Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تعذيب وحشي وبتر للأعضاء بسبب التكبيل في معتقلات إسرائيل

أسرى قطاع غزة يتعرضون إلى "حملة تعذيب وحشية ممنهجة أدت إلى وفاة عشرات منهم"

مركبات للجيش الإسرائيلي تنقل أسرى فلسطينيين من قطاع غزة إلى مراكز الاعتقال (رويترز)

ملخص

بعد هجوم السابع من أكتوبر حرمت السلطات الإسرائيلية الأسرى جميع حقوقهم السابقة من مياه وأدوات تنظيف شخصية، وأصبحت السجون أكثر اكتظاظاً مما أدى إلى انتشار الأمراض ووفاة 18 أسيراً بسبب "التعذيب والحرمان من العلاج".

مع أن أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية أصبحت في "غاية السوء، وغير مسبوقة" بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إلا أن أسرى قطاع غزة المحتجزين في معسكرات اعتقال للجيش الإسرائيلي يتعرضون إلى "حملة تعذيب وحشية ممنهجة أدت إلى وفاة عشرات منهم".

ومنذ ثمانية أشهر حرمت السلطات الإسرائيلية الأسرى جميع حقوقهم السابقة من مياه وأدوات تنظيف شخصية، وأصبحت السجون أكثر اكتظاظاً مما أدى إلى انتشار الأمراض ووفاة 18 أسيراً بسبب "التعذيب والحرمان من العلاج".

لكن الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة الذين بدأ الجيش الإسرائيلي معاملتهم بوصفهم "مقاتلين غير شرعيين"، يتعرضون للإخفاء القسري والعيش في أوضاع قاسية وتكبيل أطرافهم بصورة أدت إلى بتر الأعضاء"، وفق منظمات حقوقية إسرائيلية.

وينقل الجيش الإسرائيلي الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة إلى معتقل "سديه تيمان" العسكري الواقع في صحراء النقب بين القطاع وبئر السبع.

وتحولت مداخل المعسكر إلى ميدان للاحتجاجات من نشطاء السلام الإسرائيليين للمطالبة بإغلاقه، و"التوقف عن سياسة التعذيب".

التماس إسرائيلي

كما قدمت خمس جمعيات حقوقية إسرائيلية التماساً إلى المحكمة العليا الإسرائيلية للمطالبة بإغلاق فوري لمعسكر الاعتقال، بسبب تعرض الأسرى فيه إلى "تعذيب وحشي ممنهج".

ونقلت مؤسسات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية عن أسرى أفرج عنهم من معسكر "سديه تيمان" تعرضهم ومئات من المحتجزين إلى "تعذيب ممنهج باستخدام الصعق الكهربائي والكلاب والضرب والتقييد في الأصفاد بصورة دائمة ومتواصلة، وحرمانهم الذهاب إلى الحمام لقضاء الحاجة".

ومع بدء المحكمة العليا الإسرائيلية أمس الأربعاء النظر في التماس لإغلاق المعسكر أعلنت السلطات إجراءات لـ"إصلاحات" في معسكر الاعتقال، والتخفيف من الاكتظاظ فيه بحيث يبقى فيه 200 معتقل بدلاً من 700 حالياً، لكن الفلسطينيين شددوا على أن ذلك لن ينهي معاناة الأسرى "لأن المطلوب تغيير سياسية الاعتقال وظروفه، وليس تبديل مكان الاعتقال".

أصل المشكلة

وبحسب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس فإن "إغلاق معسكر ’سديه تيمان‘ إن حصل، لا ينهي المشكلة" مضيفاً أن "أصل المشكلة يكمن في الإجراءات الوحشية التي بدأت إسرائيل اتخاذها ضد الأسرى منذ ثمانية أشهر".

وبحسب فارس فإن السلطات الإسرائيلية "نشرت انطباعاً وكأن المشكلة هي في معسكر ’سديه تيمان‘ وأن الإغلاق سينهي تلك المشكلة".

وقال فارس لـ"اندبندنت عربية" إن كل الأسرى سواء من الضفة الغربية أو قطاع غزة يتعرضون لظروف اعتقال "سيئة للغاية واكتظاظ في غرف السجون وحرمان من المياه وأدوات التنظيف بصورة غير مسبوقة".

وأشار إلى أن ذلك تسبب في "انتشار الأمراض بين الأسرى خصوصاً الأمراض الجلدية مثل الجرب، بسبب الافتقاد لأدوات النظافة في السجون".

وأوضح فارس أن أسرى قطاع غزة "يتعرضون لتعامل سيئ مضاعف ليس فقط في معسكر "سديه تيمان" لكن حتى في معتقل "عوفر" غرب رام الله.

سياسية الإهمال الطبي

ووفق فارس فإن عدداً من أسرى قطاع غزة في معتقل "عوفر" توفوا داخله، وأبرزهم الطبيب عدنان البرش بسبب التعذيب أو سياسية الإهمال الطبي وانتشار الأمراض".

