Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو من الحدود مع لبنان: مستعدون لعمل قوي

إسرائيل قصفت مناطق الجنوب بالفوسفور الأبيض والشيكل ينخفض بعد تهديدات تل أبيب

ملخص

سجلت وزارة الصحة اللبنانية في جداولها 173 شخصاً مصابين بتعرض "كيماوي ناتج من الفوسفور الأبيض" من دون أن تحدد ما إن كانوا مدنيين أو مقاتلين.

فيما كشفت تقارير اليوم الأربعاء عن استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض في قصفها على جنوب لبنان، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجولة عند الحدود الشمالية مع لبنان اليوم، وقال إن إسرائيل مستعدة لتحرك قوي في الجبهة الشمالية.

وتستهدف جماعة "حزب الله" اللبنانية بشكل متكرر البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود، التي أخلي كثير منها، بهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة. وأدت الصواريخ إلى إشعال حرائق غابات ضخمة هذا الأسبوع أتت على مساحات كبيرة من الأراضي في شمال إسرائيل.

وقال نتنياهو "من يعتقد أنه يستطيع إيذاءنا وأننا سنقف مكتوفي الأيدي يرتكب خطأ فادحاً، نحن مستعدون للقيام بعمل قوي جداً في الشمال، وبطريقة أو بأخرى سنعيد الأمن للشمال".

وتتبادل إسرائيل وجماعة "حزب الله" المتحالفة مع إيران إطلاق النار منذ ثمانية أشهر بالتزامن مع حرب غزة، مما أثار مخاوف من احتمال اندلاع صراع أوسع بين الخصمين المدججين بالسلاح.

والأعمال القتالية الدائرة بين إسرائيل و"حزب الله" هي الأسوأ منذ حرب عام 2006 بينهما، ودفعت عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود إلى النزوح.

وعلى أثر تصريحات نتنياهو انخفض الشيكل الإسرائيلي 0.6 في المئة في مقابل الدولار إلى 3.71 شيكل اليوم الأربعاء، بعد أن قال إن إسرائيل مستعدة للقيام "بتحرك قوي للغاية" ضد جماعة "حزب الله" اللبنانية.

فوسفور أبيض

في مطلع العام الحالي، كان السبعيني محمد حمود داخل منزله مع زوجته في قريته الحدودية في جنوب لبنان، عندما أغارت إسرائيل في مكان قريب، لكن هذا القصف كان مختلفاً عما اعتاد عليه الرجل خلال الأشهر الماضية.

في حديث عبر الهاتف، روى حمود لوكالة الصحافة الفرنسية من قريته حولا، ما حدث في ذلك اليوم. وقال الرجل "اشتعلت النيران أمام المنزل، وكانت هناك رائحة غريبة ودخان قوي".

وأضاف "لم نكن نعرف أنه فوسفور، اعتقدنا أنه قصف عادي لكن عندما جاء الإسعاف، قالوا إنه فوسفور ونقلونا إلى المستشفى".

ويتهم لبنان إسرائيل باستخدام مادة الفوسفور الأبيض المثيرة للجدل في هجمات على جنوب البلاد، وتقول السلطات اللبنانية إنها تسببت بأضرار للبيئة والمدنيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتستخدم ذخائر الفوسفور الأبيض وهي مادة قابلة للاشتعال عند التماس مع الأكسجين، بهدف تشكيل ستائر دخانية وإضاءة أرض المعركة.

لكن هذه الذخيرة المتعددة الاستخدامات قد تستعمل كذلك كسلاح حارق قادر على أن يسبب حروقاً قاتلة للمدنيين، وفشلاً في الجهاز التنفسي والأعضاء وأحياناً الموت.

وبحسب تقرير صدر اليوم الأربعاء عن منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فإن "استخدام الفسفور الأبيض من إسرائيل على نطاق واسع في جنوب لبنان يعرض المدنيين لخطر جسيم ويسهم في تهجيرهم".

وقالت المنظمة إنها تحققت "من استخدام القوات الإسرائيلية ذخائر الفسفور الأبيض في 17 بلدة في الأقل في جنوب لبنان منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، خمس منها استخدمت فيها الذخائر المتفجرة جواً بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية مأهولة".

وتظهر صور لوكالة الصحافة الفرنسية التقطت في 10 مناسبات منفصلة في الأقل بين أكتوبر وأبريل (نيسان) أعمدة دخان غريبة ومتفرعة تشبه الأخطبوط، يتماشى مظهرها مع ما قد يصدر عن استخدام الفوسفور الأبيض.

والتقطت تلك الصور في ما لا يقل عن ثمانية مواقع مختلفة على طول الحدود، وفي كثير من المرات في مواقع قريبة من المنازل أحياناً.

وفي أكتوبر قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن إجراءاته تملي بعدم استخدام قذائف الفوسفور الأبيض "في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مع وجود استثناءات معينة".

