا من استجرار الكهرباء من دول الاتحاد الأوروبي المجاورة لتعويض الانخفاض في الإنتاج بسبب الهجمات. وأشارت في بيانها على "تيليغرام" إلى أن "فترات الانقطاع قد تزيد (...) وقد تم قطع التيار الكهربائي بصورة طارئة في عدد من المناطق الأحد".

 

 

وشنت روسيا مئات الهجمات الجوية على منشآت إنتاج الطاقة في أوكرانيا منذ بدء الحرب المستمرة منذ عامين، مما أحدث أضراراً جسيمة بالبنية التحتية للطاقة. وتكافح الدفاعات الجوية الأوكرانية المنهكة لصد موجات من الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ.

وحذر المدير التنفيذي في مركز أبحاث صناعة الطاقة في كييف، أولكسندر خارشينكو، خلال مؤتمر صحافي الإثنين من أن هذه الهجمات تفرض على الأوكرانيين ضرورة التكيف.

وقال "كل ما يمكننا فعله هو أن نعتاد على حقيقة أن هذا هو الوضع الطبيعي للأمور، خلال العامين المقبلين في الأقل". لكنه استبعد "نهاية" القطاع، مؤكداً أن البنية التحتية للطاقة في البلاد ستصمد على رغم الانقطاعات.

وأعلن وزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو عن زيادة أسعار الكهرباء بأكثر من 60 في المئة، وقد دخل القرار حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، لافتاً إلى أن خطة إعادة الإعمار ستكلف "جهوداً وأموالاً هائلة".

وقال في بيان إن "زيادة التعرفة خطوة صعبة ولكنها ضرورية". وكان قد قدر في وقت سابق أن إصلاح الأضرار التي لحقت بمحطات إنتاج الطاقة الأوكرانية سيكلف نحو مليار دولار.

المزيد من دوليات