وطالب فارس إسرائيل بـ"إنهاء تلك السياسية الوحشية، وليس فقط إغلاق معسكر ’سديه تيمان‘".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما تمنع السلطات الإسرائيلية هيئات دولية مثل "الصليب الأحمر" من زيارة معسكرات الاعتقال، ومعاينة ظروف احتجاز مئات الفلسطينيين في داخلها منذ بداية الحرب على قطاع غزة.

وتقود جمعية "حقوق المواطن في إسرائيل" التحرك لإغلاق فوري لمعسكر "سديه تيمان" إلى جانب جمعيات "أطباء لحقوق الإنسان" ومركز "حماية الأفراد" ولجنة "مناهضة في إسرائيل" و"مسلك- جيشا".

وبحسب الجمعية فإن "أدلة تراكمت لديها عن عمليات جراحية تجرى في المعتقل من دون تخدير، واحتجاز المعتقلين لأيام في أوضاع قاسية وتكبيل أطرافهم بصورة أدت إلى بتر الأعضاء".

وأوضحت الجمعية بأنه يتم "تعصيب العينين لفترات طويلة حتى أثناء تقديم العلاج الطبي، وقضاء الحاجة".

وأكدت الجمعية أن إعلان الجيش الإسرائيلي أن معسكر "سديه تيمان" مكان احتجاز وفق قانون (المقاتلين غير الشرعيين) "مشروط بضمان ظروف احتجاز لا تمس كرامتهم وصحتهم".

روايات حية

وبحسب أحد الفلسطينيين المفرج عنهم من معسكر "سديه تيمان" بعد 21 يوماً من الاعتقال، فإن المعتقلين في المعسكر تراوح أعمارهم ما بين 18 و70 سنة.

وأشار رافضاً الكشف عن اسمه بأن المعتقلين "يجبرون على الجلوس داخل (البركس) على ركبهم، وهم مقيدو الأرجل والأيدي طوال اليوم إذ يتم إرغامهم على الجلوس بوضعية واحدة في صفوف منتظمة".

وأوضح أن ذلك "يستمر من الساعة السادسة صباحاً وحتى الواحدة ليلاً"، مشيراً إلى أنه يسمح لهم بالنوم "على قطعة من الجلد سمكها 2 سنتيمتر، ومن دون حل القيود، إذ يغطيهم شاويش الغرفة".

الصعق بالكهرباء

وروى معتقل آخر أن الأسرى القادمين من قطاع غزة يستقبلون في "سديه تيمان" في بركس الاستقبال ويخضعون إلى ظروف "تعذيب قاسية في الأسبوع الأول، تتمثل في الجلوس المتواصل في وضعية محددة والحرمان من النوم".

وأشار إلى أنه بعد ذلك ينقل الجيش الإسرائيلي الأسرى إلى بركس آخر يخضعون فيه إلى تحقيق جهاز الاستخبارات"، بتهمة الانتماء إلى حركة "حماس"، ومعرفة أماكن الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة.

وأفاد المعتقل رافضاً الكشف عن اسمه أنه أدخل وهو مقيد اليدين والرجلين ومعصب العينين إلى بركة من الماء إذ شعر بملامسة الماء لقدميه من الأسفل، ومكث بها لمدة خمس دقائق وشعر بالكهرباء الشديدة بجميع أنحاء جسده إلى أن فقد الوعي.

ووفق المعتقل السابق فإنه "بعدما استفاق من الغيبوبة، وجد نفسه ملقى على الأرض في البركس وكل جسمه في حال خدران".

وروى أن أحد المعتقلين كان يعاني مرضاً في القلب وتوفي أمامه بعدما هاجمته الكلاب فتركوه في مكانه نحو نصف ساعة إلى أن أخرجوه بعد ذلك من القسم"، وأضاف أنه علم من الشاويش بأنه "فارق الحياة بسبب الرعب الذي أحدثته الكلاب له".

ضرب وتنكيل

كما أفاد معتقل فلسطيني آخر من قطاع غزة لمركز (الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية) أنه مكث في معتقل "عوفر" 25 يوماً، تعرض خلالها هو وزملاؤه إلى الضرب والتنكيل من خلال دخول قوات القمع إلى الغرفة بمعدل مرة كل أربعة أيام.

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي "يستخدم الكلاب ومخالبها كانت تنغرز في ظهره وتحدث له أوجاعاً شديدة، إضافة إلى الرعب جراء صوت نباح الكلاب العالي والمتواصل.

وبداية الأسبوع الجاري، اعترف الجيش الإسرائيلي بأنه يجري "تحقيقات جنائية في مقتل 48 فلسطينياً من غزة، بينهم 36 حالة في معتقل ’سديه تيمان‘".

المزيد من متابعات