Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زوجات جنود الاحتياط الإسرائيليين يتحملن أعباء الحرب

"تحتم عليّ أن أكون الأم والأب والمعيل واضطررت إلى تجميد شركتي الصغيرة للاهتمام بأطفالي"

جنود إسرائيليون خلال عمليات في قطاع غزة وسط الصراع المستمر مع حركة حماس (أ ف ب)

ملخص

في نهاية مايو، أقر الكنيست قانوناً يهدف إلى منع تسريح زوجات جنود الاحتياط أو تراجع شروط عملهن خلال فترة التعبئة. لكن العبء النفسي لزوجات جنود الاحتياط يبقى كبيراً.

تروي ساجيت باكنر أنه غداة هجوم حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ومع دخول زوجها الاحتياطي بالجيش الإسرائيلي في الحرب على قطاع غزة، "ساد فراغ، وكأن كل شيء بات ملقياً على عاتقي".

تقول ساجيت البالغة 37 سنة والتي تعمل لحسابها، إنه بعد هجوم حركة "حماس" غير المسبوق على جنوب إسرائيل الذي أشعل الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر في قطاع غزة، "قابلت الحكومة عائلات الرهائن" و"قابلت سكان الجنوب والشمال" الذين تم إجلاؤهم هرباً من القصف الصاروخي من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ومن "حزب الله" في جنوب لبنان، لكنها تشير إلى أن الحكومة "لم تكترث لنا، عائلات جنود الاحتياط".

وإن كانت الهبات الفردية تدفقت في المرحلة الأولى لعناصر الاحتياط الذين يشكلون عماد الجيش إلى جانب الجنود وقوات التعبئة، إلا أن ساجيت وجدت نفسها أسبوعاً بعد أسبوع تدير وحيدة أمور بيتها في كيبوتس جفعات برينر، على مسافة نحو 20 كيلومتراً جنوب تل أبيب، فتتولى رعاية أبنائها الثلاثة وسط قلق شديد ووضع مالي سيئ.

تقول "تحتم عليّ أن أكون الأم والأب والمعيل"، فاضطرت إلى تجميد شركتها الصغيرة في مجال ألعاب الطاولة للاهتمام بأطفالها.

وساعدت ابنها البالغ سبع سنوات على تخطي الغضب الذي سيطر عليه حيال الحرب التي خطفت منه والده، فجعلته يدرك أخيراً أن "أبي لا يهتم بنا فقط، بل يهتم بالجميع"، مثلما كتب على رسم معلق على البراد، صور فيه والده على الجبهة.

واندلعت الحرب في السابع أكتوبر مع هجوم "حماس" الذي أسفر عن مقتل 1194 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 120 منهم في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 36654 شخصاً في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع الذي تحكمه "حماس".

وقتل 294 جندياً منذ بدء العمليات البرية على قطاع غزة في الـ27 من أكتوبر، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وبعد أدائهم الخدمة العسكرية الإلزامية، يبقى الإسرائيليون إلزامياً في احتياط الجيش لحين بلوغهم سن الـ40، لكن مع اندلاع الحرب، تم تمديد هذا الحد موقتاً إلى 41 سنة.

الوحدة الوطنية واجب

وتقول ساجيت إن الوحدة الوطنية واجب، لكن "يتهيأ لي أن كل شيء كان ملقى على كتفي".

والتحقت في ديسمبر (كانون الأول) 2023 بمنتدى لزوجات جنود الاحتياط الذي تشكل ليكون مساحة تعاون في مجموعة من المسائل تمتد من قانون العمل إلى الضغط على الدولة للحصول على مزيد من الدعم.

وتنتمي المحامية شفوت رعنان البالغة 31 سنة أيضاً إلى المنتدى وهي وصفت وطأة التجنيد على "الوضع النفسي" لنحو "مئة ألف عائلة" جنود احتياط جرت تعبئتهم، وتأثيره في الزوجات وقدرتهن على العمل، وكذلك في الأطفال الذين يشعرون بـ"القلق على آبائهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكشف استطلاع للرأي نشر المنتدى نتائجه في نهاية مايو (أيار) الماضي عن أن نحو ثلث الزوجات اللاتي شملهن يشكين من أضرار لحقت بهن على الصعيد المهني منذ اندلاع الحرب. وقال ستة في المئة من الجنود والزوجات إنه تم تسريحهم من عملهم، فيما فرض على 19 في المئة منهم أخذ أيام عطلة غير مدفوعة.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، خصصت مساعدة توازي 2.27 مليار يورو لجنود الاحتياط، مما اعتبرته ساجيت مبلغاً "زهيداً" بالمقارنة مع "معركتهم البالغة الشدة والطويلة الأمد".

وتم توقيع اتفاق في فبراير (شباط) بين الاتحاد العمالي العام "هيستادروت" ومنظمة لأصحاب العمل، مددت فترة حماية جنود الاحتياط من التسريح.

العبء النفسي

وفي نهاية مايو، أقر الكنيست قانوناً يهدف إلى منع تسريح زوجات جنود الاحتياط أو تراجع شروط عملهن خلال فترة التعبئة، لكن العبء النفسي يبقى كبيراً.

وقالت أفيتال هوريف "علينا أن نبقى قويات من أجل أطفالنا" و"الاهتمام بأزواجنا الذين يعودون من أشهر طويلة قضوها في ساحة المعركة، مختلفين ومصدومين بما شاهدوه" والذين "تتم تعبئتهم من جديد" من دون تأخير.

ورأت أفيتال المسؤولة الإعلامية التي أوقفت بحثها عن وظيفة في الوقت الحاضر، أن الوضع "يختبر قدرتنا على الاستمرار"، لا سيما "في غياب أفق".

ويبدو أن التعبئة ستكون طويلة، على ضوء تجدد المعارك في مناطق قال الجيش إنه نظفها من مقاتلي "حماس" في قطاع غزة، والتصعيد مع "حزب الله" اللبناني عند حدود إسرائيل الشمالية.

ورأى أريال هإيمان الباحث لدى معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب في يناير إن "عائلات الاحتياطيين تقوم بدور كبير" لا بل "هي ربما العنصر الأهم لصمود" الجيش و"قدرته على مواصلة القتال طوال فترة من الزمن".

وتابع أنه "لن يكون من المنطقي الافتراض بأن جنود الاحتياط سيبقون في تصرف (الجيش) إلى ما لا نهاية وبكامل طاقاتهم".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير