Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مدارس التطرف في أفغانستان قنابل "طالبان" الموقوتة لدول الجوار

رئيس برلمان طاجيكستان: تدرب الانتحاريين والبلاد أصبحت أرضاً خصبة للإرهاب

صدرت الأوامر بإنشاء "المدارس الجهادية" في أفغانستان للمرة الأولى من زعيم حركة "طالبان" الملا هبة الله آخند زاده (أ ف ب)

ملخص

في تقرير لمنظمة "أفغان ويتنس" البحثية التي تتخذ من لندن مقراً لها، نقلت عن وزير التربية والتعليم في نظام "طالبان" مولوي حبيب الله أن هناك نحو 19 ألف مدرسة رسمية و15 ألف مدرسة دينية في جميع أنحاء أفغانستان، إلا أنه ليس من الواضح بعد كم من هذه المدارس الدينية البالغ عددها 15 ألفاً هي "مدارس جهادية" ويدرس المحتوى التعليمي المتعلق بـ"الجهاد الإسلامي" فيها.

أصبحت "المدارس الجهادية" التابعة لحركة "طالبان"، التي بدأت بالعمل منذ عودة هذه الحركة للسلطة في أفغانستان، تشكل تهديداً للدول المجاورة. إذ أعرب رئيس البرلمان الطاجيكي رستم إمام علي، في الثالث من يونيو (حزيران) في اجتماع الجمعية البرلمانية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي الذي انعقد في مدينة ألماتي عاصمة كازاخستان، عن قلقه إزاء التهديدات التي تسببها هذه المدارس، وحذر إمام علي من أن هذه المدارس تشكل خطراً قد يزيد من انتشار التطرف الديني من أفغانستان إلى دول المنطقة.

وقال رئيس البرلمان الطاجيكي إنه في ظل حكم "طالبان"، أصبحت أفغانستان أرضاً خصبة للإرهاب و"المدارس الجهادية" التي تدرب الانتحاريين. وبناء على ما قاله إمام علي، فإن معظم المدراس التي أنشأتها "طالبان" في أفغانستان التي تقدر بـ1000 مدرسة تقريباً، تقع في المحافظات الأفغانية المتاخمة للحدود الجنوبية للدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

كما أعلن وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف الجمعة الماضي، خلال اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، أن خطر تسلل الإرهاب من أفغانستان إلى روسيا ودول آسيا الوسطى تزايد. وأضاف ممثلون آخرون للدول الأعضاء في هذه المنظمة في الاجتماع قائلين إن أحد الاهتمامات الرئيسة لهذه الدول هو هيمنة حركة "طالبان" على أفغانستان، وإيواؤها الجماعات الإرهابية وزيادة التهديدات ضد دول آسيا الوسطى.

وبطبيعة الحال نفت "طالبان" وجود الجماعات الإرهابية الدولية، بخاصة تنظيم "القاعدة"، في أفغانستان. إلا أن تقارير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأجهزة الاستخبارات الدولية ومنها روسيا والولايات المتحدة، أكدت وجود تنظيم "القاعدة" وحلفائه الإقليميين في الأراضي الأفغانية.

وصدرت الأوامر بإنشاء "المدارس الجهادية" في أفغانستان للمرة الأولى من زعيم حركة "طالبان" الملا هبة الله آخند زاده في يونيو 2022. ونصت هذه الأوامر على ضرورة تدريس المحتوى الذي يوافق عليه قادة "طالبان"، وأن تكون هذه المدارس قادرة على جذب ما بين 500 إلى 1000 طالب. كما شددت الأوامر التي أصدرها زعيم "طالبان" على أنه يجب تعيين رجال الدين المعتمدين من "طالبان" فقط كمدرسين في هذه المدارس، وتغطية تكاليف المعلمين والطلاب تتحملها الحركة.

