Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتخابات بريطانيا عامي 1983 و2017 تعلمنا عدم استباق الحديث عن الفائز

على رغم أن الاحتمالات تصب في مصلحة حزب العمال بزعامة كير ستارمر، إلا أن الانتخابات السابقة تذكرنا بأن استطلاعات الرأي يمكن أن تتغير خلال الحملات الانتخابية

يأمل حزب العمال بأن يحرز نصراً أكبر من الفوز الساحق الذي حققه توني بلير عام 1997 (غيتي/ب أ)

ملخص

مع تقدم حزب العمال الكبير في استطلاعات الآراء فإن نظرة إلى الانتخابات البريطانية السابقة وتحديداً عامي 1983 و2017 تعلمنا أن تقلّص الفجوة بين العمال والمحافظين هو أمر وارد جداً

منذ أن أدلى ريشي سوناك بتصريحه تحت المطر من أمام 10 داونينغ ستريت [عن الانتخابات العامة المقبلة]، اتسمت الحملة الانتخابية بعدم القدرة على قلب تقدم حزب العمال. إلا أن المنافسات السابقة تشير إلى أن التغيير لا يزال ممكناً.

وتظهر استطلاعات الرأي هذا الأسبوع تقدماً هائلاً للسير كير ستارمر، مع حصول حزبه على نحو 45 في المئة، بينما يتأرجح التأييد لحزب المحافظين حول الـ20 في المئة.

ويأمل حزب العمال في تجاوز النصر الساحق الذي حققه توني بلير عام 1997.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن الحكاية لم تنته بعد. ففي عام 1983، تقدم تحالف الحزب الديمقراطي الاجتماعي-الحزب الليبرالي من موقع متخلف للغاية عن حزب العمال ليحلّ بعده في المركز الثاني في التصويت الشعبي.

وفي الآونة الأخيرة، في عام 2017، تلاشى التقدم الذي كان يتمتع به حزب المحافظين والبالغ 20 نقطة في ظل المواجهة التي لقيها من حزب العمال بزعامة جيريمي كوربين، ما أرغم تيريزا ماي على تشكيل حكومة أقلية ائتلافية.

مع بقاء أربعة أسابيع [تفصلنا عن موعد الانتخابات]، فقد كشفت المناظرة الصعبة التي أجريت يوم الثلاثاء عن نقاط ضعف لدى كل من الزعيمين، وسيؤدي دخول نايجل فاراج المنافسة مرشحاً باسم حزب "إصلاح المملكة المتحدة" Reform UK إلى إحداث تغيير جذري في الاعتبارات الحسابية المتعلقة بعدد من الدوائر الانتخابية.

ويعود ذلك في أحد وجوهه إلى أن نسبة تأييد حزب "إصلاح المملكة المتحدة" وحزب الليبراليين الديمقراطيين تبلغ حالياً 12 في المئة و11 في المئة على التوالي، وفقاً لمؤسسة "تكني يو كي" Techne UK. وهذا يجعل الحزبين يتقاسمان بينهما ما يقرب من ربع الأصوات الإجمالية.

وقال الدكتور مارك باك، وهو رئيس حزب الليبراليين الديمقراطيين وخبير في استطلاعات الرأي "أعتقد أن هناك فرقاً بالنسبة إلى الأحزاب الصغيرة مثل الليبراليين الديمقراطيين، إذ يمكن حقاً للحملة أن تحدث فرقاً في عدد المقاعد التي يفوز بها الحزب".

وأضاف "ولكن إذا كنت تنظر إلى حزب العمال والمحافظين، فإن الذي يحل أولاً [في الاستطلاعات] يكون، كما أثبت التاريخ، هو المرشح الأوفر حظاً للتقدم على الآخر في النهاية".

وفي عام 1983، كاد تحالف الحزب الديمقراطي الاجتماعي-الحزب الليبرالي، الذي أصبح في ما بعد حزب الليبراليين الديمقراطيين، أن ينجح بشكل لا يصدق في تجريد حزب العمال من موقعه كأحد الحزبين اللذين يفوزان بأكبر حصة من الأصوات.