وأضاف أن "هذا يتوافق مع متطلبات القانون الدولي ويتجاوزها"، وأن الجيش "لا يستخدم هذه القذائف لأغراض الاستهداف أو إشعال النار".

ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية في الـ28 من يناير (كانون الثاني) أن "قذائف فوسفورية سقطت بين المنازل" في ساحة بلدة حولا، بعد استهداف من "مدفعية العدو".

وتحدثت الوكالة الوطنية مرات عدة عن قصف بذخائر الفوسفور في جنوب لبنان، بما في ذلك في الأيام الأخيرة، مما تسبب في بعض الأحيان باندلاع حرائق.

وقال حمود إنه وزوجته نقلا إلى مستشفى في بلدة ميس الجبل القريبة عقب الهجوم في الـ28 من يناير، إذ تلقيا العلاج وأعطيا الأكسجين.

وأفاد مصدر من مستشفى ميس الجبل وكالة الصحافة الفرنسية بأن مؤسسته استقبلت يوم الـ28 من يناير أربعة مدنيين، بينهم امرأتان، نقلوا إلى العناية المشددة نتيجة لتعرضهم "للاختناق وضيق تنفس شديد من الفوسفور الأبيض"، ومن بين المصابين رجل في السبعينيات من عمره وامرأة في الستينيات.

وسجلت من جهتها وزارة الصحة اللبنانية في جداولها 173 شخصاً كمصابين بتعرض "كيماوي ناتج من الفوسفور الأبيض"، من دون أن تحدد ما إن كانوا مدنيين أو مقاتلين.

وقال أطباء من ثلاثة مستشفيات إضافية في جنوب لبنان لوكالة الصحافة الفرنسية إن مؤسساتهم عالجت مصابين بأعراض تنفسية ناجمة عن التعرض للفوسفور الأبيض.

وأكد محقق الأسلحة في فريق الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية براين كاستنر لوكالة الصحافة الفرنسية أن "استخدام الفوسفور الأبيض في المناطق المأهولة يمكن أن يصنف كهجمات عشوائية، وهو ما يعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي".

وأضاف "إذا أصيب أو قتل مدنيون، قد يشكل ذلك جريمة حرب".

ورصد عناصر من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) أيضاً الفوسفور الأبيض داخل مقارهم، وفق ما قال مسؤول في الأمم المتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية، طالباً عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام.

كانت منظمة العفو الدولية قالت في وقت سابق في 2023 إن "الجيش الإسرائيلي أطلق قذائف مدفعية تحتوي على الفوسفور الأبيض" خلال قصف على "طول حدود لبنان الجنوبية" بين الـ10 والـ16 من أكتوبر الماضي.

وطالبت المنظمة "بالتحقيق في هجوم على بلدة الضهيرة في الـ16 من أكتوبر باعتباره جريمة حرب، لأنه لم يميز بين المدنيين والعسكريين، وأدى إلى إصابة ما لا يقل عن تسعة مدنيين".

وأعرب البيت الأبيض في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن قلقه إزاء تقارير تفيد باستخدام إسرائيل لفوسفور أبيض زودتها به الولايات المتحدة، بهجمات في لبنان.

في أكتوبر قدم لبنان شكوى في حق إسرائيل أمام مجلس الأمن الدولي على خلفية استخدامها للفوسفور الأبيض "أثناء عملياتها العسكرية داخل الحدود اللبنانية"، بما "يعرض للخطر حياة عدد كبير من المدنيين الأبرياء، ويؤدي إلى تدهور بيئي واسع النطاق خصوصاً مع الممارسات الإسرائيلية القائمة على حرق الأحراج والغابات اللبنانية".

وأثار استخدام الفوسفور الأبيض القلق بين المزارعين في جنوب لبنان الذين شاهدوا أراضيهم تحترق، فيما يخشى آخرون من تلوث في التربة والمحاصيل.

وتلفت الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان تمارا الزين إلى أن هناك قليلاً من المعلومات حول كيفية تأثير الفوسفور الأبيض على التربة.

ويعتزم المجلس أخذ عينات واسعة لتقييم أي تلوث محتمل للتربة، لكن وفق الزين فهم "بانتظار وقف إطلاق النار لإرسال الفريق، لنقوم بهذا التقييم".

وقال المدير المعاون لمركز حماية الطبيعة في الجامعة الأميركية في بيروت أنطوان كلاب إن "النقص في البيانات" يتسبب بحالة ذعر، وأن بعض المزارعين كانوا "يهرعون لإجراء فحص للعينات".

وأضاف أنه "من المهم أن نقوم بأخذ العينات في أسرع وقت ممكن"، لفهم ما إذا كان قصف الفوسفور الأبيض يشكل "خطراً عاماً على الصحة العامة والأمن الغذائي والنظام البيئي نفسه".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط