ملخص
عرف الإنسان الظل أكثر من أي وقت في فترة العصور الوسطى وهي الفترة التاريخية التي تميزت بظهور تطبيقات عدة للظل فكرياً وأدبياً وسياسياً، وليس مستغرباً دخول ظل الإنسان إلى عوالم الفنون والأدب من أوسع أبوابها، فالظل ما هو سوى رسم بدائي دقيق لجسم الإنسان على رغم أنه لا تظهر فيه تفاصيل اللون أو ملامح الوجوه.
على رغم تعقيدات الحياة المعاصرة يظل السؤال عن مغزى ومعنى وجود ظل الإنسان متداولاً إذ عرف الإنسان الظل أكثر من أي وقت في فترة العصور الوسطى وهي الفترة التاريخية التي تميزت بظهور تطبيقات عدة للظل فكرياً وأدبياً وسياسياً، فأخذ ظل الإنسان والأشياء في تلك الحقبة طابعاً ترفيهياً ودخل في مواضيع التسلية من خلال المسرح والأدب. في المقابل تعامل الإنسان قبل ذلك مع الظل باعتباره جزءاً من عالم الخرافة، واستمرت هذه النظرة حتى بلغنا عصر العلم الذي وضع تعريفات محددة لكل أنواع الظل.
رسم بدائي
ليس مستغرباً دخول ظل الإنسان إلى عوالم الفنون والأدب من أوسع أبوابها، فما هو سوى رسم بدائي دقيق لجسم الإنسان، على رغم أنه لا يظهر تفاصيل اللون أو ملامح الوجوه. لذلك يعد موضوعاً فنيا شيقاً تناوله الإنسان من خلال المسرح عبر مسارح الظلال الشهيرة ومن خلال السينما ومختلف الفنون.
عالم القانون
من الغريب جداً أن يدخل مفهوم ظل الإنسان إلى عالم القانون والمحاكم التي لا تحفل إلا بالأدلة المادية ووفق فيلم "الغول" لعادل امام فإن المحاكم في العصور الوسطى اتخذت من محاكمة ظلال الأثرياء وسيلة لتجنيبهم العقاب.
الظل حديثاً
لا يكاد ظل الإنسان في هذا الزمن يكون ملحوظاً لأن الإنسان في هذا الوقت امتلك مختلف أنواع الإضاءة والتقنيات التي ساعدت كثيراً في حصر الظل ضمن عالم العتمة والظلام، مما جعله من أبرز مرادفات الفشل والتشاؤم كونه مرتبطاً لدى كثير بالأحداث السيئة. والظل فنياً وأدبياً هو المنطقة السوداء المعتمة والقاتمة من حياتنا التي يحاول الإنسان حديثاً إخفاءها أو طمسها من حياته نهائياً.
علمياً
بينما الظل علمياً ما هو إلا تلك المنطقة الناتجة عن حجب جسم الإنسان لأشعة الشمس في وضح النهار وذلك وفق مجلة "أدينبرغ" الشهرية على الإنترنت، لذلك يكون وجود الظل واقعياً معتمداً تماماً على قوة الضوء ومصدره إضافة إلى زاوية سقوطه.
قبل دخولنا عصور العلم والمعرفة والتطور التقني، تحركت حكاية ظل الإنسان والأشياء ضمن عالم الخرافة إذ شعر الإنسان بالخوف من ظله في البداية ثم استثمر الفكرة اجتماعياً وفكرياً وسياسياً، فالظل ما هو سوى رسم بدائي باللونين الأساسين في الحياة وهما الأبيض والأسود، ولذلك هو انعكاس لصورة الإنسان سلباً وإيجاباً.
مشكلة
ومشكلة الظل أنه لا يحمل أي تفاصيل لونية أو إنسانية لأنه لا يبتسم ولا يظهر ملامح الوجه لذلك دخل أولاً إلى مخيلة الإنسان من عالم الخرافة والسحر والشعوذة، ثم انتقل إلى عهدة الفنون التي صاغت من خلاله عشرات القصص والأفلام وكان من أشهرها حكايات "جودي أبوت" من خلال رواية "صاحب الظل الطويل" وغيرها من الأعمال.
نظريات واختراعات
بعد ذلك اقتحم الظل بعض العلوم مثل الكيمياء والفيزياء وعلوم الفضاء فصاغ الإنسان عبره كثيراً من النظريات والاختراعات وأهمها اختراع الساعة، ومعرفة الوقت ومعرفة حرارة الأجسام في الظل، وصولاً إلى استخدام فكرة الظل حديثاً في ظاهرتي الخسوف والكسوف وغيرها من الأفكار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تداخل
ظاهرة وجود ظل للإنسان والأشياء هي ظاهرة معقدة بعض الشيء. فمعرفة الإنسان بهذه الظاهرة تداخلت منذ القدم، وعبر عنها الإنسان من خلال الفنون والعلوم والعلم فسّر نظرية الظل من خلال قوانين الفيزياء وأوضح لنا أن ظل الإنسان ما هو سوى انعكاس طبيعي للضوء من مصادره المختلفة وأبرزها ضوء الشمس في وضح النهار.
كيفية حدوث الظل
يحدث الظل نتيجة حجب الجسم المادي لكمية معينة من الضوء الذي كان من الممكن أن يضيء منطقة أخرى من سطح الأرض وبهذا التعريف البسيط أقفل العلم باب الخرافات حول ظاهرة الظل، فدخلت تطبيقات الظل إلى المخيلة الإنسانية من أوسع أبوابها وعبرت عنها الفنون والعلوم بطرق إبداعية وجمالية عدة.
بين الحقيقة والخيال
بين الحقيقة والخيال تنقلت أسطورة الظل أو ما يعرف بخيال الإنسان الملاصق له أينما ذهب. وفي هذين العالمين تطورت حكاية الظل في الفنون والأدب أولاً وانتقلت بعدها إلى العلوم الحديثة، إذ تعبر رواية "صاحب الظل الطويل" الصادرة عام 1912 عن الجانب المضيء والإيجابي لدور الظل في التراث الفكري الإنساني، لأنها تسرد حكاية فتاة يتيمة تكتب رسائل إلى ولي أمرها وهو الرجل الثري الذي لم تلتقِ به. في المقابل عبر فيلم "الغول" لعادل إمام عام 1983 للمخرج سمير سيف، عن الجانب المظلم والسلبي لدور الظل في الحياة من خلال عرض أحداث الفيلم لقانون "ساكسونيا" المجحف الذي كان يحاكم ظلال الأثرياء بدلاً من معاقبتهم كما هو الحال مع الفقراء والرعاع، واستلهم العلم من فكرة الظل قوانين كثيرة في الفيزياء وعلوم الفضاء.
صاحب الظل الطويل
هناك دوران تقليديان أداهما الظل في الأدب والفنون عموماً وهما دور الخير ودور الشر، وتعد الرواية الأميركية الشهيرة "صاحب الظل الطويل" جزءاً من الأدب الواقعي وأدب الرسائل الذي وظف فكرة الظل في أدوار الخير، فالظل في الرواية ما هو إلا صورة خيالية تنعكس لدى الفتاة اليتيمة عن صورة الرجل الثري الحقيقية مع أنها لم تشاهده فعلياً، والظل في هذا العمل ما هو إلا صورة دالة على الرجل الثري الذي يمثل دور الخير، في المقابل تعكس قصة الغول في الفيلم المصري الشهير جانباً معاكساً تماماً لهذه الفكرة فهنا الظل دليل على التمييز بين الأثرياء والفقراء في فترة العصور الوسطى الأوروبية وحتى ضمن زمن الفيلم.
بداية الحكاية
التلاعب بالظلال ما هو سوى فن مسرحي قديم بدأ من الكهف وفي هذه المرحلة من حكاية الظل تخلص الإنسان من خوفه وشكوكه تجاه الجسم المعتم المتحرك الذي يتحرك معه باستمرار. وكان أول تطبيق مفيد للإنسان ومستلهماً من معرفة الظل وكونه متعلقاً بغالبية الأجسام، هو اختراع الساعة ومعرفة الوقت بواسطة ظل جسم يتحرك وفق دورة الشمس. هكذا انتقلت حكاية الظل من التسلية إلى العلم والمعرفة، وتوالت بعدها الاختراعات والنظريات العلمية المتعلقة بالظلال ومن أشهرها في علوم الفضاء ظاهرتَا الخسوف والكسوف.
دليل وجود الحياة
يعد الظل أقدم دليل على وجود الحياة، وعلى رغم أن لوجوده تفسير علمي واضح وصريح فإن حكايته شقت طريقها عبر الأدب والفنون وتسيدت في فترة من الزمن مخيلة الإنسان، لأن فوائده العظيمة للإنسان فتحت آفاقاً كثيرة أمام المعرفة الإنسانية. فظل الإنسان هو منطقة معتمة بشكل الجسم وناتج عن عدم قدرة الضوء على اختراقه وهذه الفكرة حين طُبّقت في علوم الفضاء أثبتت صحة فكرة دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس بسبب ظاهرة الخسوف الذي يعني فلكياً وقوع ظل الأرض على القمر.
أنواعه
إذا صدر الظل من مصدر واسع مثل الشمس فهو "ظل كامل"، وإن كان مصدر الضوء أصغر من الجسم الذي يقع عليه فإن الظل يسمى "الظل المتساوي القيمة" وفقاً للموسوعة العلمية الأوروبية، أما عندما يمر بعض الضوء خلال الشيء ويصل إلى السطح فإنه يسمى "الظل المشعشع"، فيما يُعد "ظل الاستواء" أشهر أنواع الظلال لأنه أقصر أنواعه ويظهر عندما تكون الشمس وسط السماء.
ظل شجرة
الظل رحمة للكائنات الحية ومنها الإنسان إذ يعد ظل شجرة حيزاً للراحة والاستجمام، ولذلك هو من العوامل المساعدة على الإبداع، وتفيد فكرة الظلال عملياً في تطبيقات عملية كثيرة أخرى منها أن لتقليص الظل وامتداده أثر كبير في تغيير درجات الحرارة وذلك وفقاً لبحث نُشر في موقع متخصص على شبكة الإنترنت (موقع رؤية الكاتبة مايا شريف 2024).
