ملخص
أرجأ عضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بياناً كان من المقرر أن يلقيه في وقت لاحق اليوم السبت وكان يُتوقع على نطاق واسع أن يعلن فيه استقالته من حكومة الطوارئ التي يقودها نتنياهو.
قال الجيش الإسرائيلي إن قواته أنقذت أربعة محتجزين أحياء من وسط قطاع غزة اليوم السبت.
وأضاف أن المحتجزين هم ثلاثة رجال وامرأة، واختطفوا من مهرجان نوفا الموسيقي في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتابع أنه تم نقلهم إلى المستشفى لإجراء فحوص طبية.
وفي أول رد فعل على العملية، نقلت "رويترز" عن مسؤول في حركة "حماس"، إن تحرير إسرائيل المحتجزين الأربعة بعد 9 أشهر دليل على الفشل وليس إنجازاً.
عملية النصيرات
من ناحية أخرى أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه يستهدف البنية التحتية لمسلحين في منطقة النصيرات بغزة، بينما أفادت وزارة الصحة في القطاع بمقتل وإصابة العشرات.
ومن غير المعتاد أن يصدر الجيش الإسرائيلي بيانات عن عملياته التي لا تزال جارية.
وقال الجيش في بيان إن "قوات الدفاع الإسرائيلية تستهدف حالياً البنية التحتية لإرهابيين في منطقة النصيرات (وسط قطاع غزة)".
فيما قالت وزارة الصحة في غزة إنه ما زالت أعداد كبيرة من القتلى والمصابين تصل إلى مستشفى شهداء الأقصى غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأضافت الوزارة عبر صفحتها على "فيسبوك" إن "عشرات المصابين يفترشون الأرض وتحاول الطواقم الطبية إنقاذهم بما يتوفر لديها من إمكانات طبية بسيطة".
وحذرت الوزارة من أن مستشفى شهداء الأقصى "يواجه نقصاً في الأدوية والمستهلكات الطبية والوقود، إضافة إلى توقف المولد الكهربائي الرئيس".
وقال مسؤول بقطاع الصحة في غزة لـ"رويترز"، اليوم السبت إن 50 فلسطينياً على الأقل قُتلوا في هجمات إسرائيلية على النصيرات ومناطق أخرى في وسط غزة.
حصيلة القتلى
في الوقت نفسه، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن 36801 شخصاً على الأقل قتلوا خلال ثمانية أشهر من الحرب بين إسرائيل والمقاتلين الفلسطينيين.
وجاء في بيان للوزارة أن هذه الحصيلة تشمل 70 قتيلا على الأقل سقطوا خلال 24 ساعة حتى صباح السبت، مشيراً إلى إصابة 83680 شخصاً في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب.
وشنت إسرائيل في وقت مبكر اليوم السبت ضربات على أنحاء مختلفة في غزة، وفي أولى ساعات، السبت، أفاد شهود وفرق وكالة الصحافة الفرنسية، بحصول غارات في مناطق مختلفة من غزة، بما في ذلك مناطق وسط القطاع التي تعرضت لضربات عنيفة في الأيام الأخيرة أودت بالعشرات وفق مصادر محلية وطبية في القطاع.
وأسفرت إحدى هذه الغارات الخميس على مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم النصيرات، عن مقتل 37 شخصاً وفقاً لمستشفى محلي. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مسؤوليته عن هذه الغارة، مشيراً إلى أنها استهدفت "مجمعاً لحماس". وأفاد الجيش الجمعة بأنه قتل "17 إرهابياً" في المدرسة.
لكن حركة "حماس" قالت في بيان إن الجيش الإسرائيلي نشر "معلومات زائفة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت "القائمة التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي فيها ثلاثة مواطنين على قيد الحياة، ولم يقتلوا، بينهم مواطن مسافر منذ سنوات والآن يعيش خارج فلسطين".
وتابعت أن "القائمة التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي تضم أسماء قتلت في أماكن أخرى وفي مواعيد مغايرة".
استهداف النازحين
واتهم المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني إسرائيل بأنها استهدفت "من دون سابق إنذار" هذه المدرسة التي تؤوي على حد قوله "6 آلاف شخص نزحوا" بسبب المعارك.
وخلف النزاع الذي دخل شهره التاسع الجمعة عشرات آلاف القتلى ودمر معظم أنحاء قطاع غزة وهجر معظم سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة والذين يواجهون خطر المجاعة.
وبعد أسبوع على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن ما قال إنه مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى "حماس"، يبدو أن الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة تراوح مكانها، على رغم المناقشات التي جرت هذا الأسبوع في الدوحة.
في هذا السياق يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل ومصر وقطر والأردن الأسبوع المقبل، بحسب ما أعلنت واشنطن.
