ملخص
في أعقاب محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا ارتفعت نسبة التأييد لحزبه اليساري الشعبوي "سمير" ليتقدم بفارق كبير على منافسه الليبرالي الرئيس في استطلاعات نوايا التصويت.
يدلي الناخبون في سلوفاكيا بأصواتهم السبت في اليوم قبل الأخير من انتخابات البرلمان الأوروبي، فيما لا تزال محاولة اغتيال رئيس وزرائهم روبرت فيكو مايو (أيار) الماضي ماثلة في الأذهان.
وانطلقت الانتخابات الأوروبية التي تستمر أربعة أيام في هولندا الخميس الماضي. وتجري دول الاتحاد البالغ عددها 27، من بينها ألمانيا وفرنسا أكبر قوتين اقتصاديتين، الانتخابات غداً الأحد.
غير أن إيطاليا، ثالث أكبر اقتصاد في التكتل ستبدأ التصويت في وقت لاحق اليوم السبت. ومن المرجح أن يكون لنتائجها تأثير كبير في تشكيلة البرلمان والمسار المستقبلي للاتحاد.
في سلوفاكيا هزت محاولة الاغتيال التي استهدفت فيكو منتصف مايو الماضي البلد، الذي يعد 5.4 مليون نسمة وأحدثت صدمة في أنحاء الأوروبي.
وقبل ساعات على بدء مرحلة الصمت الانتخابي نشر فيكو مقطع فيديو قال فيه إن مهاجمه "كان مجرد رسول للشر والكراهية السياسية التي طورتها المعارضة".
وأضاف في التسجيل الذي بلغت مدته 14 دقيقة "لم تكن المعارضة قادرة على تقييم (...) إلى أين قادت سياساتها العدوانية والكراهية قسماً من المجتمع، وكانت مسألة وقت فقط قبل أن تحدث مأساة".
يعارض حزبه الذي وظف الهجوم في حملته الانتخابية إمدادات الأسلحة الأوروبية لأوكرانيا ويقول إنه "حزب السلام" ويهاجم "دعاة الحرب" في عاصمة الاتحاد.
وسجلت حوادث اعتداء في أماكن أخرى في التكتل.
ليل الجمعة تعرضت رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن "للضرب" على يد رجل في ساحة بكوبنهاغن، وفق مكتبها. ولم تتعرض لإصابة بالغة بحسب شهود عيان، واعتقلت الشرطة المهاجم الذي لم تعرف دوافعه على الفور.
وتجرى الانتخابات في الدنمارك غداً الأحد.
ولقي الاعتداء على رئيسة الوزراء إدانات محلية وخارجية. وشجبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين "عملاً دنيئاً يناقض كل ما نؤمن به وندافع عنه في أوروبا".
لكن إطلاق النار على فيكو كان الحادثة الأخطر قبيل الانتخابات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي أعقاب محاولة الاغتيال ارتفعت نسبة التأييد لحزبه اليساري الشعبوي "سمير" ليتقدم بفارق كبير على منافسه الليبرالي الرئيس في استطلاعات نوايا التصويت.
غير أن سلوفاكيا عادة ما تشهد نسبة مشاركة منخفضة في الانتخابات القارية. وفي 2019 بلغت نسبة الاقتراع 22 في المئة فقط من الناخبين.
ميلوني... صانعة الملكات
في وقت لاحق اليوم السبت ينصرف الاهتمام إلى عمليات الاقتراع في إيطاليا، إذ تأمل رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني أن يسهم أداء قوي لحزبها في تعزيز دورها كلاعب رئيس في الاتحاد.
ترجح الاستطلاعات أن يأتي حزبها فراتيلي ديتاليا في الطليعة مع 27 في المئة من الأصوات، مما سيعكس توسعاً لمكاسب التكتلات اليمينية المتطرفة في أنحاء الاتحاد الأوروبي.
وفي شأن ذلك أن يجعلها صانعة ملوك محتملة، أو بالأحرى صانعة ملكات... فدعمها قد يكون حاسماً في منح الألمانية المحافظة أورسولا فون دير لاين ولاية ثانية على رأس المفوضية.
وبدأت فون دير لاين (يمين الوسط) وزعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبين الساعية إلى إنشاء تكتل من الأحزاب اليمينية المتطرفة في الاتحاد الأوروبي، بالتقرب من ميلوني.
ولم تكشف ميلوني عن خططها، لكنها أكدت أن هدفها سيكون إقصاء الأحزاب اليسارية في الاتحاد الأوروبي إلى مقاعد المعارضة.
في الداخل يمكن أن يسهم أداء قوي لميلوني في تعزيز هيمنتها على مشهد سياسي مضطرب في إيطاليا.
وكانت رئيسة الوزراء حاضرة بشدة في وسائل الإعلام المحلية قبيل الانتخابات، ولا سيما من خلال تصويرها نفسها حصناً ضد الهجرة غير الشرعية.
وأدى تصاعد الخطاب المناهض للهجرة إلى زيادة حظوظ اليمين المتطرف في الاتحاد الأوروبي. وكان ذلك أحد الأسباب الرئيسة التي جاءت بميلوني إلى السلطة في 2022.
وعلى المستوى العام أشارت استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات إلى احتمال فوز الأحزاب اليمينية المتطرفة بنحو ربع مقاعد البرلمان الأوروبي المقبل البالغ عددها 720.
في هولندا حيث جرت الانتخابات الخميس الماضي، حل الحزب المناهض للهجرة بزعامة اليميني المتطرف خيرت فيلدرز في المرتبة الثانية، بحسب استطلاعات الرأي أمام مراكز الاقتراع. والحزب عضو في الائتلاف الجديد الحاكم.
وحقيقة أن أداء الأحزاب الهولندية المؤيدة لأوروبا كان أفضل من المتوقع جاء بمثابة دعم للوسطيين الذين يأملون في وقف صعود اليمين المتطرف.
ويتوقع أن يكون "حزب الشعب الأوروبي" المحافظ بزعامة فون دير لاين و"التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين" من يسار الوسط أكبر قوتين سياسيتين في البرلمان.