Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رغم انتكاسة مودي قد تلعب عودة ترمب المحتملة في صالح بروزه الجديد

فشل رئيس الوزراء الهندي في تأمين نصر مدو متوقع سيؤثر في نفوذ البلاد بالمسرح العالمي لكن عودة ترمب المحتملة للبيت الأبيض قد تمنحه حظوظاً غير متوقعة

انتخب ناريندرا مودي رئيساً لوزراء الهند لولاية ثالثة غير مسبوقة (أ ب)

ملخص

على رغم تراجع مودي في الانتخابات العامة فإن عودة ترمب المحتملة قد تلعب دوراً لمصلحة الزعيم الهندي الذي ترى حكومته في حاشية ترمب حلفاء كثر لها

كان ناريندرا مودي أول زعيم عالمي منحه دونالد ترمب المنتخب حديثاً جولة في البيت الأبيض. وإذا لم يشكل ذلك شرفاً كافياً، فضلاً عن إظهار النيات السياسية، فقد أعقبته مأدبة عشاء حضرتها السيدة الأولى ميلانيا، ونائب الرئيس مايك بنس، وكل عضو بارز في إدارة  الرئيس السابق.

بعد ثلاث سنوات، عام 2020، زار ترمب الهند مع عائلته، وجذب 125 ألف شخص إلى تجمع حاشد حمل اسم "ناماستي ترمب [تحية إلى ترمب]"، واستضافه إستاد موتيرا (اسمه الآن إستاد ناريندرا مودي) في ولاية غوجارات، مسقط رأس مودي.

وبعد بث الأغنيتين "مجنون عبر المياه" لإلتون جون و"الرجل الرجل" لفرقة "فيلدج بيبول" – وكلاهما من الأغنيات المفضلة لدى الحشود المؤيدة لترمب – أمام الحشد الراقص، قال ترمب مبالغاً: "أميركا تحب الهند، تحترم الهند. الهند تعطي الأمل إلى البشرية جمعاء". وزاد قائلاً إن مودي "رجل أفتخر بأن أسميه صديقي الحقيقي".

هذا ما حصل في ذلك الوقت. في الأيام الأخيرة، عانى الرجلان الشعبويان القويان من نكسات خطرة. لم يحصل مودي على الأغلبية المدوية المتوقعة على نطاق واسع في الانتخابات العامة. وبات ترمب أول رئيس أميركي سابق يصبح مجرماً مداناً، بعدما وجد [من هيئة محلفين] مذنباً في التهم كلها الواردة في محاكمته على دفعه مالاً لشراء الصمت.

لكن مودي سيظل الزعيم، وإن كان سيترأس إدارة ائتلافية، في ولاية ثالثة غير مسبوقة في البلد ذي الكتلة السكانية الأكبر في العالم وصاحب خامس أكبر اقتصاد، وفي طريقها لتصبح ثالث أكبر اقتصاد بحلول نهاية العقد.

هناك توقعات مختلفة في استطلاعات الرأي حول أثر إدانات ترمب في الناخبين، لكنه لا يزال يتقدم على جو بايدن في خمس من ست ولايات رئيسة ومتأرجحة، وقد يعود رئيساً للقوة العظمى الوحيدة المتبقية في العالم.

وفي حين أن كثيراً من بلدان أوروبا الليبرالية تشعر بذعر إزاء احتمال عودة ترمب للبيت الأبيض، يعتقد كثيرون في دائرة مودي بأن ترمب سيكون مفيداً للهند لأسباب متنوعة.

عملت إدارة بايدن، مثل الإدارات السابقة الأخيرة في واشنطن، على بناء علاقات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية مع الهند بهدف جعلها شريكاً استراتيجياً في تحالف ضد الصين.

لكن في الوقت نفسه، ثمة إشارات قلق صادرة من فريق بايدن – أو "محاضرات" كما وصفها مسؤولون هنود أكثر صلافة – في شأن سياسات مودي القومية الهندوسية، التي أدت إلى مزاعم مستمرة بالتمييز وانتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان تستهدف المسلمين. ومن المعتقد بأن إدارة يقودها ترمب لن تكون شديدة الانزعاج من هذه المسائل.

كان ترمب اتهم بأنه كان مرشحاً مسكوبياً [نسبة إلى موسكو] إلى البيت الأبيض في الانتخابات السابقة، وثمة خوف في الغرب في شأن أنواع الاتفاقات التي قد يبرمها مع فلاديمير بوتين إذا وصل إلى السلطة وتأثيرات هذا في حرب أوكرانيا هو السبب الأكثر وضوحاً للقلق.

وثمة احتمال أيضاً يتمثل في تلاشي محاولات [الولايات المتحدة] بايدن كبح جماح بنيامين نتنياهو في غزة، على رغم محدوديتها، في عهد ترمب.

لن يزعج أي من هذه العوامل بالضرورة حكومة مودي. وتقاوم الهند ضغوطاً من الولايات المتحدة والغرب لوقف شراء النفط الروسي بأسعار مخفضة. بل ويعتقد بأن ضغطاً كهذا سيخف إذا حسن ترمب العلاقات مع موسكو.

وفي حين دعت الحكومة الهندية إلى إنهاء عمليات القتل التي تستهدف المدنيين في غزة، تعززت علاقاتها مع إسرائيل في شكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ولا سيما في مجال الدفاع، ومعها اختفى انتقاد دلهي العام لإسرائيل.

وترى حكومة مودي أن شخصيات في حاشية ترمب قد تكون مفيدة للهند. لا يزال ستيف بانون، الذي كان أحد أقرب مستشاري ترمب قبل أن يفقد مكانه في الدائرة الداخلية، يتمتع بنفوذ كبير في الجناح اليميني الجمهوري. وبانون، الذي كان الرئيس الفخري للائتلاف الهندوسي الجمهوري، من أشد المعجبين بمودي، إذ يقول إن "مودي كان ترمب قبل ترمب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وثمة أيضاً مسألة احتلال أشخاص ذوي أصول هندية مواقع بارزة في إدارة ترمب. أراد ترمب تعيين كاش باتيل، رئيس أركان سابق في البنتاغون، قائماً بأعمال مدير وكالة المخابرات المركزية. ومن المرجح أن يحصل على وظيفة أمنية بارزة إذا فاز ترمب بالرئاسة. وثمة أمل في اختيار فيفيك راماسوامي، رجل الأعمال الثري الذي سعى إلى الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، كمرشح لمنصب نائب الرئيس.

لكن من غير المرجح أن يكون راماسوامي هو خيار ترمب لهذا المنصب. كذلك لم يساعد وجود شخص من خلفية هندية في أعلى منصب في بريطانيا في الحصول على اتفاق تجاري هندي - بريطاني طال انتظاره بعد "بريكست". ولا يزال الاتفاق، بعد سنتين ونصف السنة و14 جولة من المحادثات، غير مبرم في عهد سوناك.

بعد مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي، كانت أولى رحلات تيريزا ماي خارج أوروبا إلى الهند. عطل كوفيد زيارة بوريس جونسون، على رغم أنه حل هناك مرات عدة كوزير للخارجية، على غرار ما فعلت ليز تراس في هذا المنصب إلى جانب وزراء خارجية وأعمال ودفاع بريطانيين آخرين.

لكن التبديل المحير لوزراء المملكة المتحدة أرهق الحكومة الهندية. لم تتوفر ضمانات على أن المشاركين في المحادثات سيكونون في مناصبهم في غضون ثلاثة أشهر.

وكانت علاقات حزب العمال مع الحكومة الهندية مشحونة في عهد جيريمي كوربين، الذي تحدث علناً مرات عدة عن كشمير – التي تعد السيادة عليها مصدراً لنزاع مرير بين الهند وباكستان. ونفذ الفرع البريطاني لأصدقاء حزب "بهاراتيا جاناتا"، حزب مودي، في الخارج حملة لصالح مرشحي حزب المحافظين ضد حزب العمال في 48 مقعداً هامشياً في الانتخابات العامة عام 2019.

ومنذ ذلك الحين، زار عدد من أعضاء حكومة الظل الهند. يقول كير ستارمر إنه مصمم على "إعادة ضبط" الروابط، والسعي إلى "علاقة محترمة ومفتوحة" مع مودي "على أساس المستقبل وليس الماضي". وسيشكل فشل مودي في الحصول على أغلبية مطلقة عاملاً مساعداً في تحقيق ذلك. هذا ولا يشاركه معظم شركائه المحتملين في الائتلاف وجهات نظره القومية الهندوسية المتشددة، وسيتعين عليه تخفيف حدة بعض سياساته الطائفية.

وتعد الهند ثالث أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي، على رغم أن اتفاقاً تجارياً بينهما لم يبرم بعد. وتناقش مجموعة من المقترحات للتعاون في مجالات التجارة والتكنولوجيا والأمن، وقد تكشف عن خريطة طريق مدتها خمس سنوات في قمة ثنائية العام المقبل.

وطلبت أميركا من الهند الانضمام إلى "ناتو بلاس"، وهو إطار لتوسيع الشراكات غير الرسمية الخاصة بالتحالف الغربي، وتعود مصلحة كل من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في التقارب من الهند للعامل الصيني.

والهند عضو في المجموعة الرباعية إلى جانب الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، إضافة إلى مناورات "مالابار" البحرية مع البلدان نفسها، وتأسست المجموعة والمناورات لمواجهة التوسع الصيني.

وتنخرط الصين في مواجهات مع دول مجاورة أخرى في بحري الصين الجنوبي والشرقي بسبب مطالباتها بقيعان بحرية وجزر غنية بالمعادن. واشتبكت القوات الهندية والقوات الصينية على حدود البلدين في جبال الهيمالايا.

وستواصل الإدارة الأميركية، سواء في عهد بايدن أم ترمب، التركيز في شكل متزايد على التحدي الذي تشكله الصين. وستتوقع من الهند، التي تسعى إلى تحقيق وضعية القوة العظمى لنفسها، أن تبرز وتؤدي دوراً أوسع في الساحة الدولية.

ويشير منتقدو مودي إلى أن الهند بدورها ستستفيد من ذلك، مع تركيز الحكومة في شكل أكبر على العالم الخارجي وبعيداً من السياسات المثيرة للانقسام في الداخل – التي أظهر التصويت في الانتخابات أنها أصبحت مصدر قلق بين الناس.

© The Independent

المزيد من آراء