لكن هذه الزيارة قد يسبقها تبدل في المشهد السياسي بالدولة العبرية.
غانتس يؤجل مؤتمره الصحافي
من جانبه، أرجأ السياسي المنتمي لتيار الوسط وعضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بياناً كان من المقرر أن يلقيه في وقت لاحق اليوم السبت وكان يُتوقع على نطاق واسع أن يعلن فيه استقالته من حكومة الطوارئ التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وكان غانتس، رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي الذي بات خصماً سياسياً لنتنياهو، أعلن أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً مساء اليوم السبت.
ورجحت وسائل إعلام محلية أن يعلن غانتس استقالته من حكومة الحرب التي تشكلت بعد اندلاع المعارك إثر الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وأسفر الهجوم على الدولة العبرية عن مقتل 1194 شخصاً، غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
خلال هذا الهجوم احتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 120 منهم في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
ومذاك ترد إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 36731 شخصاً في غزة، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.
كان غانتس، زعيم حزب الاتحاد الوطني (وسط) أعطى نتنياهو مهلة نهائية في الـ18 من مايو (أيار) وطالبه بـ"خطة" لما بعد الحرب في قطاع غزة وإلا فإنه "سيضطر إلى الاستقالة من الحكومة".
وأعلن حزب غانتس أواخر الشهر الماضي تقدمه لمشروع قانون لحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة، في خطوة يستبعد أن تؤدي إلى نتيجة في ظل إمساك نتنياهو وحزبه الليكود اليميني وائتلافه الذي يضم أحزاباً من اليمين المتطرف بالغالبية البرلمانية.
ورأى الليكود في حينه أن "حل حكومة الوحدة يمثل مكافأة لـرئيس المكتب السياسي لـ(حماس) في غزة يحيى السنوار واستسلاماً للضغوط الدولية وضربة قاتلة لجهود إطلاق سراح الرهائن".
اليمين المتطرف
وإزاء الضغوط التي يسعى غانتس إلى فرضها على نتنياهو يواجه الأخير ضغوطاً من حلفائه في اليمين المتطرف، لا سيما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش اللذين حذرا من إسقاط الحكومة بحال مضي رئيسها في مقترح وقف النار في غزة.
وفي حال سقوط الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة ينظر إلى غانتس على أنه أحد المرشحين لتشكيل ائتلاف لتولي السلطة خلفاً لنتنياهو، الأطول عهداً في رئاسة الوزراء في تاريخ إسرائيل.
وإضافة إلى الضغوط السياسية الداخلية ومطالبات عائلات الرهائن باتفاق يتيح إطلاق سراحهم، تواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة لوقف الحرب الأطول والأكثر حصداً للأرواح في القطاع المحاصر الذي يواجه خطر المجاعة.
قائمة العار الأممية
وفي سياق متصل، أعلنت إسرائيل الجمعة أنها أخطرت بقرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إدراجها على "قائمة العار" الأممية المتعلقة بعدم احترام حقوق الأطفال في النزاعات، مبدية "صدمتها واشمئزازها" من ذلك.
ومن المتوقع أن يتم نشر تقرير الأمم المتحدة السنوي الذي يسلط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان ضد الأطفال في مناطق النزاع، بحلول نهاية يونيو (حزيران). وأفاد مصدر دبلوماسي أن غوتيريش أدرج أيضاً حركتي "حماس" و"الجهاد" على "قائمة العار" الأممية هذه.
خطر المجاعة
وتحذر المنظمات الدولية من خطر المجاعة في القطاع مع شح كمية المساعدات الإنسانية التي تدخله والخاضعة لرقابة إسرائيلية صارمة.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الأميركي أنه أعاد الجمعة الرصيف العائم المخصص لإدخال المساعدات إلى شاطئ غزة، بعدما تعرض هيكله لأضرار بسبب عاصفة وإصلاحه في ميناء أسدود الإسرائيلي.
تم تسليم نحو 1000 طن من المساعدات الإنسانية عبر الرصيف في وقت سابق هذا الشهر، لكنه تضرر نتيجة أمواج عاتية بعد نحو أسبوع من بدء عملياته.
وإضافة إلى الأزمة الإنسانية الحادة تسببت الحرب بصعوبات اقتصادية هائلة. وقالت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة في تقرير الجمعة إن نسبة البطالة في القطاع تلامس 80 في المئة.
وأشارت إلى أنه "وفقاً للبيانات التي جمعتها منظمة العمل الدولية والمكتب المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد وصلت نسبة البطالة في قطاع غزة إلى 79.1 في المئة"، موضحة أن "الناتج الاقتصادي الإجمالي تقلص في غزة بنسبة 83.5 في المئة".