وقبل شهر واحد من الانتخابات، كان حزب العمال يحصل [في استطلاعات الرأي] على نسبة 32 في المئة، أي أكثر بـ 14 نقطة من التحالف. بيد أن هذه الفجوة تقلصت بسرعة في الثلاثين يوماً الأخيرة. وفي النهاية كان الفارق بين الطرفين نقطتين فقط. وقد نال حزب العمال 27.6 في المئة فقط من الأصوات، بينما حصل التحالف على 25.4 في المئة.

وأدى نظام الغالبية المطلقة الانتخابي [يفوز المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات] إلى جعل حزب العمال يتقدم على التحالف بفارق كبير من حيث عدد أعضاء البرلمان، 209 مقابل 23 نائباً، وفازت مارغريت تاتشر بغالبية 144 مقعداً. غير أن التحالف هدد هيمنة الحزبين التي استمرت 60 عاماً.

وتأسس الحزب الديمقراطي الاجتماعي في عام 1981، كحزب يساري معتدل على يدي عدد من كبار الشخصيات العمالية، أُطلق عليهم اسم "عصابة الأربعة". وعمل مع الحزب الليبرالي لتشكيل التحالف بزعامة روي جينكينز وهو وزير مالية حكومة سابقة لحزب العمال.

وكان حزب العمال قد نحا يساراً تحت قيادة مايكل فوت، ما أدى إلى نفور بعض الناخبين. وجاء التحالف بمثابة الخيار المقبول الذي قدمه يسار الوسط لأولئك الذين أزعجهم التزام فوت في بيانه الرسمي تبني المزيد من "السياسات الاشتراكية الراديكالية".

وفي عام 2024، يبدو مستبعداً فوز حزب المحافظين بالانتخابات، إلا أن حجم خسارته مهم، علماً أن حزب العمال لا يشكل التحدي الوحيد له.

فالعشرات من مقاعد نواب حزب المحافظين مهددة بشكل خطير من قِبل ثلاثة أحزاب أصغر حجماً، سواء حزب الإصلاح، أو حزب الخضر، أو الليبراليين الديمقراطيين، الذين من المتوقع أن يفوزوا بـ48 مقعداً بحسب استطلاع آراء أعدته شركة يوغوف.

في يونيو (حزيران) 2017، على رغم أن حزب المحافظين بزعامة تيريزا ماي خرج من الانتخابات بأكبر عدد من المقاعد بلغ 318 مقعداً، فإن حصوله على نسبة أكثر بـ2.3 في المئة فقط من حزب العمال التي وصلت إلى 40 في المئة من الأصوات.

وكانت استطلاعات الرأي قد أظهرت في نهاية أبريل (نيسان) 2017 تقدم المحافظين بـ 23 نقطة.

ومع ارتفاع معدلات قبولها، تعرضت تيريزا ماي إلى انتقادات عندما رفضت المشاركة في المناظرات التلفزيونية، في حين أدى ظهور كوربين في المناظرات إلى تنامي الدعم له.

عندما ظهرت ماي على شاشة التلفزيون في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية، كان يُنظر إلى رئيسة الوزراء آنذاك على أنها مراوغة بشأن القضايا الرئيسة، ولا سيما ما يتعلق بالجدال حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بصفقة أو من دونها.

وارتفعت نسبة دعم حزب العمال من 26 في المئة إلى 40 في المئة في غضون أسابيع، في حين تقلص دعم الليبراليين الديمقراطيين من 13 في المئة إلى 7 في المئة، في أعقاب ميل الناخبين نحو الحزبين الرئيسين مع اقتراب يوم الاقتراع.

ومما لا شك فيه أن ريشي سوناك يواجه طريقاً صعباً قبل الرابع من يوليو (تموز)، لكن التاريخ يعلمنا أن تقلّص الفجوة هو أمر وارد جداً.

© The Independent

المزيد من دوليات