ملخص
الانتخابات الهندية وصلت في مرحلتها الرابعة إلى مقاطعة كشمير ذات الغالبية الإسلامية لكن هذه المرة قرر حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم عدم المنافسة في هذه المنطقة الصعبة
ناريندرا مودي، الذي قام بحملته الانتخابية في أنحاء الهند كافة خلال الانتخابات الضخمة التي تجرى على سبع مراحل، لم تطأ قدماه حتى الآن منطقة كشمير، تلك المنطقة المتنازع عليها في جبال الهيمالايا، ويظهر هو وحزبه الحاكم أنها تتمتع بالسلام والاستقرار منذ أن ألغى وضع شبه الحكم الذاتي في عام 2019.
وتوجهت المنطقة ذات الأغلبية المسلمة إلى صناديق الاقتراع يوم الإثنين، إلى جانب مدن في كل أنحاء الهند حيث صوت ملايين في الجولة الرابعة من الانتخابات العامة التي ستؤدي إلى تشكيل حكومة اتحادية جديدة في دلهي، ومن المقرر فرز الأصوات في الرابع من يونيو (حزيران).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويجري التصويت في هذا الوادي الحساس الذي تمزقه الصراعات للمرة الأولى منذ أن وضعته إدارة رئيس الوزراء مودي تحت سيطرتها بشكل مباشر في عام 2019. ووصفت تلك الخطوة على نطاق واسع بأنها كانت مثيرة للجدل، إذ جرى إقرار التشريع من خلال وضع معظم زعماء المعارضة والناشطين السياسيين في كشمير تحت الإقامة الجبرية. كما فرضت حكومة مودي تعتيماً على الإنترنت والاتصالات في المنطقة.
ومن المقرر إجراء جولتين أخريين من التصويت في كشمير يومي الـ20 والـ25 من مايو (أيار).
ولم يتقدم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم الذي يتزعمه مودي بأي مرشح في كشمير، تاركاً ميدان المنافسة السياسية لحزبين إقليميين هما المؤتمر الوطني وحزب الشعب الديمقراطي. وكان لهذين الحزبين حضور تاريخي في المنطقة واعتبرا المنافسين الرئيسين لحزب بهاراتيا جاناتا. وهذه هي المرة الأولى منذ عام 1996 التي لا يخوض فيها حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة مودي الانتخابات في كشمير.
وزعم عدد من أحزاب المعارضة أن القرار الذي اتخذه حزب بهاراتيا جاناتا بعدم التنافس في كشمير ينبع من الخوف من وضع حكاية نجاحه في المنطقة تحت الاختبار في الانتخابات الفيدرالية، فالنتائج قد تتعارض مع هذه الرواية.
وقال وحيد الرحمن بارا، وهو زعيم حزب الشعب الديمقراطي الذي يسعى إلى تمثيل سريناغار، إحدى المدن الثلاث التي تشهد انتخابات في كشمير، إن الانتخابات في كشمير تدور حول "استفتاء على قرارات الحكومة وسياساتها التي وضعت موضع التطبيق من دون موافقة الشعب".
وادعى حزب مودي مراراً وتكراراً أنه جلب الرخاء والاستقرار إلى المنطقة المضطربة المتاخمة لباكستان التي ظلت تعيش تحت رحمة العنف الانفصالي منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي.
وقال عمر عبدالله، وهو منافس مودي ورئيس وزراء سابق للإقليم "لو كان الناس سعداء بإلغاء المادة 370، لما تردد حزب بهاراتيا جاناتا في القتال. لكنهم لا يريدون أن يفضحوا أنفسهم، ومن أجل حفظ ماء الوجه، قرروا عدم المنافسة". ومنحت المادة 370 من الدستور الهندي الوادي وضعية خاصة.
وذكر مرشح المؤتمر الوطني سيد آغا روح الله لقناة "الجزيرة" إن الانتخابات تشكل فرصة للناخبين في كشمير "للتعبير عن معارضتهم".
وأضاف روح الله "عليهم أن يظهروا أنهم لا يقبلون [قرار إلغاء المادة 370]".
وعلى رغم الادعاءات بأن حكومته أسقطت العنف في المنطقة، لم يقم مودي إلا بزيارة واحدة إلى كشمير منذ عام 2019، في مارس (آذار) من هذا العام عندما سافر إلى سريناغار تحت حماية مشددة [من جانب جماعة] شبه عسكرية. وإذ وضعت القوات الحكومية أسلاكاً شائكة فهي أقامت عشرات من نقاط التفتيش على الطرق قبل زيارة مودي.
وحتى الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الإثنين، لم تزد نسبة إقبال [الناخبين على الاقتراع] في مقعد سريناغار عن 29.93 في المئة، وفقاً للجنة الانتخابات الهندية.
وشكل الاقتراع يوم الإثنين الماضي الجولة الرابعة من الانتخابات الوطنية متعددة المراحل في تسع ولايات وإقليم فيدرالي واحد، وسيكون حاسماً بالنسبة إلى حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الذي يتزعمه مودي، إذ يضم بعض معاقله في ولايات مثل أوتار براديش وماديا براديش.
© The Independent