وبعد إصدار هذه الأوامر، قال وزير التربية والتعليم في نظام "طالبان" مولوي نور الله منير إنه يجب إنشاء مدرسة كبيرة قادرة على جذب ما لا يقل عن 1000 طالب في كل بلدة ومدينة في أفغانستان. إذ بنيت أول "مدرسة جهادية" في أفغانستان في مركز ولاية بنجشير، وبعد ذلك امتد إنشاء المداس إلى قرى بنجشير وغيرها من الولايات الأفغانية الأخرى. وأغلقت "طالبان" معظم المباني التابعة للمسؤولين الحكوميين السابقين والمرافق التعليمة، وفي بعض الحالات حولت مدارس البنات إلى "مدارس جهادية".

في تخار وبغلان، حول عدد من المدارس الرسمية ومنها مدرسة للبنات، إلى "مدارس جهادية". وفي مزار الشريف، تحول مبنى قناة "ميترا" التلفزيونية التابعة للمواطن الأفغاني عطاء محمد نور إلى مدرسة.

وفي وقت يتوسع فيه إنشاء "المدارس الجهادية" في أفغانستان، لا يسمح للفتيات فوق سن 12 سنة بالذهاب إلى المدارس والجامعات. وبعد الأوامر التي أصدرها آخند زاده حرمت النساء في أفغانستان من العمل، حتى في صالونات تصفيف الشعر التي كانت مخصصة للنساء فقط ولا يعمل فيها الرجال، إذ أغلقت أيضاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأدى اتساع رقعة هذه المدارس في أفغانستان وحرمان جزء كبير من الفتيات والنساء من التعليم وانتشار الفقر إلى تراجع الاهتمام بالمدارس العادية والخاصة في أفغانستان، لأن مدراس "طالبان" توجد فيها منامة للطالب، وخصصت موازنة مالية لكل طالب في هذه المدارس. وهذا الوضع دفع بعدد من الأسر التي لا تستطيع دفع تكاليف تعليم أبنائها في المدارس العادية أو الخاصة، إلى إرسالهم إلى مدارس "طالبان" حتى يعفوا من دفع الرسوم.

وقبل عودة "طالبان" للسلطة كان هناك نحو 5 آلاف مدرسة دينية في أفغانستان، منها 250 مدرسة في كابول فقط. وقامت الحكومة الأفغانية بتغطية تكاليف معظم هذه المدارس، كما أن وزارة الحج والأوقاف قامت بتمويل بعض هذه المدارس. ومع ذلك حتى أغسطس (آب) 2021 كانت مدارس "طالبان" الدينية تعمل في باكستان، أي معظمها كانت في بيشاور ووزيرستان وكويتا وأكوره وختك وديرا إسماعيل خان، ومع سيطرة حركة "طالبان" على أفغانستان انتقلت معظم هذه المدارس إلى داخل أفغانستان.

تعتبر المدرسة "المحمدية" التي كان يديرها عبدالرحيم حقاني، إحدى أكبر مدارس طالبان في بيشاور – باكستان، إذ كان من كبار الشخصيات في حركة "طالبان" والعقل المدبر للحركة، وقتل في هجوم انتحاري في كابول في أغسطس 2022. وبعد سقوط الحكم الجمهوري في أفغانستان انتقلت المدرسة "المحمدية" من بيشاور إلى أفغانستان، وتعمل حالياً في مدينتي كابل وننجرهار. وتلقى عدد من أعضاء "طالبان" تعليمهم في هذه المدرسة، ولعب عبدالرحيم حقاني دوراً كبيراً في تشكيل أهداف وخطط "طالبان".

في الواقع لا يوجد عدد محدد لمجموع "المدارس الجهادية" التي أنشئت في أفغانستان، إلا أن بعض المصادر تتحدث عن 1000 مدرسة.

وفي هذا السياق في تقرير لمنظمة "أفغان ويتنس" البحثية التي تتخذ من لندن مقراً لها، نقلت عن وزير التربية والتعليم في نظام "طالبان" مولوي حبيب الله أن هناك نحو 19 ألف مدرسة رسمية، و15 ألف مدرسة دينية في جميع أنحاء أفغانستان، إلا أنه ليس من الواضح بعد كم من هذه المدارس الدينية البالغ عدد 15 ألفاً هي "مدارس جهادية"، ويدرس المحتوى التعليمي المتعلق بـ"الجهاد الإسلامي" فيها.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

المزيد من تقارير